عزيزي المفتش .. إن عفوه عنك سابق/م فاضل الهادي

عزيزي إن الطريق الذي سلكته شاق جدا و صعب و مليء بالأشواك و لن تستطيع من خلال كتاباتك المتهافتة و افكارك المشتتة أن تقدم للرأي العام وجهة نظر تفيد و لو بقليل من المنطق أن متابعي المؤتمر الصحفي لقائد الرمز الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز المواطن الكريم الشريف لم يتجاوزوا حدود مدينة انواكشوط، لعلك عزيزي تعيش في القرون الوسطى أو يغشى عليك غشاء الرغبة الجامحة في الحصول على منافع آنية.
كيف وصلت بك الجرأة إلى أن تطوق مجال متابعة برنامج نقلته 8 منصات عابرة للقارات من آسيا شرقا و حتى آلاسكا غربا.
كيف استطعت أن تتجرأ على القارئ الكريم و تقدم له معلومات بهذه السذاجة و مقالك المتهالك الرديء لغة يمكن أن يقرأه رواد الفضاء ما بين الشمس و عطارد على نقص في القيمة العلمية و السياسية له.
أما حديثك الباهت عن عدم اهتزاز موريتانيا فهو دليل آخر على عدم متابعتك للاحداث و عدم اكتراثك لما يجري في بلدك و نقص في التركيز و التقدير وقصور في الفهم و تقاعس عن واجب المطالعة رغم ضرورة ذلك كله للمنصب الذي تشغل و المناصب التي كنت تشغل سابقا.
لقد خولت لك مخيلتك القاصرة و متابعتك المتأخرة لحدث بعد بثه مباشرة على الهواء على المنصات و الصفحات و القنوات اليوتيبية و غيرها من نظم البث المباشر عبر الشبكات الاجتماعية و المهنية و مواقع حفظ المحتوى و نشره و إعادة توجيهه، أن تجعل من المؤتمر الصحفي للرئيس مجرد مؤتمر عادي لحزب من أحزاب الخراب التي تتمسك بها خلافا لأقرانك و أصحاب الخبرة من جيلك من الرافضين للخنوع و لو ماتوا جوعا و عطشا.
لقد اهتزت موريتانيا منذ يوم الثلثاء و اهتزت أكثر يوم الأربعاء و لم يبقى فيها مسؤول إلا و تابع الكر و الفر و حلقات المبارزة التي سبقت المعركة و التي كان فيها حزب الدولة و وزراءه يطلقون فرسانهم بلا سلاح قانوني و لا سياسي ضد فرسان القانون و الساسية و الفكر و الأدب و العلم و الشجاعة و الكفاءة و الإرادة و الجرأة، فجابهوهم بأسلحة باهتة في مبارزة غير متكافئة بطبيعة الحال ليس فيها من أسلحة سوى "الادارة مكتوبة" اكتبوا المنع الذي تتحدثون عنه وقعوه و ضعوا ختم الدولة عليه و قدموه لنا و سوف نتوقف عن تنظيم المؤتمر. أسلحة الثغرات القانونية، إدارة المحجوزات لا يمكنها اخراج مستغل لمحجوز بعقد إيجار ساري المفعول، مالك المنزل تم إطلاق سراحه و تبرأة ساحته قبل أن يصل إلى قطب التحقيق، أسلحة من نوع "مراسلات مسبقة للسطلة الوصاية على الأحزاب "وزارة الداخلية"، "إدارة الحريات"، يشعرها الحزب فيها أنه فتح مقر في مقاطعة لكصر ولاية انواكشوط الغربية، أسلحة فتاكة من نوع لا يمكن تعطيل عمل حزب سياسي من أجل جرد موجودات منزل محجوز، أسلحة من نوع لو منعتمونا هذا الحق فالمقر الرئيسي للحزب سيكون دليلا ضدكم لأننا سنقيمه فيه و في نفس التوقيت.
لقد كنت غائبا عن الاحداث عزيزي، و كان الحري بك أن تبقى كما كنت غائبا و أن تترك ما لا قدرة لك عليه و ما لا تنفع فيه الأراجيف و أحاديث الصالونات.
