لو لم يكن لك إلا القصر ، لكفى / محمد المختار ولد تديه

“عزيز ..لو لم يكن لك من الإنجازات إلا القصر ، لكفى” .

 

تلك جملة سمعتُها من سيدة موريتانية و هي تعبر بحرارة  عن انبهارها بذاك القصر المُنيف الراقي بالمعايير الدولية و مٌعجم الحداثة (المرابطون) المشيدُ بفكر و أيادي الوطن ، و على مرمى حجر من معقل فاتح هذه البلاد (عبد الله ابن ياسين الجزولي).

فذكرتني بقول أبي العلاء المعري في مجلس لكوكبة من شعراء العصر العباسي  ، كانوا ينتقدون الشاعر العبقري المتنبي و ينفثون عليه من حسدهم الأسود  فقال لهم المعري :

 

و الله لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قوله :

 

 

لك يا منازل في القلوب منازلُ

أقفرت أنت وهن منك أواهلُ .

 

لكفاه ذالك .

 

تلك المفخرة الفريدة  ستشكل إلى حين عُقدة في نفوس و قذى في عيون أقوام لا يريدون لموريتانيا الجديدة أن يكون لها شأن بين الخافقين .

فالقمة الإفريقية و قصر المؤتمرات (المرابطون)  في المحصلة  قصرُُ و نصرُُ و شيئ آخر… .

 

 

(المرابطون – القصر ) سيكون بالنسبة لهم عقدة ذات شقين :

 

شق متعلق بتسميته المختارة بعناية و تأصيل ينم عن دراية بكنه و نكتة التاريخ و دلالات المكان.. ، وفي ذالك مافيه من معاني  يصعب بسطها في سطور .

 

 

 

الشق الثاني من العقدة قد يتعلق بجودة بناء القصر “المرابطون” و مقامه الرفيع و مستواه العالي و تأثيثه و تجهيزه بوسائل العصر و سرعة إنجازه … ، فما عساهم يقولون عنه !.

قد يلوذون بالصمت فذاك أسلم لهم .

 

 

ذاك الوهَج الذي اكتسبه البلد اليوم (القمة الإفريقية)  والأمس ” القمة العربية ”  ، وتلك الإنتصارات الدبلوماسية العميقة ،  و ذاك البريق الواضح الآن على محيا موريتانيا – بلد “المرابطون”  و هو يستضيف الدنيا بأسرها … ، يبدو مزعجا جدا ومُربِكا لجهات سياسية داخلية  بعينها تريد أن تجعل  الضياء ظلاما و البناء خرابا في عيون الناس …، لكن غٌلالة الحسد و إن أعْمت قلة قليلة من المغرر بهم ،  فلن تحجب عن سواد  الشعب  الموريتاني الحقيقة و لن تثنيه عن الإعتراف بالجميل لأهله أعني فخامة الرئيس  محمد ولد عبد العزيز .

 

 

 

انواكشوط اليوم شيء آخر … ، يعلم ذالك حتى من لم يُبْقِ الكَمَدُ إلا نصف قلبه … ،

 

موريتانيا 2018 ليست موريتانيا 2008 …و البَوْن واضح وضوح الشمس ، وقد انعقدت  القمة  الكبيرة في جو فريد  من الأمن  تحسدنا الآن عليه أمم أكثر عتادا وعددا  وتجربة  ،

 

مطار “أم التونسي” المشَرف ليس “مطار دار النعيم”- الفضيحة المخجلة  المقززة  … ، و (المرابطون) ليس “قصر الشعب” … يعلم ذالك كل ذي بصر حتى ولو حجب عنه حب السلطة واللهث وراءها نور البصيرة .

 

 

انواكشوط عاصمة الضيافة في عهد رئيس البِناء … ، و القافلة في طريقها ……..

 

( لا يشكر اللهَ من لم يشكر الناس ).

 

 

الربيع / المدير الناشر : محمد المختار ولد تديه

أربعاء, 04/07/2018 - 00:16