سيدي الرئيس
وصلتني يوم أمس دعوة منكم لحضور افتتاح السنة القضائية، فقررت أن أتقدم إليكم بهذه الملاحظات لعلكم تتعرفون علي:
سيدي الرئيس
أنا مجرد مواطن عادي، أقصد موظفا عاديا، يداوم كل يوم كالآخرين، كاهله مثقل بالهموم والمشاغل والمشاكل، قدر الله لي ـ وأنا راض ـ أن أشارك في مسابقة بعد أن حصلت على شهادة، فنجحت، وتجاوزت فترة التكوين، فتم ترسيمي في السلك "ب"، ليتم تحويلي للعمل بعدما أديت يمينا.
يناديني من أعمل معهم وعامة الناس ويذكرون اسمي مجردا دون لقب، ودون أبسط احترام.
مشتت بين مسؤول يتخذني بوابا وسكرتيرا وأحيانا عضوا من هيئة ـ يحكمها القانون ـ تتحكم فيها رغبته ومزاجه، وبين مسؤولين يملكون حق تحويلي وترهيبي وترغيبي، فلا المواد القانونية التي تحكم علاقتي بهم واضحة ولا رؤاهم ولا سياساتهم ثابتة.
أُسير بمرسوم ضعيف جامد، لم يتم تعديله، يقيد طموحي بالترقية، والتدرج في أسلاك وظيفتي، أما السماح لي بتقلد وظائف أخرى مرتبطة بمجال عملي، فتقيده القوانين التي تحكم تلك المجالات، وما أكثرها.
رصيدي في التكوين صفر، فأنا مغبون فيه، مغبون في الحصانة أيضا، رغم أني كاتم سر، شاهد، ورقيب، أحرر، أنسخ وأصدق، أوجه أواجه، لا تنعقد الهيأة ولا يحكم بدوني.
أعمل أحيانا حتى ساعات متأخرة من الليل، أواجه المجانين والعقلاء، الفضلاء والبخلاء، أواجه اللصوص والشرفاء.
لم تعرفني بتلك فهل ستتعرف علي بهذه؟
أنا من أمرتم منذ عامين بمنحه قطعة أرضية ولا زال ينتظر ويترقب تنفيذ أوامركم.
أنا من يطمح لتعديل المرسوم الذي يحكمني، ليعطيني حقوقا وامتيازات تحميني في شخصي ووظيفتي ومركزي.
أنا من يطمح لأن أترقي في وظيفتي وأتدرج لأصبح قاضيا مميزا، ذا تجربة لا يكلف تكوينه الدولة كثيرا من النفقات، كما أطمح لتعديل النصوص القانونية التي تحكم قطاعي.
أنا من يطمح لأن يتم إرسالي إلى تكوين في الخارج أستفيد من خلاله من تجارب الآخرين.
سيدي الرئيس أنا كاتب ضبط، يشترك معي 345 كاتب ضبط في هذه المواصفات فهل عرفتني، هل تعرفت علينا؟؟
كاتب الضبط، الشيخ محمد سيدها