يوميات سجين في معتقل الظلام بقاعدة صلاح الدين (الحلقة التاسعة)

مذكرات السجين السلفي/محمدخالد أحمد

الحلقة التاسعة

الإضراب الثاني :

كان سبب هذا الإضراب أننا كنا نتعرض لكثير من الطغيان من قبل عناصر مجموعة ابراهيم ولد ابراهيم إضافة لما نحن فيه من الظلم أصلا ولما كان هذا هو النهج السائد في سياسة هذه الإدارة الجديدة كان لمجال الصحة والإعاشة نصيب الأسد من الإهمال المتعمد والغير مسبوق ، حتى إن الكثير من ما تم تحقيقه من تحسينات في زمن يعقوب ولد آبدا تم الإلتفاف عليه و إلغائه في فترة ادارة ولد ابراهيم، وكان ذلك وغيره مما يطول ذكره سببا في هذا الإضراب ،

 حيث دخل فيه جميع الإخوة إلا أنا انقسمنا  على مجموعتين ، الأولى تتألف من أربعة أشخاص يضربون إضرابا تاما    لايأخذون شيئا من الطعام ، وباقي الإخوة يضربون عن الغداء والعشاء ويأخذون الفطور فقط وقد كنت أنا والخديم و ولد اشبيه  ،

 تحملنا الإضراب التام عن الطعام ، ثم انطلقنا فيه  بعد مشاورات مع باقي الإخوة وقد كانت تجربة عصيبة كسابقتها نظرا الى ان الإضراب في هكذا سجون لا يحكمها أي قانون لا شرعي ولا وضعي من الصعوبة بمكان ، وقد تعرضنا لأعراض مرضية بسبب الإضراب والجوع الشديد إضافة إلى تعرضنا لحالات صحية حرجة وقد قمنا بهذا الإضراب في نهاية  فترة النقيب ابراهيم ولد ابراهيم الذي كانت معاملته السيئة هي سبب هذ في تنظيمه مما جعل كل السجناء يدخلونه ،حتى الذين لا يرون جدوائيته وبعد تجربة مريرة من الإضراب عن الطعام لمدة شهر وبعد أن دخلنا في مرحلة الخطر وصارت حالتنا الصحية في مهب الريح وصرنا نتساقط بسبب سوء الحالة الصحية  الواحد تلو الآخر  ، جاءت  إدارة السجن من العاصمة انواكشوط معلنة موافقة الجهات المعنية  على مطالبنا التي تتمثل في :

1 مكتبة دينية

2تحسين الطعام

3السماح لنا بالرياضة

4تحسين المعاملة عموما

حيث يحظى السجناء بحق معاملة إنسانية كما يكلفه الإسلام في قوله صلى الله عليه وسلم: أستوصوا بالأسرى خيرا .!!

هذا في حق المشركين أما نحن فلم يعاملونا معاملة المسلمين كما يزعمون هم أنا كذلك، ولم يعاملونا معاملة المشركين فيطبقوا فينا وصية النبي صلى الله عليه وسلم .

و أما القانون الوضعي ومواثيق الأمم المتحدة فقد صرح أرباب هذ الشأن في غيرما مناسبة أن ما أرتكب في حقنا من الإخفاء القسري هو جريمة يعاقب عليها قانونهم الدولى ، وأما إذا أضيف إليه ما كنا نتلقاه من معاملة وحشية وتعذيب بالحر الشديد الذي تتقشر منه جلودنا  لمدة سنتين متواصلين دون ما رحمة فإن سجنهم هذا سيرقى بذلك إلى جريمة ضد الإنسانية ،

وأما نحن فما عسانا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

و عزائنا في قوله تعالى { وَ لاتحْسبنَّ الله غَافلاً عمّا يعْمل الظّالمُون* إنَّما يأخِّرُهمْ ليوْمٍ تشْخصُ فيهِ الأبصْارُ }

وبعد أن أشرف الإخوة على الهلاك و وافقت إدارة السجن على تلبية المطالب  تم تعليق الإضراب في انتظار تحقق باقي المطالب كالكتب والإعاشة من العاصمة انواكشوط ثم شرعنا في الرياضة التي كانت مدتها  30دقيقة لكل واحد

أما بالنسبة لنا نحن الثلاثة لم نكن نقدر على الرياضة بسبب تدهور حالتنا الصحية جراء الإضراب ، فرياضتنا  هي المكوث خارج الزنزانة بمساعدة حرس السجن لإستنشاق الهواء لمدة 30 دقيقة فقط ثم يتم إرجاعنا إليها لتبدء قصة جديدة عند إنقضاء النهار وحلول الليل ذلك الليل الطويل الممتلئ  بالمعاناة التي كثيرا ما يحملها معه ليهديها لصباح ليس بأحسن حالا ،

 ولسان حال الواحد منا يقول:

ألا أيّها الليلُ الطويل ألا انْجلِي*

بصُبحٍ وما الإصباحُ منْكَ بأمثلِ .

