#شهادة_لله :
عملت نائبا لوكيل الجمهورية في ولاية نواكشوط الشمالية لمدة سنتين ، وكان من ضمن الوكلاء المرحوم فضيلة القاضي سعدبوه ولد السالك .
عن ماذا سأتحدث ومن أين أبدأ ؟!
#أخلاقه
عن أَبي الدَّرداءِ : أَن النبيَّ ﷺ قالَ: مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ ….) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وحسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات ، وسوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات.
لقد كان فقيدنا قمة في حسن الخلق والتواضع ، والرحمة ، واللّين في محله ، موطأ الأكناف ، لايذكر أحدا بسوء …
#هيبته : كان مهابا حسن المنظر ، جميل اللبس ، بشوش الوجه ، ممتع الحديث ، مفيد النقاش ، أنيق الهندام ، صاحب تجربة نزيهة وصقيلة …
#معرفته : حصل على دبلوم الماستر في القانون الخاص من داكار ، و الدراسات المعمقة من في حقوق الإنسان ، ودبلوم قاض من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، ودبلوم قاض من المدرسة الوطنية للقضاء ببوردو ،فرنسا .
كان الوحيد من دفعته الذي اجتاز الامتحانين الشفهي والكتابي باللغة الفرنسية.
شارك في العديد من التكوينات خارج البلاد و كان قاضي فرنكفوني بامتياز
#رأيه كقاض : كنت نائبا له وأنا أمارس عملي في راحة نفسية عجيبة لأنه لايتدخل لي في ملف أحاله لي ، وعندما أخبره بتصرفي بكل حرية في الملفات التي أحال لي يقول ( القاضي ألل إعدل ذاك ألل ظاهر لُ..)وبعد تعييني وكيلا للجمهورية في ولاية الحوض الغربي كنت لا أتردد في استشارته وأخذ رأيه لسببين ، أولهما تجربته المهنية النظيفة في النيابة العامة ، وثانيهما بعده عن الشبهات والأغراض ، والحسد ، والأحقاد …
#مصاعب القطاع : قطاع العدالة كأي قطاع في موريتانيا يتعرض صاحبه للكثير من الضغوطات والوساطات بسبب التركيبة الاجتماعية والسياسة ، لكن المرحوم كان أمينا ، ونزيها ، وصارما ، وعادلا في في كل ما يتعلق بالحريات والسجون والمتابعات
، لا يثنيه طمع في شخص ، ولاطمع في البقاء في منصب … وها هو يغادرنا وقد سبقه ماقدم …
#غادرنا فضيلة القاضي سعد بوه ولد السالك وقد أدرك بخلقة درجة الصائم القائم بخلقه ، و من أكملنا إيمانا بخلقه ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار ) الحديث .
غادرنا وقد أحبه الله ( وأحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا )الحديث .
#جاهد في الصبر في إحقاق الحق لينطبق عليه قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )
لقد كان الفقيد مؤمنا، آمن بالعدل ، وأصلح ما تولاه منه ، لا نخاف عليه ، ولا نحزن رغم عظم المصيبة ، لقوله تعالى (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) صدق الله العظيم .
ولأن القضاة وحدهم من ضمن لهم أن ثلثهم في الجنة فإني على يقين من أن المرحوم القاضي سعدبوه ولد السالك من قضاة الجنة، بدليل حديث بُرَيْدَةَ الذي رواه الأربعة ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يَقْضِ بِهِ، وَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ، فَقَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ. رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.
#وكان من الذين عرفوا الحق ، وقضوا به .!
#يقال إن الموت ينتقي الأفاضل كما ينقي الصائم من التمور عند الفطور ، ولما كانت تمور عجوة المدينة أجود تمور الدنيا ، فقد أخذ الموت منا عجوة قضائنا ، وأفخمها قلباً وقالبا .
تغمد الله فقيدي ، وحبيبي ، وزميلي بواسع رحمته ، وألهمنا الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
