" أأشكو رئيس الجمهورية ونواب الأغلبية في البرلمان للشعب ؟ أم أشكو نفسي لنفسي منهما "كريمه الدح

بسم الله الرحمن الرحيم
        " أأشكو رئيس الجمهورية  ونواب الأغلبية في البرلمان للشعب ؟ أم أشكو نفسي لنفسي منهما  "
في كل مرة ينتخب فيها رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية ،  تكون من بين وعوده الإنتخابية  : رفع مستوى  القيمة المعنوية والمادية للتعليم ولممتهنيه جميعا كل من موقعه في تلك المؤسسات الوديعة  ، ولكن سرعان ماتتلاش تلك الوعود عندما يجلس على كرسي الرئاسة ، بعدها مباشرة  ينسى انه زرع أملا لأناس لا ذنب لهم سوى أنهم ساهموا في إعداد أجيال تصنع مستقبل البلاد زاهرا وتغيره تغييرا مختلفا إن وجدت الإرادة لذلك  ، وربما  كان هو نفسه قد  جلس يوما على كراسي المدرسة ،  وعرف  قيمة العلم و التعلم ومكانة المدرس خصوصا لما تعنيه من سمو وتقدير وتحصين لقيم المجتمع وأخلاقه من الثقافات الوافدة الدخيلة عليه .
إن تعمد العسكر والمدنيين الحاكمين بإمرتهم الإساءة إلى هؤلاء البسطاء وجعلهم يذوقون اصناف الإهانة  المعنوية والمادية  لينم عن نية سيئة مبيتة ضد تعليم شعب بأكمله كان بلده  :  يتصدر نشر العلم في اصقاع المعمورة ، وبلغ علماؤه مشارق الأرض ومغاربها عزة ورفعة ، واليوم تزدري نخبته الحاكمة كل ما اقترح بشأن الرفع من قيمته وكأننا قطيع حمير تحتقره الأغلبية المشرعة ، ولا تسمح له بأن يحلم ويعيش حياة كريمة ملؤها التقدم والتطور والرخاء لأن العلم مفتاح ذلك ومحققه إن تم النهوض به واستثمر فيه ، ولكن تحول هذه الأغلبية دائما دون أن يتحقق ذلك لا لشيء سوى انها لا تفكر فيما يقدم تقدم التعليم وما يحقق للمجتمعات المتعلمة من تنمية وتطور    .
السيد رئيس الجمهورية  : محمد ولد الشيخ الغزواني أأشكو لك الحكومة ؟ أم أشكوك للحكومة ؟ أم اشكو نفسي لكم لأني فكرت بالشكوى منكم ؟   سيادة الرئيس أنت من وعدتنا بالاستثمار في التعليم وقدمت الاستثمار في  البرلمان فمنحت النواب زيادة نصف رواتبهم كعلاوة في حين لا احب أن أقول ضننت علينا بزيادة نسبة زهيدة على أجورنا الضعيفة أصلا  فاكتفي بالإشارة عليك .
سيادة الرئيس ماهو تبريرك لتلك الزيادة بالله عليك وأسعد إن تكرمت علي بالجواب الشافي فمن حقي كمواطنة عادية أن أجد ردودا على كل ما يوزع من المال العام  ، هل النواب بحاجة للمال أكثر من المدرسين ؟  ، أم أن المدرسين أكبر أجورا وامتيازات من النواب ؟ فانا لازلت حائرة من تلك القسمة  العادلة إن شاء الله بين أبناء شعبكم الواحد ؟
 سيادة الرئيس عندما تفكر في تنمية بلد والرفع من مستوى معيشة أبنائه عليك ان تعنمد تكافؤ الفرص بينهم حتى يشعروا بعدالة حكمكم الميمون بحول الله فلا تزيد الأغنياء غنى ولا تترك الفقراء تجاهلا : فنحن وهم سواسية أمام الدستور الموريتاني
سيادة الرئيس إن الإمام العادل هو من يضع الميزان الصحيح ويزن به فيعطي لكل ذي حق حقه ، وأعرف انكم تعرفون ذلك وأهل له ، ونرجو أن توفق في ذلك ولن يتحقق إلا إذا صفيتم بطانة السوء ، وحررتم الإدارة
 من تلك اللوبيات المفسدة ، ونصحتم نواب الأغلبية في البرلمان نصيحة الصادق  الأمين ، وتقولوا لهم استريحو من إهانة الشعب فالمكفى سعيد فأنا موجود ولا أقبل بكل ماتقومون به من رفض دائم لكل مقترحات في الميزانية  تبوب على زيادة اجور المدرسين أو أية فئة أخرى  من الموظفين :قل لهم رجاء :  كفاكم قلة وطنية كفاكم ازدراء وظلما لنخبة أوصلتكم لهذه المرحلة ، فالتتجذر فيكم روح الوطنية فأنا أطالبكم ان توفوها حقها على الأقل كرد للجميل  ، فهم يستحقون عليكم أكثر من هذا .
سيادة الرئيس إن نعيم فترة الحكم زائل لا محالة وإصلاح مؤسسات دولة تعمق فيها الفساد عمق انتشار سوء الأخلاق داخل المجتمعات المتحررة  الغربية لهو عين الصواب فاعمل على تصفية تلك الرموز المفسدة  المتمكنة من زمام كل ممتلكات هذا الشعب الكريم تساهم في بناء مستقبل دولة أكل الموظف غير المخلص فيها الأخضر واليابس ، وظلم الناس على مرأى و مسمع من الجميع دون أن يتغير الواقع للأحسن وفي الأخير اعلمك بأن موريتانيا مليئة بالكوادر والخبرات النظيفة الأيادي المتخبئة داخل الإدارات بفعل الظلم الممارس عليها عنوة والحالمة بأن تشارك في بناء وطنها ، فهي كما اسلفت محيدة بفعل تقدم غير الأكفاء عليها والآخذين مكانها .
سيادة الرئيس إن جمهورية السنغال المجاورة تفوقت علينا علميا واقتصاديا فلا توجد بها ثروات معدنية ولا نفطية ،ولكن استثمارها في التعليم واعتمادها عليه بوأها مكانتها المرموقة اليوم بيننا كدول مستثمرة ، فهل عقولهم أكثر تفكيرا من عقولنا ؟
سيادة الرئيس انصفوا هذا الشعب ولا تتركوا احدا منه على قارعة الطريق ترحموا وترحموا .
           كريمة الدح

سبت, 25/12/2021 - 14:07