شكلت حلقة "شباب توك" التي جرى بثها من نواكشوط يوم 24 اكتوبر الجاري، مناسبة متميزة لاستهداف السياسات الحكومية المتعلقة بالشباب وتجاهل أو التقليل من أهمية كل المكتسبات التي تمكن النظام الحالي من تحقيقها في هذا المجال. فهل تم ذلك عن طريق الصدفة؟ أم أن جهة أو عدة جهات خططوا للإيقاع بمسؤولين رسميين في مصيدة من أجل توجيه رسالة ما إلى النظام؟
كل القرائن تشير إلى أن ما حصل لم يكن صدفة وأن مخططا تم إعداده بالمناسبة وجرى تنفيذه بإحكام، بدءا بفكرة بث البرنامج من موريتانيا وانتهاء بإعلان الانتصار ومرورا بتفاصيل كثيرة من بينها اختيار الضيوف وانتقاء الجمهور.
في بداية المشهد يظهر الصحفي محمد فال ولد عمير إلى جانب مقدم البرنامج وهو يستقبل وزير الشباب والرياضة محمد ولد جبريل (انظر الصورة). وفي نهايته يظهر الصحفي محمد شنوف ولد مالو كيف وهو يحتفي بالانتصار من خلال تدوينة تكشف المستور، أما خلال الحلقة فيظهر رسميون من شباب الأمل المرتبط بخيره منت الشيخاني مرتبكون وقد سقطوا في شراك جمهور معارض مستعد للعب دوره في المسرحية خصوصا أنه قد تم اختياره من الشباب الراديكالي المعروف في وقفات ولد غده كوجاها ولد أدهم وغيره.
والعامل المشترك بين المساهمين الرئيسيين في الحلقة هو القرب من رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ومديرة الموريتانية خيره منت الشيخاني وأختها توتو. وبشكل خاص تتجه أصابع الاتهام إلى ولد عمير بأنه كان الشخص المكلف بترتيب الاجراءات المتعلقة بتنظيم الحلقة من حيث مكان الانعقاد والاعداد واختيار الضيوف والجمهور، أما ولد مالو كيف فقد كشف بنفسه عن دوره بعد خروجه من لقاء مع ولد محم في منزل أهل شيخاني (انظر صور السيارات أمام المنزل)، جاء فيها: "أظن ان برنامج التلفزيون الالماني حمل رسالة لا تقل اهمية عن رسالة زلزال الانتخابات الاخيرة .اتمني لصالح بلدي أن تكون الرسالة قد وصلت".
أية رسالة حملتها حلقة شباب توك غير أنها حلقة مفخخة؟ ومن سعى عند معد الحلقة من أجل اختيار موريتانيا؟ ولماذا كان الرسميون فقط من جماعة خيرة؟ ولماذا قبلوا لعب الدور المرسوم لهم في هذه المسرحية وعدم الدفاع بشكل جدي عن الإنجازات؟ مع ان الاجابة على هذه الأسئلة لم تتضح قدر وضوح المخطط والقائمين عليه، فإن أقل ما تكشفه أن رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ومحيطه المقرب أضاعوا بوصلتهم بشكل نهائي وأصبحوا يتطوعون للمعارضة بتحقيق ما عجزت عنه.