طلبان موجهان الي فخامة رئيس الجمهورية الموقرمحمد الشيخ الغزواني

معذرة يا فخامة الرئيس ،فمعظم شعبكم لم يكن يعرف عنكم قبل ان ينتخبكم رئيسا له سوي انكم من افضل ضباط جيشه الكباروانكم تتقنون تخصصكم العسكري ، والكل يعلم ان ميزة ثقافة عصرنا الحالي هي التخصص في مجال معين ومعرفة كلشئ عنه ،ومعرفة شئ فقط عن كل مجال آخر،وحتي هذه الميزة عند تحققها لاتكفي ليصبح المتخصص قائدا فذا،فللقيادة الفذة شروط هي التي توفرت في شخصكم الكريم وبرزت حقيقة وبشكل مجمع عليه عندما تسلمتم زمام بلدنا الغارق وقتها في اعماق بحر لجي هائج وطفقتم تمخرون به عبابه نحو شاطئ الامان علي بعد اميال بعيدة جدا غير ملتفتين الي الوراء وفي صمت الواثق الشجاع،وهنا بالذات ظهر من امركم ماكان غامضا وظهرلنا جميعا توفركم علي شروط القيادة الفذة التي حددها الشاعرالايادي الجاهلي الذي كان يعيش مهاجرا في مملكة الفرس الي جانب صديقه كسرا الذي علم منه عزمه غزو العرب في جزيرة العرب وخاصة قبيلته هو الايادية بسبب نصرتها للملك النعمان ابن المنذرالذي اعتبره كسرا مستخفابه ومتعاليا عليه وذلك لانه لم يستجب لطلبه تزويج ابنته الوحيدة منه عندما ارسل اليه وفدا رسميا بقيادة ابن عم للنعمان كان قد اهانه فذهب الي كسري وأستخدم دهاأه وذكاءه لديه حتي اصبح نديمه المقرب، فقال له ذلك العربي المحتال يوما وهو يداعبه الا ان النديم العربي هذا كان بنية تدبيرمؤامرة ضد النعمان انتقامامنه وذلك لدي كسرا : (كسرا لماذا يخلو قصرك من العربيات في الوقت الذي يعج فيه بفتيات من كل الاجناس البشرية)؟ فاستحسن كسرا حديثه فقال له العربي انا ادلك علي اجمل فتاة عربية وهي البنت الوحيدة عند صديقك الملك المقرب منك النعمان ومعلوم ان مملكة النعمان الحديثة العهد والتي كان قد أنشأها والده المنذر اول ملك لاول مملكة عربية بالجزيرة العربية ولدت تحت انتداب كسرا ومباركته ،وبعد استحسان كسرا استشارة زميله الذي يعلم ان العرب لا يزوجون بناتهم للغيروان طلب كسرا مردود لا محالة وان ذلك كفيل بالقضاء علي النعمان ارسل الوفد المنوه عنه اعلاه الي النعمان ليبعث اليه بانته لتصبح من سيدات قصرهفرد طلب كسراعلي الفور وهو ما ادي بالفعل الي قتله حيث قتله كسرا سحقا تحت اقدام الفيلة الهائجة امام الملأ ولم يكتف بذلك بل قررغزو العرب وانتزاع ابنة النعمان من بين ايديهم قهرا رغم تعهد قبيلة بني اياد للنعمان بانهم سوف يدا فعون عنها حتي النهاية،وعند ما علم بذلك عربي ايادي آخر نديم لكسراهوالآخرارسل اليهم سرا بقصيدة يخبرهم من خلالها الخبر ويطلب منهم الاستعداد لحرب كسرا القادمة وان كان صديقه كسراقد علم بالقصيدة وبارسالها سرا الي بني اياد وقطع لسانه ،الا ان القصيدة وصلت وعمل بمضمونها فكان ذلك سببا في اول نصر يحرزه العرب بقيادة ابنة النعمان نفسها والتي كان لخطبتها من طرف كسرامابعدها كما تكهن بذلك النا بغة الذبياني شاعر النعمان المقرب وصديقه في قصيدة له يخلدفيها هذه الوقائع لا يتسع المقام هنا بصردها،وذلك ضد اكبر امراطورية يومئذ علي الارض وهي الامبراطورية الفارسيةيقول النابغة عن النعمان عندما قرر الذهاب منفردا الي كسرا ليقبل اعتذاره او يعاقبه تفاديا لحرب مع العرب لاقبل لهم بها في ذلك الوقت:وقرر أمرا كان ما بعده له  وكان اذا ما أخلولج الامر ماضيا

وتنبغي الاشارة هنا الي ان النبي صلي الله عليه وسلم كان قد حزن لانتحارابنة النعمان هذه مبتلعة السم وذلك فور انتصارها في الحرب وفي وقت كانت بعثة ارسلها اليها صلي الله عليه وسلم لتعرض عليها الاسلام علي مرآي البصر منها،وكان سبب انتحارها خوفا من مقابلة وفد خطيبلهاكانت قد تعهدت له بالزواج منها اذا ماحقق نتائج باهرة في حربها ضد الفرس الا انها كانت تضمرعزمهاعدم الزواج مطلقا بعدما حدث لابيها بسبب خطوبتها من كسرا

