لا شك أنه توجد فوضى عارمة يعاني منها قطاع التعليم في بلادنا ، كل ذلك يحدث مع عدم اكتراث من السلطات لمأساة و معاناة آلاف التلاميذ الذين ضيعت و تضيع عليهم وزارة التعليم فرصة متابعة دراستهم .
أولا نعلم جميعا أنه هناك اختلالات كثيرة تعاني منها منظومتنا التعليمية ، و لا يهمني هنا هل حدثت هذه الإختلالات عن قصد أو غير قصد ، لكنني سأركز هنا على نقطتين خطيرتين جدا لا شك أنهما تدمران مستقبل و آمال و طموحات أبنائنا و بالتالي تحطمان أجيالا و أجيالا و ستتأثر من ذلك أغلبية الأسر ، إننا نعمل بهذه الطريقة على خلق شباب غير متعلم ، لا يمكن أن يعتمد عليه إطلاقا في بناء دولة عصرية ، جيل منحرف يميل إلى الجريمة و الإنحراف .
1- النقطة الأولى :
تدريس المواد العلمية بلغة أجنبية لا يتقنها التلاميذ ( الفرنسية ) ، لذلك ظلت نسب النجاح متدنية
في جميع المسابقات الوطنية .
إن التلاميذ الذين يساعدهم الحظ في التجاوز في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية ( كونكور ) ، ينتظرهم رسوب مؤكد عند مشاركتهم في مسابقة ختم الدروس الإعدادية Bepc ( ابريفى ) إذا لم يحصلوا على معدل 7/20 ، حتى و لو كانوا ناجحين في امتحان التجاوز بمعدل 20/20 .
إنه من الصعب على تلميذ لا يتقن اللغة الفرنسية أن يتجاوز إلى الثانوية إذا نظرنا إلى ضوارب المواد :
- الرياضيات بالفرنسية×5
- اللغة العربية ×3
- اللغة الفرنسية ×2
- الفيزياء و الكيمياء بالفرنسية ×2
و بقية المواد تتراوح ضواربها بين 1و 2 .
2 -النقطة الثانية :
و قد أشرت إليها سابقا و هي منع أغلبية التلاميذ من التجاوز إلى الثانوية بسبب عدم حصولهم على معدل 7/ 20 .
في الماضي كان التلاميذ عباقرة في الرياضيات و الفيزياء و العلوم الطبيعية لأن لغة التدريس هي لغتهم الأم (العربية) ، و كان التلميذ يدخل الثانوية بمجرد نجاحه في امتحان التجاوز ، أما ابريفى فكانت اختيارية و لا علاقة لها بدخول الثانوية .
لذلك فإننا نطالب وزارة التعليم بما يلي :
1- تدريس المواد العلمية باللغة العربية .
2- العناية بتدريس اللغة الفرنسية كلغة انفتاح على محيطنا الافريقي .
3- عدم ربط دخول لثانوية بمسابقة ابريفى .
الدودو السالك