يتواصل

الحلقة التاسعة

الإضراب الثاني :

كان سبب هذا الإضراب أننا كنا نتعرض لكثير من الطغيان من قبل عناصر مجموعة ابراهيم ولد ابراهيم إضافة لما نحن فيه من الظلم أصلا ولما كان هذا هو النهج السائد في سياسة هذه الإدارة الجديدة كان لمجال الصحة والإعاشة نصيب الأسد من الإهمال المتعمد والغير مسبوق ، حتى إن الكثير من ما تم تحقيقه من تحسينات في زمن يعقوب ولد آبدا تم الإلتفاف عليه و إلغائه في فترة ادارة ولد ابراهيم، وكان ذلك وغيره مما يطول ذكره سببا في هذا الإضراب ،

 حيث دخل فيه جميع الإخوة إلا أنا انقسمنا  على مجموعتين ، الأولى تتألف من أربعة أشخاص يضربون إضرابا تاما    لايأخذون شيئا من الطعام ، وباقي الإخوة يضربون عن الغداء والعشاء ويأخذون الفطور فقط وقد كنت أنا والخديم و ولد اشبيه  ،

 تحملنا الإضراب التام عن الطعام ، ثم انطلقنا فيه  بعد مشاورات مع باقي الإخوة وقد كانت تجربة عصيبة كسابقتها نظرا الى ان الإضراب في هكذا سجون لا يحكمها أي قانون لا شرعي ولا وضعي من الصعوبة بمكان ، وقد تعرضنا لأعراض مرضية بسبب الإضراب والجوع الشديد إضافة إلى تعرضنا لحالات صحية حرجة وقد قمنا بهذا الإضراب في نهاية  فترة النقيب ابراهيم ولد ابراهيم الذي كانت معاملته السيئة هي سبب هذ في تنظيمه مما جعل كل السجناء يدخلونه ،حتى الذين لا يرون جدوائيته وبعد تجربة مريرة من الإضراب عن الطعام لمدة شهر وبعد أن دخلنا في مرحلة الخطر وصارت حالتنا الصحية في مهب الريح وصرنا نتساقط بسبب سوء الحالة الصحية  الواحد تلو الآخر  ، جاءت  إدارة السجن من العاصمة انواكشوط معلنة موافقة الجهات المعنية  على مطالبنا التي تتمثل في :

1 مكتبة دينية

2تحسين الطعام

3السماح لنا بالرياضة

4تحسين المعاملة عموما

حيث يحظى السجناء بحق معاملة إنسانية كما يكلفه الإسلام في قوله صلى الله عليه وسلم: أستوصوا بالأسرى خيرا .!!

هذا في حق المشركين أما نحن فلم يعاملونا معاملة المسلمين كما يزعمون هم أنا كذلك، ولم يعاملونا معاملة المشركين فيطبقوا فينا وصية النبي صلى الله عليه وسلم .

و أما القانون الوضعي ومواثيق الأمم المتحدة فقد صرح أرباب هذ الشأن في غيرما مناسبة أن ما أرتكب في حقنا من الإخفاء القسري هو جريمة يعاقب عليها قانونهم الدولى ، وأما إذا أضيف إليه ما كنا نتلقاه من معاملة وحشية وتعذيب بالحر الشديد الذي تتقشر منه جلودنا  لمدة سنتين متواصلين دون ما رحمة فإن سجنهم هذا سيرقى بذلك إلى جريمة ضد الإنسانية ،

وأما نحن فما عسانا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

و عزائنا في قوله تعالى { وَ لاتحْسبنَّ الله غَافلاً عمّا يعْمل الظّالمُون* إنَّما يأخِّرُهمْ ليوْمٍ تشْخصُ فيهِ الأبصْارُ }

وبعد أن أشرف الإخوة على الهلاك و وافقت إدارة السجن على تلبية المطالب  تم تعليق الإضراب في انتظار تحقق باقي المطالب كالكتب والإعاشة من العاصمة انواكشوط ثم شرعنا في الرياضة التي كانت مدتها  30دقيقة لكل واحد

أما بالنسبة لنا نحن الثلاثة لم نكن نقدر على الرياضة بسبب تدهور حالتنا الصحية جراء الإضراب ، فرياضتنا  هي المكوث خارج الزنزانة بمساعدة حرس السجن لإستنشاق الهواء لمدة 30 دقيقة فقط ثم يتم إرجاعنا إليها لتبدء قصة جديدة عند إنقضاء النهار وحلول الليل ذلك الليل الطويل الممتلئ  بالمعاناة التي كثيرا ما يحملها معه ليهديها لصباح ليس بأحسن حالا ،

 ولسان حال الواحد منا يقول:

ألا أيّها الليلُ الطويل ألا انْجلِي*

بصُبحٍ وما الإصباحُ منْكَ بأمثلِ .

يتواصل

سبت, 29/08/2020 - 02:43