أيه المحامي المحترم. السيد الرئيس أنجز مشاريع عديدة، و في الطريق لإنجاز مشاريع أهم.

– قال النائب البرلماني والمحامي العيد ولد محمدن إنه يريد من الحكومة أو من النواب أو من الأغلبية من يذكر له إنجازا واحدا حققه الرئيس محمد ولد الغزواني منذ وصوله للسلطة قبل أكثر سنتين.

مع تقديرنا لشخص المحامي و البرلماني العيد، غير أننا نربؤ به عن مثل هذا الطرح العامي، و الذي يجر لنقاش عامي، بإمتياز يحاكي نقاش الطرشان.
لأن هذا الطرح صاحبه صم الآذان و أغمض العينين من أجل أن لا يسمع و لا يرى إلا ما ذهب إليه.
و لأن السيد المحامي من عِلّيّةِ أهل الثقافة، و تجاهله لا يناسب مكانته، من المناسب أن نوضح المنجز من برنامج رئيس الجمهورية، حتى يتدارك السيد النائب حجم غلطته أولا، و يكون القارئ على بصيرة من حجم الإنجازات التي تمت على أرض الواقع.
السيد النائب الموقر.
إن ما أقدم عليه السيد الرئيس من دمج أكثر من ست مائة ألف من الفقراء على لوائح التأمين الصحي، و إستفادة هذا العدد الكبير من مزيا التأمين ألا تعتبره إنجازا ؟؟؟؛
سيدي المحامي المحترم.
إن دمج أكثر من عشرة آلاف أستاذ و معلم في الوظيفة العمومية و إنهاء معاناتهم، ألا تعتبره إنجازا ؟؟؟
أستاذنا الفاضل 
مضاعفة رواتب المتقاعدين، و إستفادتهم من التأمين الصحي، ألا تدخل في المنجز؟؟؟
الزيادات المتتالية و آخرها ما تم تثبيته في ميزانية 2022، لموظفي وزارتي التعليم و الصحة أليس هذا منجزا؟؟؟...
ما تم من توزيع لقطع أرضية على فيئات هشة، و إعطاء الأوامر لبناء خمسة آلاف مسكن، ألا يدخل في خانة الإنجازات و الإنجازات المهمة ؟؟؟
ما تم من بناء للمدارس و مكاتب للدولة و سفلتت للشوارع و الشروع في تشيد الجسور، و تهيئة الساحات العمومية، ألا يعتبر إنجازا؟؟؟

يا سيادة المحامي، الإنجازات لا تقتصر على المنجز الواحد و لا المنجز النشاز، بقدر ما هي إنجازات كثيرة و متنوعة أغلبها طابعه إجتماعي، لأن هاتين السنتين تضررت فيهما الطبقة الهشة كثيرا بفعل إرتدادات زلزال كورونا على الاقتصاد العالمي و الاقتصاد المحلي. و يعرف المثقفون من أمثالكم أن العالم تضرر بما في ذلك الاقتصادات الأقوى في العالم. و أن ما تم في هذا الظرف العصيب إنما بفعل إرادة ورؤية.
السيد النائب الموقر.
إعتراف السيد الرئيس بالبطئ في تنفيذ بعض المشاريع، لا يسمى عجزا و لا فشلا، و إنما هو نهج من أراد الصدق في التقييم أمام شعبه، و بادر إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة، و إعطاء التعليمات و تذليل الصعاب، و ما هي إلا أيام حتى يكتمل التنفيذ، و تلتحق هذه المشاريع بلائحة الإنجازات. 
سيادة النائب، إن ما يناسبكم هو الإعتراف بالواقع كما هو و التعبير عن رأيكم في ظل ما تم من عمل جبار، و المطالبة بالمزيد و بمعاقبة المقصرين و تسليط الضوء على مواطن الضعف في التنفيذ، لأن هذا الأسلوب العلمي الذي يعترف بالحقيقة، و يتجرد صاحبه من الذاتية و الأنا الضيقة، هو الأسلوب المنتظر من أمثالكم.

لا يسعني و أنا في نهاية هذه السطور إلا أن أكرر إحترامي لشخص النائب الموقر العيد، و قد قيل قديما لكل جواد كبوة، و ما أظن إلا أن هذه هي كبوتك يا أستاذنا المحترم.

د محمد الأمين شريف أحمد.

.

أربعاء, 29/12/2021 - 10:49