أهم مآثرمشاييخ التجانية في افريقيا(الشيخ محمدالحافظ ولد الطلبة نموذجا)

ثوى عند عبد الله عشرا كميلة ** وغرَّب يبغي في الحقيقة مرشدا
سألني أحد الأصدقاء عن هذا البيت من المقصود به فأحببت أن أشارككم الإجابة من أجل الإفادة وابتغاء للرحمة "فبذكر الصالحين تتنزل الرحمات"
هذا البيت من قصيدة للشاعر ابد بن محمود العلوي يمدح بها شيخ الشيوخ وقدوة أهل الرسوخ الشيخ العلامة، الزاهد العابد، الورع، الحافظ، الداعي إلى الله، مربي القلوب الشيخ محمد الحافظ بن المختار بن احبيب بن سيدي محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن محمد العلوي
والبيت من قصيدة يقول فيها:
ثوى عند عبد اللهِ عشرا كميلةَ ** وغرَّب يبغي في الحقيقةِ مرشدا
فوافى بفاسِ صاحبَ الختم والذي ** لوطئته من في الولاية أسجدا
فلقنه وردا تلقاهُ من لدنْ ** نبي الهدى المبعوثِ بالحق والهدى
وسار إلى البيت الحرام وليتني ** هنالك إذ أهدى ولبى ولبدا
وزار وإذ وافى بطيبة صالحا ** تزود من أنواره ما تزودا
فأنعم في حفظ الحديث وضبطه ** إلى أن دعوناه الحفيظ المجددا
وبالذكر والتفسير أولع بعدما ** غدا مرتجًا باب الكتابين موصدا
وبالنحو حتى فاق فيه ابن مالك ** وزاحم فيه يونسا والمبردا
وبالفقه حتى فاق فيه ابن قاسم ** وزاحم فيه الشافعي وأحمدا
وأتقن من علم البيان فنونه ** وأفرع في علم الأصول وصعدا
وقد نال من علم الكلام ولم يزل ** كذلك حتى صار في العلم مفردا
حفظ الشيخ محمد الحافظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين وقد كان ثاقب الفهم سريع الحفظ، حريصا كل الحرص أن لا يفوت فائدة وبعد أن أخذ وجمع ما وعى علماء زمانه من علوم ومعارف انصرفت همته إلى حج بيت الله الحرام؛ فذهب إلى الديار المقدسة، فحج وبقي إلى قابل؛ ثم حج مرة أخرى، وبقي في مكة ستة أشهر أخرى بعد حجته الأخيرة، ومكث في المدينة المنورة ستة أشهر أخرى ولقي بها الشيخ المحدث: "صالح الفلاني" فأجازه الإجازة المشهورة المنتشرة في الحديث. وكان في طريقه إلى الحج لقي بـ"فاس" الشيخ: "أحمد التجاني" ؛ فرجع عليه في طريق عودته فاغتبط به، وصحبه وكان له شيخ تربية وإرشاد، وأخذ عنه أوراد الطريقة، ومكث معه مدة، وقد عاد من رحلته الطويلة هذه إلى أهله وقد حصل مرتبة الاجتهاد في العلم، إضافة إلى ما جبله الله عليه من حسن الطبع، وسلامة الصدر، وحب خدمة عباد الله، وانضاف إلى ذلك ما حباه الله به من مرتبة في الطريقة التجانية، فأوى إليه الناس أفواجا فانضموا إلى سلكه، وأخذوا طريقة شيخه التي أتى بها، فصار من أكثر علماء المنطقة تلامذة وأتباعا، وقد منّ الله عليه بالصلاح والتقوى منذ صغره فكان معاصروه يلقبونه بـ "المتطهر" ومما يحكى من كراماته أنه مرة قطع طريقه في سفره نهر من أنهار الضفة ومعه  مجموعة من التلاميذته له فقرأ ما شاء الله أن يقرأ وتقدم إلى النهر ونفث فيه فبدأ الماء ينحسر حتى عبر هو وتلاميذته وقد انتشر تلامذته في الغرب الإفريقي فكان لهم الفضل الكبير بعد الله تعالى في نشر الإسلام والدعوة إلى الله في القارة الإفريقية. وقد توفي رحمه الله تعالى سنة 1247هـ وتم دفنه في أنفني ،
بقلم محمد الامين ولد اتفاغ المختار

اثنين, 22/02/2021 - 11:20