لو كنت تابعت مؤتمر الرئيس السابق لعلمت أنه لم يهز موريتانيا وحدها، بل إنه هز الكيانات الموازية لها، ليس فقط بسبب محتواه السياسي بإمتياز، بل بكم الحضور و صلابة و قوة الواجهة السياسية التي يستظل بظلها الرئيس السابق و قوة حجة أصحابها و قدرتهم على الوقوف في وجه كل ما ليس بقانوني.
إن اندهاشك من حديث الرئيس حول الحزب المغتصب و انتخاب هيئاته، لا يعادله سوى اندهاشي من قدرتك على الحديث عن مثل هذه المواضيع، فالذين لهم شرعية في الحزب المغتصب هم أولئك الذين انتخبوا في عهد الرئيس السابق حين كان مكانه محفوظا قبل أن ينقلب من أوعزوا إليك بالكتابة 360 درجة ويطعنوه بخنجر الغدر لا سلمت أيديهم، و يقفزوا على نصوص الحزب و ضوابطه و نظمه وقوانين الجمهورية الناظمة للعمل الحزبي، و يقفوا في وجه القائد المؤسس "الأخ" على طريقة أحد رؤساء الحزب المغتصب.
لقد أثرت في نفسي الكثير من الحسرة و انت تناقض نفسك وتكذبها و لما بعد تنهي الفقرة التي تحدثت فيها عن "نفقات الاستثمار" و "نفقات التسيير"، فما بالك تنتقد التركيز على الاستثمار ذي المردودية الطويلة الأمد ثم تعود و تؤكد على "زهد" قيمة "نفقات التسيير" و هذا أيضا تجاوز منك على المفاهيم الاقتصادية العلمية المتعارف عليها، فلا نفقات التسيير أقل مخاطر من النفقات الرأسمالية و لمعلوماتك و كهدية مجانية نفقات التسيير هي مصدر الفساد و منبعه و هي أيضا السبب الرئيس في انهيار المنظومة الاقتصادية للدولة، لأن ميزانية التسيير تخول لفرد واحد استخدامها في أغراض يمكن أن تتم فبركتها و يمكن أيضا أن تبرر بأعمال غير قابلة للرقابة و المتابعة، بينما نفقات الاستثمار فهي الأكثر جدوائية و هي التي تبقى لأمد طويل و تساهم في تخفيف الأعباء و المخاطر التي تواجهها المنظومة الاقتصادية بسبب تكاليف التسيير الكبيرة، و لا أحسبك إلا واحدا من أولئك الذين كانوا ينبهرون من الخطط الاقتصادية للقائد الرمز و الرئيس الشجاع محمد ولد عبد العزيز، الذي قلص النفقات ذات المردودية المحدودة و وجه موارد الدولة إلى مشاريع استثمارية ذات مردودية عالية لا تزال حكومتك إلى اليوم تنعم بها و تتنفس بها و تجني ثمارها.
أما ما قدمته حول الجرائم وتناميها السريع في عهد صاحبك هذا، فلا يعتد به، رغم صدق ما قلت عن بيرام، و زيف ما أضفت فيما يتعلق بالدور الذي تتخيله في مخيلتك للقصر الرمادي أيام كان للقصر الرمادي دور ذو قيمة، و لقد علمت و علم من وراءك أن التطرف ليس وليد اللحظة و أن المغالاة و الغلو و ما على شاكلتها من معاني و عبارات توقف النمو و تدمر الاقتصاد و تمزق النسيج الاجتماعي و تشكك الناس في عقيدتهم لم يحاربها سوى الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
لقد فاجئتني بقدرتك الكبيرة على الحديث عن الفساد و انت المقال بسبب التلاعب بأملاك الدولة ....
ختاما لكي لا أطيل على القارئ و هو يعرف الحقيقة كاملة ... عليك عزيزي أن تنتبه لما تكتب قبل كتابته فالحجر حين يرمى لا يدري صاحبه أين يستقر .. كيلا يستقر في رأس راميه.
ذ/ محمد فاضل الهادي

أحد, 09/05/2021 - 15:08