اختلال التوازن بين امكانيات موريتانيا البشرية وخيراتها المادية

علي الرغم من خيرات موريتانيا المعدنية والسمكية والتنموية الكثيرة النافد من هذه الخيرات مثل النحاس الذي حزمت شركته امتعتها اخيرا لانها استنفدت مخزونه ،وكذلك شركة الذهب تازيازت التي ستستنفد مخزونه بعد اربعة اعوام من الآن وترحل هي الاخري، والمتجدد مثل الثروة السمكية والزراعية بشقيها الزراعة المروية والموسمية، والتنمية الحيوانية ورغم ان هذه الاخيرة وحدها كانت قبل الاستقلال يعتمد عليهاسكان موريتانيا في اكتفائهم الذاتي المعاشي وباعلي السعرات الحرارية اللازمة للنموالبدني، اقول علي الرغم من كل هذا وذاك ظلت استفادة المواطنين من هذه الخيرات الوفيرة وعلي الرغم من قلة عددهم اقل من ثلاثة ملايين نسمة، مثل استفادة نواة التمرة من رطبهابحيث لم تزد عائدات موريتانيا الطائلة مع صدقات وتبرعات الدول الاجنبية الوفيرة سنوات البؤس الاخيرة وخلال حكم العسكرعلي تمويل حفلاتهم وثراء ونعيم بحبوحة اسرهم وذويهم

وبطاناتهم المزمرة والمهرجة وهو ما تسبب في اجتياح نيران الفقر والمرض والجهل والتخلف الاغلبية الساحقة من مواطنينا ودفعهم الي الهجرة الشاملة طلب للرزق والعيش الكريم في كل الاتجاهات المؤدية الي اوربا او آمريكا او العرب او الدول الافريقية والعيش الطويل هناك او التجنيس حتي لايفقدوا امتيازاتهم الجديدة ،لكن حنينهم الي الوطن الام واملهم في تغيير وضعه الي الاحسن ماديا ومعنويا وخلع كل ولاء لغيره والعودة اليه هو ماينعش آمالهم دائما ويشد علي  قبضة ولائهم لنا ولهم بذلك التسلية والتاسي في قول المتنبي:

اعلل النفس باللآمال أرقبها    ما اضيق العيش لولا فسحة الامل

كما لهم التاسية كذلك في قول الشاعر:

بلاد ألفناها علي كل حالة   وقد تألف الشئ الذي ليس بالحسن

وقد تؤ لف الارض التي لاهواؤهاولاماؤها عذب ولكنها وطن

وقول الآخر:

بلادي وان جارت علي عزيزة      واهلي وان ضنوا علي كرام

وقول الآخر:

بلادي احب شئ في الدنا     واعز ناس في البرية ناسي

وهذه الهجرات الواسعة وتناقص النمووالتكاثرالديمغرافي المبرمج للعجز عن القيام بالواجب التربوي،وعزوف الشباب عن الزواج بسبب البطالة وغلاء المهور والمعيشة وكثرة ما يصاحب الزواج ان وقع من ولائم فاخرة سيجعل موريتانيا في اعقاب مااكتشف من احتياطات ضخمة من بضاعة الغاز الاستراتيجية في عجز حاد عن تلبية الطلب علي الخبرات الفنية واليد العاملة من المواطنين فالثلاثة ملايين نسمة عدد افراد شعبنا اذا ما ابعدنا نصفهم عن العمالةلانهن نسوة وابعدنا نصف العدد المتبقي لعدم بلوغهم سن العمل القانوني وبسبب الشيخوخة فان حدود السبع مائة شخص الباقية لايمكن ان تغطي طلبات الجيش الوطني والامن ومتطلبات شغيلة الطفرة المالية المنتظرة من الغازوما يتولد عنها من عمالة في كل الاتجاهات وهو ما يفتح المجال واسعا لاحلال الاجانب محل شعبنا في هذه المهام وتوطينهم مكانهم في بلادنا وما سينجم عن ذلك من اختلال في التوازن الديمغرافي مستقبل الايام،وانطلاقا من هذه المخاوف المزعجة فانه يجب علينا وبشكل عاجل ان نشجع  المهاجرين الموريتانيين في كل انحاء العالم الي العودة الي وطنهم الام واعادة تجنيس من فقد جنسيته منهم او من لم يسعفه الحظ اصلا في اكتسابها لسبب من الاسباب السياسية

 او الادارية، وتشجيع عودة القبائل الموريتانية التي استوطنت  خارج  موريتانيا بشكل مؤقت مع نيتها العودة الي قبائلها الام في موريتانيا ان سنحت الظروف، ونظرا لاهمية هذا الموضوع فانني علي يقين من ان فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني علي دراية تامة به وسيتحرك لسد هذا الفراغ والاصتفاف في وجه الهجرات الاجنبية الاستطانية الطامعة في خيراتنا الجديدة،

والانعام والاحسان علي اكبر قدر ممكن من مواطنيه بعد ان من الله في عهده السعيد علينا وعليهم جميعا انشاء الله تعالي بهذه الثروات الهائلة  الاستراتيجية والتي نرجو من الله تعالي ان يجعلها علي بلدنا نعمة لانقمة

                  محامون وطنيون من اجل التغيير،

 والحراك الوطني من اجل موريتانيا والموريتانيين بدون اقصاء

(م _ح )

 

أربعاء, 13/11/2019 - 18:20