تسلم الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، رئيس مبادرة "ايرا" الحقوقية مساء امس الثلاثاء بنيويورك، جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لسنة 2013، تقديرا من الامم المتحدة لجهوده في مجال مكافحة العبودية في موريتانيا والدفاع عن قضايا حقوق الانسان.
وقد سلم الجائزة للفائزين الستة بها هذه السنة، نائب الأمين العام للأمم المتحدة جان إلياسون، في حفل كبير في مقر الامم المتحدة في نيورك بمناسبة العاشر ديسمبر 2013 الذكرى السنوية الخامسة والستين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبمناسبة هذه المرة ذكري السنوية العشرين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ولإعلان وبرنامج عمل فيينا.
وقد تناول الكلام اثناء الحفل سفراء الدول الخمسة الدائمة العضوية وعدد من مساعدي الامين العام للأمم المتحدة، حيث اشادوا جميعا بادوار الفائزين هذه السنة بالجائزة في مجالات حقوق الانسان مؤكدين دعم الامم المتحدة وكافة المدافعين عن حقوق الانسان لجهودهم.
و اثني المتدخلون علي نضال بيرام ولد الداه ضد العبودية في موريتانيا، الذي علي اساسه استحق جائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان، التي تمنح كل خمس سنوات للافراد والمنظمات والهيئات، ممن تميز نشاطهم في الدفاع عن قضايا حقوق الانسان خلال تلك الفترة.
وأعرب رئيس مبادرة "ايرا" بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، بعد تسلمه الجائزة، في كلمة القاها بالمناسبة، عن شكره العميق للامم المتحدة علي هذا التكريم الذي قال انه سيمنحه قوة وعزيمة في المضي قدما علي النهج الذي به استحق هذا التقدير والتكريم من الامم المتحدة ومكنه من تبوئ هذه المكانة.
وطالب ولد الداه الامم المتحدة بمعاقبة الدول التي تصدق علي المواثيق الدولية التي تحرم المساس من حقوق الانسان ولا تطبقها علي ارض الواقع، مؤكدا علي ان موريتانيا من بين تلك الدول التي صدقت جميع المواثيق المنهاضة لحقوق الانسان واصدر تشريعات بذلك وهي في نفس الوقت مصنفة عالمية بانها الدولة الاولي عالميا في الاستعباد.
وتحدث بيرام ولد الداه عن جملة من المشاكل قال انها تواجه منظمة "ايرا" في موريتانيا في اطار نضالها السلمي ضد العبودية، التي قال ان اموريتانيا لا تمارسها فحسب بل تؤصل لها دينيا ويحمي النظام من يمارسونها.
و تعتبر جائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان من أهم الجوائز الحقوقية عالميا وتمنح للذين ساهموا في التعريف بحقوق الإنسان وناضلوا من أجل القيم الإنسانية وقد ضمت لائحة الفائزين بها هذه السنة 2013 الي جانب بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، المغربية خديجة الرياضي وأبوك هيلمنجيتا من كوسوفو، وليزا كوبينن من فنلندا، وملالا يوسفزاي من الباكستان كما تضم القائمة المحكمة العليا بالمكسيك.
وتعد جائزة الأمم المتحدة في ميدان حقوق الإنسان جائزة شرفية تمنح لأفراد ومنظمات إعترافا بإنجازاتهم في مجال حقوق الإنسان وقد أحدثت الجائزة بموجب قرار الجمعية العامة الصادر في عام 1966 ومنحت لأول مرة في دجنبر 1968 بمناسبة الذكرى السنوية العشرين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتتيح الجائزة فرصة لا للإعراب عن التقدير العلني لإنجازات المتلقين أنفسهم فحسب وإنما أيضاً لإرسال رسالة واضحة إلى المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم مفادها أن المجتمع الدولي ممتن لجهودهم الدؤوبة الرامية إلى تعزيز كل حقوق الإنسان للجميع ويدعم هذه الجهود.
وتُمنح الجائزة لمجموعة من خمسة فائزين أو أكثر ومن ضمن الفائزين بها، نيلسون مانديلا وجيمي كارتر، و طه حسين، والأمير صدر الدين أغا خان، وأمين عام الأمم المتحدة السابق أو ثانت، من ميانمار، ومفوضة الأمم المتحدة السامية السابقة لحقوق الإنسان لويز أربور، وآنا ساباتوفا، من الجمهورية التشيكية، وهي عضو مؤسس ل"ميثاق 77.
وفازت بالجائزة سابقا: منظمة العفو الدولية ولجنة الصليب الأحمر الدولية وشبكة سلام نساء نهر مانو في غرب أفريقيا، كما فاز بها بعد وفاتهم: إليانور روزفلت، التي اضطلعت بدور رئيسي في إنشاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وزعيم الحقوق المدنية الأمريكي الأسطوري مارتين لوثر كينغ، بعد ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان سيرجيو فييرا دي ميلو.
"جائزة حقوق الإنسان ترسل رسالة واضحة إلى المدافعين عن حقوق الإنسان وحرياته مفادها أن المجتمع الدولي ممتن لجهودهم الدؤوبة الرامية إلى تعزيز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويدعم هذه الجهود،" قالت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، في معرض تعليقها على الفائزين بالجائزة في عام 2008.
كيف يتم اختيار الفائزين بالجائزة؟
من السمات الهامة للجائزة أنه يمكن تلقي الترشيحات من مجموعة كبيرة متنوعة من المصادر: "الدول الأعضاء والوكالات المتخصصة والمنظمات غير الحكومية ذات المركز الاستشاري ومن مصادر مناسبة أخرى." وحالما تستعرض المفوضية السامية لحقوق الإنسان الترشيحات، تُعرض قائمة موحدة على لجنة تختار الفائزين. وأعضاء اللجنة الخمسة هم: رئيس الجمعية العامة، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ورئيسة مجلس حقوق الإنسان، ورئيسة لجنة وضع المرأة، ورئيس اللجنة الاستشارية.
تحدر الاشارة الي ان بيرام ولد اعبيدي سبق ان تسلم جائزة فيمار 2011 و جائزة الخط الأمامي للمدافعين (2012) و تأهل لجائزة ساخاروف 2013hh