ملاحظات حول اجتماع المجلس الاعلي للقضاء

ايد وحد ما تصفك

ها قد أسدل الستار علي الدورة العادية للمجلس الأعلى للقضاء وككل اجتماع يصادق المجلس في الغالب علي جدول الأعمال المعد من طرف الوزارة، وبعد ذلك تتلي التوصيات وتطوي الصفحة حتى الدورة القادمة.

غير ان هذه الدورة ليست كسابقاتها ولذلك استوقفتني نتائجها كمراقب وارتأيتإبداء الملاحظات التالية بشأنها، فبحق هيتختلف عن الدورات التي سبقتها في أشياء كثيرة من حيث الشكل والمضمون:

فمن حيث الشكل تمت تهيئة المجلس في سرية تامة بحيث لم يتسرب من المقترحات و لا جدول الأعمالشيئا يذكر قبل الأوان وهذا نهج جديد لم يكن هو الواقع ، بعد الدخول في الاجتماع،  مكث المجتمعون ما يناهز أربع ساعات،ولعمري سابقة في تاريخ هذه المؤسسة، وان دل هذا علي شيء انما يدل:

أولا: علي العناية الخاصة التي يوليها رئيس المجلس الاعلي للقضاء رئيس الجمهورية للقضاء والقضاةفأضفي بتلك العناية وقارا واحتراما للمجلس، مما جعله وبحق مجلسا اعلي للقضاء والقضاة.

ثانيا :علي الحكمة العالية والفنية المطلقة التي يتحلي بها وزير العدل الحالي والتي اكتسبها من عديد التراكمات في الوسط الإداري للوزارة خلال العقود الماضية.

اما من حيث المضمون وهنا بيت القصيد لم يشبه هذا الاجتماع ايا من الاجتماعات التي سبقته لا في روح الانفتاح والاحترام التي استقبل بها رئيس المجلس الأعضاء، لا في جدول الأعمال المعد ولا في كيفية نقاشه ما بالك بالتوصيات التي اعتمدها المجلس.

فليس هناك ما يمكن ان يثلج صدر الموظف ايا كان واني كان غير العدل في التقدم المهني الامر الذي استطاع وزير العدل ان يحققه، بعد ان كان مطلبا للجميع ولأول مرة، فمن حق الجميع ان يفرح ويستبشر بما هو آت في المستقبل القريب.

كل النقاط إذنالتي كانت مدرجة علي جدول الأعمال من صميم ما من شانه إصلاح العدالة بل هي الطريق الوحيد والآلية الفعالة للتغلب علي ما يعانيه القطاع  وعاني منه علي مر العقود.

إنه من المؤكد وهذا ما أعتقده شخصيا أن الخطوات التي تسير عليها وزارة العدل حاليا إذا ما استمرت عليها وارتكزت في مرجعيتهاعلي تعهدات رئيس الجمهورية المتعلق منها خاصة بإصلاح القضاء وتوفير الظروف المادية والمهنية المناسبة لعمل القضاة أنالإصلاح قد بدأ وان الفساد والمفسدين صفحة طويت إلي الأبد.

معالي الوزير، الحذر الحذر كل الحذر ممن لا يريدونللإصلاحأن يكون ويحلمون بان شيئا لم يقع، لهؤلاء يقول الشعب الموريتاني قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، فلا يغرنك اذن تقلبهم في الفساد، فلقد قيل يموت المرء علي ما عاش عليه وقيل يبعث..............

من حق الجميع أن يفخر بما تحقق في هذه الدورة وان يتوق لما سيتحقق في تلك القادمة فقط علي درب المثل الشعبي القائل: ايد وحد ما تصفك

الشيخ محمد الختار

[email protected]

أربعاء, 08/01/2020 - 18:23