يوميات سجين في معتقل الظلام بقاعدة صلاح الدين (ح 2)

مذكرات السجين السلفي/محمد خالد أحمد

وبينما كان الكثير من السجناء ينتظر أن يسفر الحوار عن نتائج إيجابية في حق الذين لم يشملهم العفو الرئاسي ، ممن تجاوب مع العلماء و أبدى مرونة و موافقة لما قرروه  من تأصيلات منهجية ، فلم يرع الإخوة إلا إجراءات التحويل إلى سجن صلاح الدين تداهمهم،  مما أصابنا بالدهشة والذهول

) وفعلا تم تحويلنا   إلى سجن (تيارت الواسعة ،

الواقع في شمال شرق البلاد ، وقد بني هذ السجن بشكل لا إنساني يعكس همجية و وحشية القائمين عليه والمصممين له ، وقد اختار ولد عبد العزيز وإدارته أقسى وقت و أشده من السنة لتحويل السجناء السلفيين إلى هنالك ،حيث كان فصل الصيف في أوجه وكان الجو في تلك المنطقة النائية في غاية الإحتقان من شدة الحر حتى إن درجة الحرارة تبلغ مابين 40°إلى 50°

و قد صمم السجن كتالى:

مبنى ارتفاعه يبلغ 10متر تقريبا

طوله على الأرض 80متر ،،،،

عرضه ،،،،،،،،،،،،،،،، 20متر ،،،

له بوابة تسمح بدخول سيارة صغيرة الحجم ،

البوابة تؤدى إلى بابين واحد من جهة اليمين والآخر من جهة اليسار ، وكلا البابين عبارة عن مدخل يشبه الغرفة يؤدى إلى جناح داخلي ، والسجن من الداخل ، عبارة عن جناحين في كل جناح  7زنازين مصطفة مع بعضها البعض ، يوجد في نهايتها حمام يشترك فيه كل السجناء الموجودين في القاطع ، والغرف السبعة مع الحمام إضافة إلى دهليز لايتجاوز عرضه 2متر يشكلون قاطع ، و يشتمل السجن على قاطعين ، بينهما جدار ، ويطل على كل واحد من القاطعين برج مراقبة طوال ساعات النهار والليل ، وقد بنى السجن من الإسمنت المسلح ،و كان السجن كالصخرة الصماء لايوجد فيه منفذ للهواء ولا حتى نافذة واحدة ، وليس فيه كذلك مصابيح كهربائية للانارة، مما جعله ، مظلم شديد الظلمة حتى إن حراس السجن لايدخلونه إلا بالمصابيح اليدوية في النهار والليل على حد سواء .

و هذه المنشأة تحيط بها من جميع الإتجاهات قاعدة عسكرية ضخمة تسمى (قاعدة صلاح الدين ) .

وتضم هذه القاعدة في داخلها مدرجا لهبوط الطائرات الإستطلاعية وحاملات الجنود ، وقد كانت هذه القاعدة قبل تأهيلها من قبل الجيش الموريتاني ، نقطة استراحة لمهربي المخدرات  كما صرح مصدر  خاص.

ليلة الإثنين يوليو 2011م

ليلة أسري بنا إلي جهة مجهولة ، كانت ليلة طويلة وعصيبة لاتسمع فيها إلا اصوات أحذية  عشرات الجنود تتحرك على أرضية السجن بشكل غير منظم ، وصوت الأقفال تفتح وأخرى تغلق ليلة شكلت منعطفا مهما في حياتي, وفي حياة الكثير من السجناء السلفيين ،

ففي تمام الساعة 3:00 ليلا

دخل علينا النقيب أسويدات ول فيْس برفقة الملازم أول  النجيب ولد باراقوين وأفراد من الحرس يتسللون  حيث  قاموا بإغلاق  كل زنزانة على سجين ، ثم شرعوا بعد ذلك باستدعائنا تباعا الواحد تلو الآخر ، الأخ الخديم ثم،،،، أنس ثم معروف ثم شبرنو ثم البتار ثم  تم استدعائي  وهكذا بقية المجموعة وقد كان في استقبالنا عند مدخل السجن النقيب ولد فيْس وكان هو من يعصب على أعيننا خرق سوداء و يجعل في أيدينا الأصفاد الحديدية وكان يظهر نوع من أنواع الإنسانية في العصب والتقييد بحيث يسأل وقت وضعه للأصفاد هل هي مناسبة.. أوسع لك ؟

يتواصـــــل

اثنين, 17/08/2020 - 16:59