عفا الله عما سلف

عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ

بعد تأكيد إصابة ثماني حالات  في الثماني والأربعين ساعة الماضية ووجود قدر من الضغط النفسي رسميا وشعبيا فإني لا أريد الآن لوم من قصر ولا افترض فرضيات وآمن بها وحدها، وإنما أود فقط أن أتناول نقاطا محددة، راجيا من العلي القدير أن تكون رافعة للأمل وقوة للإيمان، وأن تساعد من ائتمنهم الله شؤوننا على ولوج أنجع الطرق للتحكم في تفشي الوباء..

كان لقرار الإغلاق دوره الكبير في تخفيف تأثير الوباء على بلادنا في موجته الأولى، ونحن الآن أمام مفترق طرق لا يحتمل كثرة الالتفات ولا التردد، فإما أن نسعى لمحاصرة تفشي الوباء والتمكن بحول الله وقوته من السيطرة عليه، أو أن نكثر من تدافع الأفكار والمسؤوليات ونضيع الوقت القليل الغالي لإبعاد الخطر عن بلدنا وشعبنا ..،  انطلاقا من إيماننا الراسخ إن شاء الله، وبناء على تجارب من واقعنا الذي نعيشه فإن الوقت الآن يقتضي اتخاذ تدابير رسمية وشعبية: 

التدابير الرسمية 

- نهيب بوزارة الصحة التراجع فورا عن إلغاء العقود مع الأطباء الذين كانت منظمة الصحة العالمية بعد أن كونتهم على وشك الاتفاق معهم وتوزيعهم على كافة مقاطعات البلاد ليشكلوا شبكة إنذار مبكر تمكن وزارة الصحة وشركاءها من محاصرة تفشي الوباء  والسيطرة عليه. 

- القيام بالفحوص العشوائية الموجهة لكافة مظان وجود حالات الاشتباه وخاصة تجمعات العمالة الأجنبية التي ترجح الكثير من المصادر وجود حالات تسلل بينها، وحتى أكون واضحا في ملاحظتي فإني أعني بالعمالة الأجنبية نوعين هما: 

1. البحارة وأصحاب الصيد التقليدي حيث تتواتر الأنباء بوجود حالات من التسلل بينهم، وأظن أن الحالة الثامنة نقلت لها العدوى بواسطة هذا النوع، وعلى كل حال فقد نجحت سلطاتنا الأمنية في كشف بعضها ورده من حيث أتى، وهو يؤشر لوجود غيرها، وهذا النوع في أغلبه ذووا قرابة ويسكنون في أماكن مشتركة.

2. العمال اليدويون في مجال البناء وما يرتبط به، وهذا النوع من العمالة يتواجد في النهار في أماكن محددة وبشكل لا تخطئه العين في: ملتقيات طرق بان ابلان، والعيادة المجمعة، وملتقى طرق ثانوية تيارت، والثلاثة أسماء مألوفة منذ: 12/05، وهذا النوع هو الآخر كما هو معلوم كثير من أفراده من ممتهني الهجرة السرية والجميع يعرف أساليبهم وتضحياتهم في سبيلها، وهم في الغالب يبيتون في أماكن متقاربة أو مشتركة ويظلون طيلة النهار في مجالس مختلطة. 

- وضع آلية صارمة للتعامل مع سائقي شاحنات نقل البضائع وخاصة الخضروات والفواكه من المملكة المغربية، والأخشاب التي تمر بجمهورية مالي، أو إيجاد بديل محلي لتنقلهم في طول البلاد وعرضها. 

التدابير الشعبية

- الالتزام بالإجراءات الوقائية المعروفة للجميع باعتبارها أسبابا لحفظ النفس لازمة الفعل، والعمل على التكافل بيننا والرحمة بالضعيف ومساعدته قدر المستطاع.

- اليقظة في مراقبة التراخي واللامبالاة سواء شعبيا أو رسميا وتقويمها والابتعاد عن المكايدات والتخوين وأن نعمل جميعا بما يجنب بلادنا شر هذا الداء.

-  أهيب بالجمعيات الخيرية والمجتمع المدني تنسيق الجهود وتنظيم المساعدات التي تتولى هذه الهيئات توزيعها بحيث يستفيد منها أكبر قدر من محتاجيها فوضعية الكثيرين صعبة..

 هذا وأنا على يقين بأن ما قدر آت وأن الله لطيف بالعباد؛ فلنلجأ إليه وحده ولنتوكل عليه، ولنبرأ من حولنا وقوتنا إلى حوله وقوته، ولنترك مبارزته بالمعاصي أفرادا وحكومة ولنستغفره ونتوب إليه..

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)                                                                                           نوح 

وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)                                                                                  الانفال

لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.                  الصحيحين

حفظنا الله بحفظه، ولطف بنا بجوده وكرمه، وعاملنا بما هو أهله لا بما نستحقه..

د.سالم فال ابحيدة

 

 

خميس, 14/05/2020 - 13:36