أنواكشوط{شبكة المراقب}:إسمي (على .س.خ )من مواليد مدينة روصو تربيت في كنف والدي بعدما توفيت والدتي ، عاملني والدي بتشدد منقطع النظير لم يكن يقبل بولوجي المدرسة بل كان يرغمني على العمل على عربة حمار لجمع القمامات من المنازل مقابل نقود ضئيلة، أستمردائما في العمل حتى المساء لأعود إلى بيتنا المتواضع في حي متواضع من مقاطعة دار النعيم،لأجد الوالد في إنتظاري وهو يسألني عن الحصيلة أما حالى فلا يهمه لأدخل يدي في جيبي وأسلمه نقودا لم يبذل في تحصيلها جهدا ،ينظر إليها إذا اعجبته يسكت وإذا كان العكس يبدأ في توبيخي ثم ضربي بلا رحمة ،لم أكن راضيا عن هذه المعاملة من والدي، بدأت أفكر في مخرج من قبضته الحديدية ليكون الحل أسوء بكثير من ما توقعت ،فأثناء عملي على العربة كنت ادخل المنازل على حين غفلة من أهلها بحجة جمع القمامة وعندما أتفاجأ بأحدهم اعرض عليه خدمة سحب النفاية من المنزل فمنهم من يتهمني بمحاولة السرقة ويطردني ومنهم من يحسن الظن بي ،لكن تلك التجربة كانت مجرد بدايتي مع عالم الجريمة عندما أتاحت لي الفرصة سرقة الاحذية ومقتنيات أخرى من المنازل كنت ابيعها بثمن بخس لسداد بعض الحاجات كشراء السجائر لكنني وجدت نفسي في أول عثرة بعدما ألقي علي القبض متلبسا بجريمة سرقة حقيبة سيدة بها مبلغ كبير وحلي ليتم احتجازي في مفوضية الشرطة بتيارت والتي بدورها اجالتني الى وكيل الجمهورية كان ذالك 2006 لتبدأ رحلتي مع السجن لأول مرة حيث دخلت بدايةً السجن المركزي بالعاصمة قضيت به سنة ونصف والباقي في سجن دار النعيم لم أجد مؤازرة من أي من أسرتي حتى والدي الذي توفي بعد سنتين من حبسي ،كان السجن ظلاميا إلى أبعد الحدود حيث المخدرات بانواعها واللواط والضرب وغيره من الممارسات المشينة والضحية دائما السجين الضعيف،بعد دخولي السجن تعرضت للضرب من طرف سجناء خطيرين إنتزعوا مني مبلغ 1000أوقية كان بحوزتي،وأثناء الليل بدأ أحدهم التحرش بي وعندما امتنعت هددني بالقتل ليتحول الامر لاحقا إلى مشاجرة بيننا تدخل أثنائها الحرس ووضعونا في زنزانات إنفرادية لمدة يومين ذقت خلالهما طعم مرارة وقساوة الحياة بعدها تمت إعادتي إلى حيث كنت داخل السجن طبعا ،
بعدستة أشهر تم استدعائي إلى المحاكمة سألني القاضي إن كان لدي محاميا فأجبته بالنفي ليعين لي محاميا من الحاضرين على نفقة المحكمة وبعد محاكمة لم تتجاوزمدتها خمسة عشر دقيقة إنتظرت بعدها حكم المحكمة الذي جاء مخيبا حيث كان منطوقه السجن النافذ 5سنوات في حقي قضيت منها ثلاثة بعد تخفيف من الاستئناف أكدته المحكمة العليا وهي السنوات التي أحدثت تحولا في حياتي بفعل إحتكاكي بأفاحلة المجرمين القابعين في السجن بأحكام متفاوتة تلك التجربة التي القت بي إلى عالم المجهول حيث أنه وبعد خروجي ارتبطت بعصابات تعرفت عليها داخل السجن نفذت معها عديد العمليات نجح بعضها وكتب الفشل للآخر ماجعلني أدخل السجن مرة أخرى وهي الأخيرة حيث حكم علي بسنة نافذة ،بعد خروجي حصلت على فرصة عمل في شركة للنظافة ما جعلني أتخذ قرارا لارجعة فيه بالتخلي عن عالم الجريمة واللجوء إلى الكسب الحلال بعدما تزوجت وصار لي أولاد.