يوميات سجين في معتقل الظلام بقاعدة صلاح الدين (الحلقة 3)

الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلقة3

وبعد أن إجتمعنا في الشاحنة المعدة لنقلنا إلى المطار العسكري garime

دخل علينا الملازم المدعو مراد ،،،، في داخل السيارة وجعل يضغط بيده على قيد كل واحد من الإخوة بشكل لا إنساني حتى أثر القيد في أيدينا ولا حول ولا قوة إلا بالله ،

ثم تم نقلنا فعلا إلى المطار العسكري garime

وكان في استقبالنا النقيب جمال قائد القوات الخاصة للدرك الوطنى 'برفقة مجموعة من عناصره ،حيث أنزلونا من الشاحنة بسرعة ولما كان بعض الإخوة يذكر الله أزعجهم  ذلك فجعلوا يكممون أفواه الإخوة بشريط لاصق ويعصبون أعيننا بشكل لا إنساني حتى أصيب جلنا بالصداع وكذلك القيود وكأنهم سنحت لهم فرصة للإنتقام و تكلم بعضهم بعبارات تهديد ووعيد بسوء المعاملة والانتقام منا ونحو ذلك ومع كل ذلك كان الإخوة تعلوهم السكينة والوقار ،ولما منعوا من ذكر الله بألسنتهم جعلوا يذكرونه بقلوبهم ، ولسان حال الواحد منهم:

لئن كمموا الأفواه عن ذكر ربنا*

ففي القلب أفواه بذكرك تلهج

 ثم إنهم قيدوا أيادينا إلى الخلف ، وبعد دقائق من الإنتظار في المطار العسكري ،كأنها أياما أو شهورا ،حملنا في طائرتين خصصتا لهذه المهمة ، وبعد أن ارتفعتا بنا في الجو دارت كلتا الطائرتين بسماء انواكشوط عدة دورات ،لتضليلنا عن الإتجاه المقصود كما يبدو وبعد ليلة طويلة و شاقة ، أسفرت بنا شمس ذلك اليوم في داخل قاعدة( تيارت الواسعة) ،  ليجد كل واحد منا  بعد دقائق من الوصول نفسه في داخل زنزانة إنفرادية غير مهيأة حتى بأبسط المستلزمات الضرورية وكأننا مسجونون عند عصابة من المافيا لادولة  ذات نظام وقانون وقد كان في انتظارنا النقيب ابراهيم البخارى

  فلم نجد داخل زنازيننا لا بطانيات لا وسادة لاكوب للشراب لاشيئ مما أصابنا بالذهول

مع الاشارة الى أن هذ الإجراء المتخذ ضدنا مخالف لكل القوانين الداخلية للسجون وللقانون الدولي الذي

يجرم الإخفاء القسرى، ويضمن للسجين حياة كريمة مهما كانت تهمته ،

  إلا أن الإخوة كانوا متماسكين فكان يسلم بعضهم على بعض و يسألون عن المكان الذي نحن فيه ،فلما حضر وقت الظهر سألنا حرس  السجن عن القبلة والغريب  أنهم أشاروا لنا باتجاه الشمال ب 45 درجة عن الإتجاه الصحيح للقبلة ، فقعدنا على ذلك مدة أشهر عديدة لنكتشف بعد ذلك أنا كنا نصلى لغير القبلة ، وبعد أيام من مقدمنا للسجن بدء الحر يشتد بشكل غير اعتيادى العرق يتصبب طوال 24 ساعة ،

 الزنازين مظلمة والحرارة مرتفعة ،حتى إن أحدنا ليخيل إليه أن الزنزانه ستنفجر من الداخل من شدة الضغط ، ليس من تهوئة لا نوافذ كل شيئ مغلق سوى فتحة لا تتجاوز 10cm

فلم تمر عشرة أيام حتى بدأت الأمراض الجلدية تجتاح الإخوة  ،حيث ظهرت على الاجساد أنواع من الأمراض المختلفة ،كما كنا لانستطيع أن ننام من شدة الحر حيث كان الضغط و الحر يزداد يوما يعد يوم ، وانهارت الأجسام بشكل سريع..

يتــــــــــــواصل

أربعاء, 19/08/2020 - 10:08