في خضم السجال الدائر حول امتحان انتقاء مديري مدارس التكوين التقني والمهني، يبدو أن القطاع يعيش هذه الأيام على إيقاع حماسة غير مسبوقة، حماسة لا تُشبه إلا من يراهن على فرس لم يقطع بعد أول شوط من السباق، ومع ذلك، يصفق له الجمهور قبل أن ينطلق!
بعد أيام مرهقة من متابعة ردود الفعل علي ملف محكمة الحسابات وبعد مشاهدة المؤتمر الصحفي الذي خيب أمال كل الموريتانيين واصابهم بالاحباط وفقدان أي أمل في النظام و...... إتكأت علي وسادتي في نوم عميق.
من الأسباب التي جعلتنا نتقهقر يومًا بعد يوم من سيّئ إلى أسوأ، هو الاهتمام والتركيز أثناء كل تغيير حكومي — ومنذ عام 1978 — على المحاصصة القبلية والقومية والشرائحية التي وُلدت مؤخرًا.
الفساد في موريتانيا لم يعد مجرد سلوك معزول داخل المؤسسات الإدارية فقط، بل أصبح عقلية ونمط حيات وظاهرة مجتمعية، يشجعها ويدافع عنها المثقف بقلمه والجاهل بحميته. أما النخب في الفساد ففسطاطان: فرحٌ بغنيمته منه، أو صابرٌ مثابر حتى ينال نصيبه منه يومًا ما.
لم يعد تشجيع الاستثمار فكرة سطحية مفادها:
«لدينا موارد، تعالى وخذها مقابل تشغيل البعض ونسبة ضئيلة واترك لي الآثار البيئية».
هذه هي الترجمة الشهيرة ل"شَوْرْ تَمْبَرْمَه زَيْنَة" لدينا: "لدينا معادن وصيد..."
هذا النمط من تشجيع الاستثمار بالنسبة لي صاحبه هو:
ما بين سطحي، أو كان أعور فليحكم بما شاء.