بسم الله الرحمن الرحيم
" يآيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "
عندما أعلن عن دحر الاستعمار وبدأت أركان الدولة الحديثة تتأسس بقيادة مجموعة من أبنائها البررة الذين كان لهم الفضل في إرساء دعائمها ليتفيأ الجميع ظلالها وينعم بخيراتها ، تم اختيار الشخصية الوطنية احمد ولد محمد صالح من بين تلك المجموعة المباركة ، فكان اختياره موفقا إذ عرف عن الرجل انه يصدق عليه قوله تعالى " إن خير من استأجرت القوي الأمين " وكان المؤسس الراحل أبي الأمة : المختار ولد داداه قد أسند إليه وزارة الداخلية لمعرفته بمكانته العلمية وحنكته السياسية ودماثة خلقه الرفيع الذي جعله محل ثقة ، فقيادة البلد داخليا في تلك الحقبة أمر يتطلب ثقافة علمية شنقيطية صرف ، ثم الرزانة والهدوء وقوة العزيمة وهي مميزات طبعت شخصية أحمد ، وقد شهد له القاصي والداني بأنه من أمثل رجالات التاريخ الذين سطروا أسماءهم فيه فنقشت بماء الذهب في سجلات صفحاته الخالدة .
إن وزير الداخلية أحمد ولد محمد صالح كما يروي البعض أنشأ مدنا وجعلها مراكزا حضرية بعد ان كانت مجرد قرى نائية لا تتعدى كونها مرابع للحيوان يشرب على أديم آبارها ، ولولا حكمته لظلت كذلك . لقد ظل احمد وزيرا لقرب عقدين من الزمن ضبط فيها حالة البلد داخليا ، و لو وفق الرئيس المختار في تعريب الإدارة لكان ذلك مما يشفع لهما في نهضة موريتانيا ولكانت تجاوزت عقدة الحكم لفرانكفوني الدنيئ ، لكن اكراهات القيادة أبقت الدولة على ماهي عليه .
رحم الله الشهم الخلوق ابن الأكارم ؛ الوزير السابق : احمد ولد محمد صالح وأسكنه فسيح جناته ، وبارك في عقبه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
كريمة الدح