يستبق البعض الأحداث ،و يدعى أن الشيخ محمد الحسن ولد الددو مهدد بالاعتقال ،بمجرد رجوعه لأرض الوطن .هذا غير مؤسس ،بل إن بعض المعلومات الدقيقة،يفهم منها أن السلطة تنتظر لو طلب العلامة محمد الحسن ولد الددو لقاء الرئيس ،لكان ربما هذا فرصة، للتراجع عمليا، عن إغلاق مركز تكوين العلماء ،ذلك الصرح المهيب ،المفيد فى إشاعة الخير و تعزيز المكانة العلمية و الإسلامية لبلدنا ،إقليميا و عالميا .و لعلمكم معشر المروجين للفتنة ،بين التيار الإسلامي و سلطاتنا،اعتقال الشيخ الددو ،حفظه الله،ليس أمرا سهلا،و لا سحابة صيف البتة !.و قد لوحظ أن الجهات الرسمية و الحزبية و السياسية ،المحسوبة على النظام القائم،لم يتعرض أي منهم ،للشيخ محمد الحسن ولد الددو ،منذ اندلاع تلك الفتنة ،غير المرحب بها ،عند كل حكيم و وطني ،أي كان مشربه السياسي .أهل موريتانيا حكماء متسامحون ،و من الأفضل لهم التعايش السلمي ،رغم الاختلاف الحتمي الطبيعي،و الذى لا يفسد- فى المعتاد -للود قضية .نظام ولد عبد العزيز يلتهم المال و تستفيد منه مافياه بالدرجة الأولى ، لكن شغله الشاغل ،ليس الاعتقلات السياسية .و يحضرنى هنا ،اعتقال بيرام ،لأدعو لإطلاق سراحه و علاج مثل تلك الاحتكاكات، بالطرق الحضارية و السلمية ،بعيدا عن مصادرة الحرية .أما اعتقال العلماء و الدعاة و الفقهاء ،فهو أمر مجرب فى هذه البلاد ،و عادة يفضى بأصحابه للانتقام الرباني الفوري .وإشاعة خبر توقع اعتقال عالم جليل ،دون الاستناد لدليل مؤكد ،قد لا يخدم الاستقرار و السلم الأهلي الحساس ،المهم للغاية .و ينبغى دائما أن نتحرى الصدق ،ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .
/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن