مع التحية إلى وزارة التهذيب الموريتانية . /كريمة الدح

ما إن نجح رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد الشيخ الغزواني حتى تباشر المواطنون ببشائر أفق تحقيق برنامجه الانتخابي الذي ركز فيه على أخذ استيراتيجية للتعليم تنهض به وتكون خارطة طريق لاصلاحه ، وبالفعل تم اكتتاب مقدمي خدمات التعليم وأجريت مسابقة ظنها أبناء الوطن أنها فاتحة خير لمستقبلهم ترشح كم معتبر وطالبت الوزارة بعدد 5030 مدرس مابين معلم وأستاذ نجح منهم 3400 ولم تحصل الوزارة على العدد المطلوب وأكدت أن الناجحين نجحوا بجدارة وكفاءة وتفوق  ، وكونتهم ووزعتهم على الولايات الداخلية دون أن تقدم لهم عقد عمل يجلسون على طاولة المفاوضات عليه ، وأرغمتهم على توقيع عقد خدمة لا تتجاوز مدة التوقيع عليه ثلاثة أيام في تحد صارخ لاحترام حقوق الانسان وآدميته ضاربة عرض الحائط بحقوقه ،  فمرغت أنفه في التراب وجعلته مدرسا من الدرجة العاشرة وداست على كرامته أمام زملائه ومجتمعه ، وكأن العبودية جزء من السياسة حلال على الوزارة تطبيقها   على عمالها ؛ فحرمتهم من جميع حقوقهم وامتيازاتهم ، ولم يخطر ببالها أنها ساقتهم إلى الموت كما يسير السم الناقع في جسم الانسان الذي يلعقه دون علمه ، صبر هؤلاء البسطاء وتوجهوا لقرى نائية لا تتوفر على  أبسط مقومات الحياة ، فكان الراتب يأتي بعد منتصف الشهر الثاني بعد أن أقرت في بنود عقدها المشؤوم أنه يدفع كل شهر ، ظل ذلك الشباب الحالم بوظيفة تشغله عن البطالة وتحقق له تحقيق بناء جزء من مستقبله  يقاوم الظروف الصعبة ليحقق حلمه  ، لكن ذلك الحلم قتل مجموعة من شباب البلاد نذكر منهم محمد ولد محمدو ولد اعيدو الذي أصيب بالملاريا في قرية تابعة لعدل بگرو اثر اصابته بالملاريا كما حكى لنا والده وأنه هو من قطع له تذكرة الحافلة التي اقلته من المنكب النائي من الوطن وقضى يوما وليلة  في مستشفى الشيخ زايد يجري فحوصاته ليقضي نحبه بسرعةالبرق الخاطف  بعدها توجه أبوه إلى المصادر البشرية بوزارة التعليم وأخبرهم بفاجعته وماهي الاجراءات التي يمكنه اتباعها فأخبروه أن مقدمي خدمات التعليم ليسوا تابعين لوزارة التعليم فسألهم. عن الوزارة التي يتبعون لها ، هنا نزلت الدموع من عينيه وحبس بقية الحديث لنبكي نحن مجموعة محاكمة الوزارة عنه بكاء فرج عليه اللحظة التي حكى فيها مأساته كان ذلك في اجتماع جمعنا معه في ساحة الحرية لنعرف كيف يمكننا أن نحصل على حقوق له مسلوبة عنوة من وزارة كان الأجدر بها الحفاظ على حياة المواطنين بدل قتل فلذات أكبادهم الذين حلموا بأن يستمتعوا بمشاهدتهم يرفلون في خيرات وطنهم مطمئنين لكن قدر الله وماشاء فعل .
سيادة الوزير نعرف أن إرسال وفد لمواساة أسرة مقدم خدمة هو خطوة في الاتجاه الصحيح ، لكن ثمة أربعة قضوا نحبهم بوعكات صحية خطيرة لم يسمعوا هاتف الوزارة يرن مقدما واجب العزاء لهم على الأقل كعرف أخلاقي وكتثمين لجهود بذلوها خدمة للوطن والمواطن  ومعرفات  بالجميل ، وهناك العشرات أصيبوا بأمراض مزمنة كالضغط والسكري والفشل الكلوي وآخرون أجريت لهم عمليات في الجهاز الهضمي لشربهم للماء الملوث ، وهناك معلمة في أصيبت بمرضي نفسي أفقدها عقلها عندما سمعت خطاب الوزير الأول يتنكر فيه لترسيم مقدمي خدمات التعليم بعد أن وعدهم بالترسيم فأصبحت هذه الحالة الانسانية لهذه المعلمة عبئا على أهلها  من خلال متابعة ملفها الطبي بعد أن ذهبت سليمة يرجون ثمرة عملها .سيادة الوزير اعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن من سمحوا لأنفسهم باستغلال اخوتهم لن تستريح ضمائرهم ، وأن الظلم ساعة والعدل إلى قيام الساعة
السيد الوزير لاتكن ممن يستمرئ الظلم على الآخرين فلا أنت تتقبل الظلم ، واجعل نفسك مكان هؤلاء المواطنين ، فهل إن كنت أستاذ أو معلم تزاول نفس المهنة التي يزاولها زميلك الرسمي ترضى بعقد خدمة يمارس عليك ظلما ؟
سيادة الوزير عوض للمتضررين من مقدمي خدمات التعليم عن خسائرهم فللذين توفوا في الميدان بالدية مسلمة إلى أهلهم لأنهم كانوا تحت قطاعكم مظلومين  ولم يستطيعوا الحصول على حقوقهم ، وللمصابين عن مالحق بهم من سقم فقد كانوا يتمتعون بصحتهم وللذين تم تحويلهم تعسفا أعدهم إلى مراكزهم التي كانوا بها تغنم ، واعلم أن اللوبيات تفسد ولا تصلح وأن اننقام الله قريب منهم لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
سيادة  الوزير انصف جميع مقدمي خدمات التعليم وادمجهم في الوظيفة العمومية ولا تجري مسابقة داخلية تدخل بها قلة وتقصي البقية الناجحة بأفلامها وذلك فضل من الله عليها ، واعلم أن ترسيم مجموعة واقصاء أخرى هو عين الظلم والجميع دخلوا بمسابقة واحدة ونجحوا باستحقاق فيها فلا يجوز العبث بنجاحهم وخدمتهم التي تعبوا فيها انتظارا لتحقيق آمالهم  ، فكن عونا لهم وسندا لهم لا عليهم تغنم بوظيفتك وتخرج مرفوع الرأس ولا تأبه بالمفسدين في قطاعك .

سبت, 12/06/2021 - 10:15