ومطلع قصيدة الشاعر الايادي ومحل الشاهد فيها

ابلغ ايادا وخلل في سراتهم    اني اري الراي الم اعص قد نصعا

مالي اراكم نياما في بلهنية    وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا

ياقوم لا تامنوا ان كنتم غيرا  علي نسائكم كسرا وما جمعا

هو الفناء الذي يجتث أصلكم   فمن رآي ريه منكم ومن سمعا

قوموا قياما علي امشاط ارجلكم  ثم افزعوا قد ينال الامن من فزعا

وقلدوا امركم لله دركم   رحب الذراع بامر الحرب مطلعا

لا مترفا ان رخي العيش ساعده   ولا اذا عض مكروه به خشعا

لا يطعم النوم الا ريث يبعثه   هم يكاد شباه يفصم الضلعا

ما انفك يحلب هذا الده اشطره   يكون متبعا طورا ومتبعا

وليس يشغله مال يجمعه       عنكم ولا ولد يبغي له الرفعا

وهناك قاعدة مشهورة في القانون العام نعلمها جيدا نحن متخصصي القانون العام الدولي مفادها ان الدول لايمكن ان يقودها سوي النبلاء اصحاب السيادة ممن يحملون اوصافا كهذه لانهم منزهون عن شهوة التملك الشخصي وبدل ذلك هم مجبولون بحكم فضيلة النبل لديه علي تجميع الثروة العامة بكثرة ليحققوا بها غناء وسعادة شعوبهم ويمولون بها مختلف مشاريع شعبهم وفي ذلك متعتهم الكبيرة وسمعتهم الخالدة، وحكم غير النبلاء غالبا ما تكون عاقبه تعثر الدول وانتهاؤها ،لان شهوة التملك الشخصي والانشغال بتجميع الثروة واصلاح الولد يشغلهم لامحالة عن الاهتمام بالشان العام ويجر الي تسخيرالملك العام للملك الخاص ،وكثرة الثروة ليست من اسباب السيادة لكنها تصلح جسرا الي حسن السمعة في الدنيا والوصول الي الجنة في الاخرة اذا ما انفقت في سبيل الله وسد حاجة مخلوقاته ولم تكتنز وتربي، يقول الله تعلي ( ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) )وقال تعالي: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتولم يذكر المال كوسيلة للرفعة والنبالة الا ان الله تبارك وتعالي ذكر ان المال والبنين زينة الحياة الدنياالا ان الباقيات الصالحات خير(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)

) الاان لذة هذه الزينة قليلة يقول  الله تعالي : ( ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ) ويقول المتنبي: ولو ان اسباب السيادة بالغني  لنا فس رب الفضل بالمال تاجر،والحصول علي المال الحلال يسير لكن الحصول عليه بالطرف الرذيلة يذهب بعرض الانسان واسترجاع الاعراض صعب المنال يقول الشاعرالعربي:احتال للمال ان اودي فاجمعه  ولست للعرض ان اودي بمحتالي والاحتيال عند الشاعر هنا معناه التدبر وليس الاحتيال

ولقد اتيت بهذه التفاصيل لمعرفة سبب قصيدة الشاعر الايادي وان كنت علي يقين بانكم ادري مني بهذه المعاني كلها يا فخامة الرئيس الموقر

وكانت افعالكم سيدي الرئيس ومنذ بادئ الامرتنبئ بعنصركم الثمين كما قال شاعر آخر

فعال كل امرئ تنبي بعنصره  والعين تغنيك عن ان تتبع الاثرا

ويقول شاعرآخر:اذالم يكن فعل النسيب كأصله  فما ذا الذي تغني كرام المناصب؟

فخامة الرئيس الموقرفي اعقاب اعلانكم الثمين والمبشرضخ 240000000000 اوقية قديمة في مجاري المشاريع الوطنية في محاولتكم الكريمة لاعادة ا درارضرع الدولة الموريتانية علي مواطنيها نطلب من فخامتكم الكريمة الامر بتوجيه جزء من هذا المبلغ الكبيرلاداء ديون المواطنين علي الدولة وخاصة منها تلك التي يتحرك وراءها محامون حتي لايحرم أي كان من عدلكم وعطفكم ، كما نطلب من فخامتكم الكريمة ان تامروا باعادة انتقاء لفيف دفاع الدولة فيما يعرف بانتهاكات العشرية علي اسس ومعاييرعادلة ومنصفة بعيدا عن الانتقاء الشخصي علي اساس القرابة والمحسوبية والنفعية الشخصية وشكرا فخامة الرئيس الموقر

                              ذ/محمد سيدي محمد الملقب كوف ولد الشيخ المصطف العربي

جمعة, 11/09/2020 - 09:59