المرابطــــون .. من الحركــة الصحراوية إلى الإمبراطوريــة الإسلامية المهيبة ..! - بقلم الأستاذ والباحث زين العابدين العباس.

لقد انطلقت الحركة المرابطية من الصحراء جنوبا إلى المغرب والأندلس شمالا وذلك عبر مراحل تاريخية فاصلة من تاريخ هذه الدولة وللحديث عن تلك المراحل لابد أن نعرج على نشأة الحركة وبدايتها في الصحراء ثم مسار انتقالها تدريجيا إلى بلاد المغرب فالأندلس، متتبعين أهم الفتوحات والانتصارات التي حققتها هذه الإمبراطورية الإسلامية السنية المالكية، آخذين في الحسبان ثراءها التراثي والحضاري في تاريخ شبه المنطقة وتجليات ذلك الثراء وأبعاده الثقافية والفكرية ونتائجه السياسية والدينية والاجتماعية، منتهيين بانعكاسات الفراغ السياسي والديني الذي خلفه اختفاء «المرابطون» في منطقة الصحراء وأثر وتأثير ذلك على التاريخ المحلي للمنطقة !!

إن أهم الروايات التاريخية الشائعة التي تحدثت عن نشأة حركة المرابطين هي: رواية أبو عبيد البكري الذي يروي لنا من خلالها مسار قيام الحركة، حيث يرى أن شيخ قبيلة اگدالة الصنهاجية هو من كان وراء اقتياد الفقيه عبد الله بن ياسين من رحلته المشهورة إلى الحج حيث استقدمه معه إلى الصحراء، ويتحدث الكتاب العرب عن هذه الرحلة وخاصة البكري في نصه"وذلك أن رئيسهم كان يحي من بني جدالة وحج في بعض السنين ولقي في صدره عند الحج الفقيه أبا عمران الفاسي فسأله أبو عمران عن بلده"..، ويواصل البكري سرده لرواية النشأة بمختلف مراحلها متحدثا عما دار بين الداعية ابن ياسين وقوم الصحراء من تفاهم وتنافر (تسليم في البداية، وتمرد في النهاية) ... إلى أن يقول أن تلك الثورات التي ميزت مقدم الداعية قد خبتت بفضل جهود فقيه ملكوس الذي حث ابن ياسين على الرجوع إلى صنهاجة الصحراء، يقول البكري معلقا على رجوع الداعية مانصه "أمر عبد الله بالرجوع إليهم فرجع وقتل الذين قاموا عليه (..) واستولى على الصحراء كلها وأجابه جميع تلك القبائل (...) ودخلوا في دعوته والتزموا السنة به ثم نهضوا إلى لمطة"...

والذي يظهر في الأمر أن تشجيع هؤلاء المتأهبين المتحمسين على اعتناق الدين الجديد (الإسلام) كان له صدى كبير في غزو الشمال، حيث دشن المرابطون أولى حملاتهم العسكرية على إقليم درعة .. "أول ما أخذوا من البلاد المخالفة لهم"لتسقط بعدها سجلماسة في قبضتهم، التي شكل فتحها أعظم مراحل الفتح في الشمال، وفي مقابل هذا الانتصار الكاسح وقع نزاع وتمرد في الصحراء، يقول البكري واصفا لذلك" رجعت جيوش بني جدالة إلى يحي بن عمر فحاصروه في جبل لمتونة وذلك سنة ثمان وأربعين فقتل يحي بن عمر رحمه الله وقتل معه بشر كثير" ... وقد كان من أهم الانتصارات في الجنوب يذكر البكري أن المرابطين غزوا أوداغست ودكوا حصونها عنوة في عام 446ه‍، وقد رأى بعض الباحثين المعاصرين أن فتح أوداغست يعني الانتقام من زناتة والتحكم المطلق في مسالك التجارة عبر الصحراء، وإن كانت حادثة الاستلاء على أوداغست معاكسة تماما للمد (التدفق) المرابطي نحو الشمال الذي بدأت بوادره بفتح درعة وسجلماسة من بلاد المغرب. لقد تابع ابن ياسين غزوه لبلاد المغرب حتى أخضغ السوس كله وسجلماسة وأعمالها واغمات ونول و الصحراء، ومن الملاحظ أن البكري قد توقف فجأة عن ذكر أخبار المرابطين سنة 460ه‍، حيث ينهي حديثه عن تاريخ الحركة بقوله" وأمير المرابطين إلى اليوم وذلك سنة ستين وأربع مائة أبوبكر بن عمر وأمرهم منتشر غير ملتئم ومقامهم بالصحراء" هكذا يروي البكري حال المرابطين يومها، وإن كان ابن عذاري يحكي غير ذلك، حيث يرى أن سنة 460ه‍ بالذات هي السنة التي سيطر فيها الأمير أبوبكر بن عمر على المغرب بعد استقراره بأغمات وزواجه من النفزاوية زينب.

