سنة 2019 بطاقة تعريف وطنية..بقلم ذ/محمدالامين عبدالله

في عام 1998 قام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع -حفظه الله- بمحاولة ضبط الحالة المدنية أو ما يعرف محليا ب  "إحصاء 98".
نما الخبر إلى علم شيخ ظريف من مشاهير إحدى مقاطعات الداخل فسأل عن طبيعة هذا الإحصاء ، فقيل له إن كل شخص سيتم تصويره  وتسليمه بطاقة تحمل صورته ومعلوماته الشخصية..
قال " أيوا الحمد لله إلين كلها يشوف وجهُ"
أو كما قال ههههه (...).
انتهت مشكلة الحالة المدنية في موريتانيا عندما قام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز -حفظه الله- بإنشاء الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة التي أصبحت نموذجا عالميا يحتذى به ، ومرحلة مدنية يتمنى العديد من الدول الوصول إليها..
لقد كانت سنة 2019 بطاقة تعريف للموريتانيين بالجملة ،وقد كشفت لنا مشكلتنا ، وسبب تأخرنا ، لأن ذمة السياسي الموريتاني أكثر مما نتخيل وأنه لا يبحث إلا عن مصلحته الشخصية ولو كانت في الصين لكان نظم للرئيس الصيني قصيدة في بحر البسيط ولو كان معقدا ، فنحن نعود كل مرة إلى نقطة البداية وهكذا سنظل في نقطة البداية...
  لا يوجد في تفكير المواطن الموريتاني ما يسمى بالوطن ، وإن كان ثمة وجود فمن أجل مصلحة شخصية ، وينتهي بمجرد الحصول عليها أو القنوط منها..
لم تعد الأزمة أزمة مادية فقط بل أصبحت  أزمة أخلاق ف "الزيدون" لابد من أن يتحركوا في كل المواسم لاعنين السلف ولو أحسن مطبلين للخلف ولو لم يرتد إليه طرفه بعد توليه المنصب  فالسابقون ... "والرزق اللا بالتحريك" و"المانافق ما وافق" ألخ .. .
تغلغلت أزمة الأخلاق هذه وضربت جذوها في كل شبر من أرض الوطن فانعدمت القيم المعنوية والوطنية،  وحلت محلها قيم مادية أنانية بدوية  تتخذ من الساحة السياسية منطلقا، ومن الشعارات المتناقضة بناقض الأشخاص والمختلفة باختلافهم منهجا ، ذلك التناقض والانفصام الذاتي الذي يكشف أن غاية القوم لا تعدو بطونهم ..
لقد تشكلت عندنا مدرسة سياسية يغذيها مثقفون من أجل مصالحهم الشخصية وتتبعهم العامة بسياسة لا تنظر أبعد من حدود بلدية أصحابها أو (مسماهم) ، سياسة لم تعد تصلح لبناء الدول..
تتعاطف الدولة مع هذا الواقع بل تستسلم له ،  رغم أنني أجزم أنها محرجة من ثنائهم وولائهم اللا مشروط واللا موجود والذي لم ولن  يكون بمجرد قدوم رئيس جديد ، وهذا لا يحتاج إلى دليل (...).
وهنا أقترح على الدولة أن تعيد التوازن بين القيم المادية والمعنوية للإنسا الموريتاني وذلك بإعادة الاعتبار لأصحاب المواقف الوطنية وتشجيعهم حتى تخلق جيلا ينظر إلى الوطن من منظور أوسع لا من منظور شخص على كرسي حتى نستطيع تحقيق حلم وعد ورد على لسان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وهو أنه سيعمل على أن تكون صفة (موريتاني) صفة يتمناها الكثيرون في العالم ، وهذا ليس مستحيلا لأنه إذا عرف السبب بطل العجب والرئيس قطعا عرف السبب وموريتانيا قطعا أكثر دول العالم الثالث ثروة وأقلها سكانا.
كل عام وأنتم بخير.

ذ/محمدالامين عبدالله /كاتب ضبط-

خميس, 02/01/2020 - 10:13