ومضــــــــــة وفــــــــــــــــــاء/إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

رئاسة المجالس الإدارية في بلادنا وظيفة غالبا ماتسند لمتقاعدين من ذوي الخبرة و الحظوة لدى القرار السياسي، لكن حين يتعلق الأمر بعضوية مجالس متخصصة كالسلطة العليا للسمعيات البصرية، فالأولى أن يتم إسنادها لجذيلي الإعلام ومنسييه أولي العلم والسبق فيه.
اقتراح العميد محمد ولد الخرشي من قبل رئيس الجمعية الوطنية وزعيم مؤسسة المعارضة الذين يخول لهما القانون ذلك لعضوية هذه الهيئة، من وجهة نظري خطوة ذكية ومتعالية عن الزبونية والمزايدة.
لا أعرف الرجل وليس من أهل قرابتي رغم الجيرة والتعالقات بين آوكيره وآمشتيل والطلح وأيروار وتيشط وآدرس؛ لكن الإذاعة الوطنية التي آنس فيها وحشة المستمعين أيام البث اليتيم لسبعة وثلاثين ربيعا؛ متحدثا مواعيا موقظا ومشاركا في مقاطع تثقيفية خالدة كتابة او إخراجا أو قراءة مثل (أطفو النار ... ربي لا احركت خظره ابيابسه) وصوته الرخم الذي ارتخت أوتاره لأجل موريتانيا؛ وخرج وشاع وذاع من رحمها الوزراء والعلماء والسفراء والبرلمانيون والمحررون، حق لها وهي تخلد ذكرى تأسيسها السبعين قريبا أن تُشرَك وتشارَك في أكبر فرن دستوري للسهر على جودة وتميز وشرعية المحتوى السمعي البصري في البلاد.
الرجل كان ملك برنامج لقاء الجمهور ذائع الصيت لقرابة عقد من الزمن قرب فيه الراديو من المواطن وحول الميكروفون إلى ملعقة والمذياع إلى قربة ماء. سيرته الذاتية من طفل في المدرسة الابتدائية رقم 1 بلكصر لمراهق في ثانوية أبي العلاء المعري ببغداد إلى متقاعد في إذاعة موريتانيا برتبة مستشار للمدير العام؛ دعّم فيها ثقافة تسيير الاختلاف بين المعارضة والموالاة وابدع في الصحافة الاستقصائية عبر الراديو وصحيفة الشعب، وعرف الموريتانيين على بعضهم عبر إبراز خصوصيات كل ولاية، وكان وراء فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم وأدار قناة المحظرة بالوكالة؛ هي كتاب مفتوح يشد القارئ ويتنهد له المستمع الوفي لإذاعة موريتانيا لبذخ المفردات وعمق التجربة.
محمد ولد الخرشي الملقب محمدو ولد عبد الله السالم دوين التقاعد مثقف خلوق متواضع درس المحاسبة في العراق واختار الميكروفون والقلم على حساب قلم الرصاص و الحاسبة. وعطاؤه مستمر بل ازداد زخما وعلما وحق له ولأمثاله أن يُستشاروا ويُشركوا فلاخير في أمة لا تستشير كبارها.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

اثنين, 06/07/2020 - 18:06