وهبة محمد لقظف تكتب /؟أينما وُجد العزمُ وجد السبيل

منذ تولَّى مقاليدَ السلطة دأبَ فخامةُ رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني علي إعطاء "رأس المال البشري" أولوية قصوى، الأمر الذي يثبت بشكل واضح، لا لبس فيه أهمية التنمية الاقتصادية ضمن السياسات العمومية، إذ العلاقة بين التنمية والعنصر البشري تتميز بكونها عضوية ذاتَ ارتباط متين،
وفي الواقع فإن الرؤية الإصلاحية التي استهدفت بعْث "المدرسة الجمهورية" وامتدت أبعد من ذلك نحو إنشاء مؤسسات عمومية معْنية بمحاربة الفقر بشكل دائم،
وصولا إلى تعميم الضمان الاجتماعي علي الصعيد الوطني، أبرزت شواهدَ قوية علي عزيمة فخامة رئيس الجمهورية وإرادته الصادقة من أجل إشراك المواطن وإمداده بكافة الوسائل اللازمة لخوض معركة التنمية (إشراك المواطن في إدارة القرار)
وعلى الصعيد الإقليمي
ثمة نجاحٌ في السياسة الخارجية، نجم عن سياسة الموقف الراشد والعلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف رغم تباينها؛ مما هيأ رئيس الجمهورية أن يكون رجل المرحلة، ليُنتخب بإجماع قادة القارة، رئيسا للاتحاد الإفريقي...
كان الخطاب اللافت الذي ألقاه أمام الجمعية العامة لهذه المؤسسة العريقة، ذا صدى عميق فكرس نجاحا سياسيا باهرا وانتصارا دبلوماسبا غير مستغرب، حيث سلط الضوء علي المواضيع التي كانت دائما تشكل محاور أساسية كالأمن والسلم والتنمية الاقتصادية وخصوصا تعليم أفريقيا في القرن الحادي والعشرين الذي يعد من أهم المواضيع التي تشغل بال الأمة الإفريقية وتؤخر عجلة التنمية عند الأفارقة..
وبالمناسبة يستحق الموضوع المذكور أعلاه وقفة تأمل علي أصعدة عدة، بداية برمزية الاهتمام العام الذي يوليه سيادة رئيس الجمهورية لموضوع تمحورت حوله جهود جبارة لحكومته وكافة السلطات العمومية المعنية
ويجب التنويه كذلك أن إشكال التعليم شكل على مر السنوات نقطة ضعف، طالما عانت منها السياسات العمومية المتبعة في شبه المنطقة، بل يكاد يكون العقبة التي تؤدي دوما للفشل، كما هو حال أمم أخرى عندها نفس التعثر؛ غير أن جودة التعليم تعتبر حجر الزاوية في كل تطور، وهو محرك تنمية رئيس، ورافد أساسي لتحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة الموضوعة في ميثاق الأمم للاتحاد الإفريقي وخصوصا الهدف رقم (4)والمتضمن ضمان جودة التعليم..

هذا ليس سرابا؛ ولكني أرى أمنية تتحقق، بسبب قوة العزيمة وحِدة الإرادة الصادقة من طرف قادة أخذوا على عاتقهم مسؤولية إيجاد الحلول وملاءمة الأمر لوضع آلياتٍ كفيلةٍ بتنفيذِ سياساتِ تنميةٍ ناجعة في قارات تمتلك إمكانات استثنائية، مما يستهدف - مآلا- خلق أمل كبير لدى الأجيال الشابة ويرشد وعيها، حتى تكون مؤمنةً بقدرة أنظمتها على الإنجاز، فيفكر الشباب بشكل إيجابي تجاهَ ما تم إنجازه، ويثمنونه بدل البقاء عيونهم مغمضة عن كل ما يتحقق وأبصارهم شاخصة نحو الذي لم يتم إنجازه.
إنه خلل وعدم توازن لدى الجيل الحاضر يتعين أن يتغير نحول الأفضل لتعزز لديهم قيمة المواطنة والاعتزاز ببلدانهم والتشبث بها.
____
المقال الأصلي منشور باللغة الفرنسية.
وهبة محمد لقظف

اثنين, 26/02/2024 - 21:59