لقد تواصل الفتح المرابطي شمالا واثخنوا في بلاد كثيرة وقضوا على الملل والنحل الضالة المارقة عن منهج المحجة البيضاء، وأرسوا أسس المذهب المالكي السني في البلاد، وطهروها من الممالك الضالة، وقيضوا الفقهاء والدعاة خدمة لمشروعهم السني الهادف إلى انتشال المنطقة من براثين الوثنية وبقايا المعتقدات الباطلة، وقد كتب الله لذلك المشروع التبلور والنجاح، عندما تم تأسيس حكم المرابطين في المغرب، حيث قامت الدولة المرابطية في مدينة مراكش أول حاضرة للمرابطين في المغرب، سنة 462ه‍، وفي الوقت الذي كان الأمير أبوبكر منهمكا في تدبير أمور دولته في المغرب؛ علم نبأ إغارة اگدالة على قومه، فما كان منه إلا أن ولى أمور الحكم لابن عمه يوسف ابن تاشفين، إلى حين عودته من الصحراء، وفي حين عودته منها وجد أن يوسف قد بدا وكأنه ملك مبجل سك النقود وضرب العملة وأسس الحرس والجيش وطفق في غنم واغتنام الغنائم .. مما أهل شخصه لأن يكون ولي أمر المسلمين المرابطين ... وفي اللقاء التاريخي المشهور بين الرجلين؛ أبوبكر الأمير، وخليفته ابن تاشفين في ضواحي أغمات المغربية أشار الأول ضمنيا إلى الأخير بالإمارة والحكم، نتيجة لما لاحظه فيه من مظاهر الأبهة والقوة والغلبة والسلطان، فأعلن توليته له أميرا على المرابطين، وطفق يوسف في توديع ابن عمه أبوبكر توديعا حارا مميزا؛ أغدق فيه ابن تاشفين على الأمير ابن عمر من الهدايا الوافرة، والعطايا الجزلة، ليقفل أبوبكر راجعا إلى الصحراء من غير رجعة.

إن هذا اللقاء التاريخي يمثل في الحقيقة المرحلة القاصمة التي قصمت ظهر الدولة المرابطية إلى قسمين شمالي وجنوبي ذلك أن الأمير أبوبكر غدا حاكما فقط للجناح الجنوبي بعد تنازله عن الخلافة لابن عمه في مراكش، والرجوع إلى الصحراء جنوبا الشيء الذي انعكس سلبا على الحركة (الدولة) المرابطية الجنوبية بعد ما اندرست أخبارها وضاع ذكرها واختفى مجدها في رمال الصحراء الملتهبة، وما عاد يسمع من أمرها شيء !، في الوقت الذي ركز الأمير يوسف ابن تاشفين دعائم ملكه وسلطانه في المغرب، واتخذ من مراكش عاصمة لدولته الجديدة ... وقد عرفت الدولة المرابطية في ظل حكمه ازدهارا مهيبا ونموا مطردا، انعكس على جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية ...، ومما ميز حكم يوسف أنه عهد بالخلافة إلى ابنه علي بن يوسف ابن تاشفين يعني أنه أورثه الحكم فصار وراثيا، وقد بلغت الإمارة في عهده أقصى درجات الازدهار وطارت شهرتها بشهرته إلى أصقاع عديدة. لقد تم للمرابطين ما أرادوا من سيطرة على بلاد المغرب؛ بعد ما أسسوا دولة قوية كان لها الفضل في كثير من الفتوحات والانتصارات الواسعة !.

لما اكتمل فتح المرابطين للمغرب وصاروا أصحاب القوة والشأن فيه، اتجهت أنظارهم صوب الأندلس حيث بدأوا في التخطيط من أجل الانقضاض على الأندلس بتمهيد الطريق إليها، حيث أحدقوا بجيوشهم على مضيق جبل طارق، هذا المنفذ البحري الذي نفذوا من خلاله بسلطان إلى فردوس الأندلس «المفقود»، بعد استنجاد المسلمين بهم ضد الخطر المسيحي (الصليبي) المحدق، فلبوا نداء الاستغاثة من إخوانهم الأندلسيين حيث هزمت جحافل المرابطين الجيش القشتالي بزعامة الفنسو السادس- هزيمة تاريخية، وقد كان ذلك النصر المعزر المؤزر بقيادة الأمير المفدى يوسف ابن تاشفين، في وقعة الزلاقة الفاصلة عام [479ھ/1086م] التي تعد من أكبر انتصارات الإسلام في جميع الفتوحات الإسلامية كبدت فيها الجيوش الإسلامية العدو المسيحي خسائر فادحة في الأموال والأرواح !!.

