عندما يحترم القضاء المحامين.../ذ/ جمال ولد عباد

بمناسبة صدور القانون رقم: 2020/16،الصادر بتاريخ : 2020/07/24، والمتضمن تنظيم مهنة المحاماة الموريتانية أهنيء من أعماق أعماقي كافة الزملاء والعمداء الكرام وجميع أفراد الأسرة القضائية الأجلاء وأقول للمتوجسين خيفة من المشاركة والمساندة في تحقيق العدالة أن المحاماة والقضاء هما العجلتان اللتان تحملان موكب العدالة في الدولة وهما وجهان لعملة واحدة يتداولها أصحاب الحقوق ويتداولها المحامون والقضاة ، وكل منهما مؤهل للأخري .
ومن طبيعة الأشياء وبرهانا علي اقتدار وبسالة المحامين كان مؤسس الجمهورية الإسلامية الموريتانية وأول رئيس لها هو المحام المختار ولد داداه،وفي وطننا العربي نجد في مصر أن قاسم أمين زعيم الإصلاح الإجتماعي كان محاميا،وأن السيد طلعت حرب الزعيم الإقتصادي كان محاميا، وأن زعيم النهضة الوطنية السيد سعد زغلول كان أول محام في مصر.
ولله در رئيس محكمة النقض المصرية المحامي والقاضي المستشار عبد العزيز باشا فهمي والذي قال أثناء افتتاح أول جلسات محكمة النقض المصرية :" إن سروري ياحضرات القضاة وإفتخاري بكم ليس يعدله إلا افتخاري بحضرات اخواني المحامين الذين أعتبرهم كماتعتبرونهم أنتم عماد القضاء وسناده . أليس عملهم هو غذاء القضاء الذي يحييه ؟ ولئن كان علي القضاء مشقة كبري في البحث للمقارنة والمفاضلة فإن علي المحامين مشقة كبري في البحث للإبداع والتأسيس.
وليت شعري أي المشقتين أبلغ عناء وأشد نصبا. لاشك أن عناء المحامين في عملهم عناء بالغ لايقل البتة عن عناء القضاة . بل اسمحوا لي أن أقول ان عناء المحامي -ولا ينبئك مثل خبير- أشد في أحوال كثيرة من عناء القاضي لأن المبدع غير المرجح .
تحية للمبدعين والمرجحين
ذ/ جمال ولد عباد

أحد, 02/08/2020 - 13:25