وبعد أربع سنين من تاريخ هذه الغزوة المباركة تمكنت حملة مرابطية ثانية من تنحية ملوك الطوائف وإزالة ملكهم، وتوحيد صفوف الأندلسيين تحت راية المرابطين الخفاقة في سماء الحق، الذين دام حكمهم على العدوتين (الجنوبية والشمالية) حتى سقوط إمبراطوريتهم تحت ضربات الموحدين سنة [1147/541م]. تاركة وراءها رغم قصر عمرها نسبيا الذي لم يصل مائة عام وهي فترة قصيرة في عمر الدول آثاراً واضحة جلية في جميع المجالات الثقافية والحضارية، بل إن تلك الآثار الحضارية تعدَّت حدود الدولة المرابطية إلى أرجاء ونطاقات أخرى من العالم الإسلامي. إلا أن ظهور الدولة الموحدية - الموحدين - وانقضاضها بعنف على دولة المرابطين تسبب في ضعف النواحي الحضارية والثقافية والسياسية والعسكرية عند المغاربة عموماً، وفتحت مجالاً لملوك النصارى للقضاء على الإسلام في الأندلس فيما بعد. حيث أن نفوذ المرابطين واستفحال قوتهم في الأندلس كان له أثر واضح المعالم في الحروب الصليبية في الشام، إذ أن دخولهم بلاد الأندلس منع الممالك الصليبية التي كانت تتجه إلى بلاد الشام، بل إن ظهورهم في تلك المرحلة التاريخية في المغرب والأندلس قد حال دون اشتراك القوى الأوروبية بكل ثقلها في الحروب الصليبية في الشرق، وبذلك قدم المرابطون خدمات عظيمة وجليلة للعالم الإسلامي عامة وللشرق الإسلامي خاصة، كانت للتواصل لولا الانقضاض الموحدي الذي جانف النهج المرابطي في الحكم وكل ما يؤدي إلى سير الأمور في الدولة الإسلامية، والسير بها في مضمار الحضارة والتقدم.

ولأن الدولة المرابطية دولة حضارة وعلم وثقافة؛ فقد حاول «المستشرقون» أن يلطخوا تاريخها الحضاري والسياسي الناصع، وخصوصاً الأمير يوسف إلا أنهم اصطدموا بحقائق التاريخ الدامغة التي دلت على عظمة الأمير يوسف ودولته المهيبة، وحاول المستشرق رينهارت دوزي أن يشوه دولة المرابطين ويصفها بالهمجية والتخلف، ويصف السلطان علي بن يوسف بالرجل التافه، ويمدح ملوك الطوائف في الأندلس الذين تحالفوا مع النصارى للقضاء على الإسلام والمسلمين، وشن جملة مسعورة على جهاد المرابطين الذين حققوا وحدة صفوف المسلمين، وهزموا أعداءهم النصارى، وخلصوا المسلمين من هؤلاء الملوك الضعفاء، لقد شتم دوزي المستشرق الأمير يوسف، ووصفه هو وابنه بأنهم تافهون، ولا يستغرب من دوزي المستشرق أن يفقد توازنه، ويخرج عن نهج المؤرخين النزيه، لقد كان المستشرق دوزي ملحداً عدواً للإسلام والمسلمين، "كيف نريده أن يتحمل شعارات المرابطين الدالة على سمو عقيدتهم وطهارة منهجهم، وكأني بالمستشرق دوزي وهو يقلب الدينار المرابطي والمكتوب على وجهيه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقد اشتاط غضبا وفقد عقله وغرق في كفره، فأباح لنفسه الكذب والافتراء والزور ليهدئ من روعه وانفعاله"، كيف يكون تافها من يوحد المغرب الأقصى ويضم إليه الأندلس ويقضي على ملوك الطوائف؟ لقد وصف المؤرخون المنصفون الأمير يوسف بأنه كان حازما ضابطا للنفس ماضي العزيمة عالي الهمة، تحركه عقيدته الإسلامية وشريعته الربانية، أما دولة المرابطين فقد أثبت التاريخ أنها دولة حضارة وثقافة، أما ما قام به أعداؤها في وصفها بالتخلف الحضاري والتعصب المذهبي فهو قول باطل لا تسعفه الأدلة، عارٍ من الحقائق، وما كان دافع خصومهم من الموحدين والأندلسيين الذين حملوا عليهم حملة ظالمة إلا من باب التعصب الديني أو المذهبي، أو كراهية سياسية - إيديولوجية أو قومية حاولوا النيل من دولة المرابطين السنية، "وتابع أولئك الأقوام الذين مضوا بعض المستشرقين المحدثين أمثال المتعالم الحاقد الهولندي راينهارت دوزي وتابعه على ذلك نفر من المعاصرين أمثال ارشيبالد لويس في كتابه [القوى البحرية والتجارية في حوض البحر المتوسط]".

ومهما يكن من الانتقادات اللاموضوعية والكتابات الاستشراقية التشويهية لتاريخ دولة المرابطين، فإن التاريخ الموضوعي - المنصف وحده سيظل شاهداً على عظمة هذه «الإمبراطورية المهيبة»، ودورها الحضاري وتألقها الثقافي في منطقة الغرب الإسلامي تحديدا والتاريخ الحضاري الإسلامي عموما، ولا خلاف هنا أن الدولة المرابطية "دولة موريتانية في الأصل رغم انتقال ثقلها ومركزها لاحقا إلى شمال إفريقيا وإسبانيا لأسباب متعددة"، ولم يكن ذلك الانتقال انتقال فتنة ولا صراع، بل إن ما ترسخ من دين الإسلام في غرب إفريقيا كله وما ازدهر فيها من مدائن العلم وحواضن المعرفة لهو الدليل على عظمة الجهاد المرابطي البكري الجنوبي في مرحلة ما بعد انفصال الدولتين. ومن خواص هذه الدولة المرابطية التي رأينا كيف انفصل شمالها عن جنوبها دون حرب وبلا شغب، "أن شطريها لم يتنازعا قط سلطانا ولا تواجهت لهما جيوش ولا انقطعت بينهما سابلة. وفيها يقول لسان الدين ابن الخطيب مادحا:

وطلعت بمغـــــــــــــــــــــرب لمتونه 
دولتهــــــــــــــــــــم مصونة ميمونة
تضـــــــــــــــــــــم دينا وعفافا لكرم
لم يدر قدر فضلهــــــــا حتى انصرم
فأذعنــــــــــــــــــت لحربها الطوائف 
وظهرت من قومها خلائـــــــــــــــف
منهم أبوبكـــــــــــــــــر حليف الدين 
ويوســــــــــــــــف وهو ابن تاشفين 

"وخلاصة القول عن حركة المرابطين ما أوضحه كثير من الباحثين وهو أن لها دوراً إيديولوجيا مؤسسا لعبته في المخيلة الجماعية الموريتانية، بكل مكوناتها العرقية، «كمعين للمشروعية الاجتماعية ومرجع أعلى لتفسير وتقنين حالات التمايز ومستويات التراتب الاجتماعي والسياسي». ولقد اضطلعت الدولة المرابطية بأعباء الانتصار للعقيدة السنية والمذهب المالكي فظهرت المنطقة بأجمعها من كل الملل والنحل المخالفة الشاذة كالخوارج والبرغواطية والبافورية وبعض التوجهات الشيعية التي كانت قد انتشرت ثم تعززت بتأثير من الدولة الفاطمية".

وقد تواصلت هذه الجهود في سبيل تقوية وحدة المجال التداولي الثقافي في المنطقة على يد العلماء الكبار من تلامذة الداعية عبد الله بن ياسين، "ثم لمتاد بن نفير اللمتوني المعاصر لعبد الله بن ياسين والذي اشتهر بالحكم بقتل مسعود الزناتي صاحب سجلماسة لخيانته عهد المرابطين. وكانت الأمثال تضرب بفتاويه". هذا - وليس حصرا - فقد لعب تلامذة القاضي عياض الذين لجأوا إلى المنطقة فارين من بطش الدولة الموحدية المغربية دورا كبيرا هو امتداد لتلك الملحمة العقدية المرابطية السنية.

والحق أن دولة المرابطين كانت جهدا مشتركا بين أهل الصحراء وأهل الشمال (المغرب والأندلس)، كما أنها كانت التحاما بين أهل هذه الصحراء أنفسهم "فجميع الموريتانيين بمختلف قومياتهم أسهموا في المعارك الجهادية التي خاضها المرابطون، كما أن للمرابطين بعدا إيديولوجيا مؤسسا في المخيلة الجمعية الموريتانية بكل مكوناتها العرقية". ومنه نستنتج أن القوميات الموريتانية من أكثر المجتمعات انسجاما ثقافيا واجتماعيا وعقائديا، وما كان هذا ليتم لولا الانسجام والالتحام السلطوي والشعبوي مع متانة العقيدة ووضوحها وغيرها من مقومات البناء الاجتماعي والسياسي التي جسدتها دولة المرابطين في قوة وتماسك النظام الاجتماعي والعسكري والقضائي والإداري والمالي، مما جعلها متميزة في كثير من جوانبها الحضارية ناجحة في مناهجها وعقيدتها، منضبطة بأحكام الإسلام في دولتها. وغيرها من أمثلة الوحدة ومظاهر التعايش والتمازج الضاربة في أعماق التاريخ المرابطي والتي تفوت يد الحصر، إلا أن من أخطر ما تمر به الدول والحركات عدم قدرتها على توريث أفكارها ومناهجها وعقيدتها للجيل الذي بعدها !!!

اثنين, 06/07/2020 - 18:13