المكــــــــــاشفة / الدكتور سيدي محمد ولد محمد الشيخ عل

تعالت الاصوات المستنكرة وأشتدت حملات التشويه شراسة وكأن الرئيس إرتكب خطأ لا يغتفر عندما وصف بلادنا بالفقيرة وقدم بعض الامثلة بصدق وعفوية في لقاء مع بعض جاليتنا في إسبانيا .
لم يقل الرئيس الا الصدق وهذا ما أزعج بعض الاطراف التي تناصبه العداء لانها كانت تنتظر أن يتحدث عن ما تحقق من إنجازات لتجدها فرصة لاطلاق حملة مضادة تصف من خلالها الاوضاع بالمتردية وبأن الشعب إزداد فقرا مع أنتشار الفساد وتدوير المفسدين موظفة لتلك الغاية مختلف المنابر .
طبيعي أن يحملها الاحباط وضياع الفرصة على اللجوء لاخراج تصريحات الرئيس عن سياقها الطبيعي وتحويلها لاعتراف بالفشل وجعل المكاشفة والصدق والواقعية أدلة ادانة بدل أن تكون اسلوبا جديدا في معالجة الشأن العام  لم نعهده من قبل و نحن في أمس الحاجة اليه بعد حملات الدعاية الكاذبة وتزييف الحقائق وبيع الاوهام .
لسنا بحاجة لان يقول لنا الرئيس بأن بلادنا فقيرة لانها الحقيقة فكل منصف يعلم جيدا حجم المعاناة التي يعيشها سكان أحياء الصفيح في مختلف مدننا الكبرى وغيرها من القرى ناهيك عن غياب العديد من الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة والمياه والكهرباء الخ ومع ذلك ليس من الانصاف أن نحمله المسؤولية عن هذا الواقع لانه ببساطة ليس وليد اللحظة وليس من الانصاف كذلك أن نطلب منه أن يحقق في نصف مأموريته ما عجز عنه غيره من الذين حكموا البلاد لسنين عديدة وفي ظروف لا يمكن أن تقارن بالظروف الاستثنائية التى تولى فيها المعني الحكم (دولة مفلسة وجائحة عالمية ).
لا أعتقد أن اي إعلامي أو مدون أكثر اطلاعا من الرئيس على التقارير الدولية التي تنشر عن بلاده ولا أكثر منه معرفة بالموارد الطبيعية للبلاد المستخرجة منها او التي في طريق الاستخراج وما ستوفره من موارد مالية معتبرة  والادعاء بغير ذلك مجرد أحاديث الانس التي يمتهنها البعض لتعويض فشله وكسر الملل .
لم ينفي الرئيس ولا غيره من المسؤولين ما تزخر به بلادنا من موارد طبيعية متنوعة الا أن أستغلالها يتطلب إستثمارات ضخمة وامكانيات بشرية وفنية وهذا ما يبرر اللجوء لكبريات الشركات الدولية المتخصصة التي تتواجد في البلاد وكلنا أمل في أن تودع بلادنا سريعا  ذلك التصنيف (الفقر) الذي رافقها منذ نشأتها وان تكون تلك الموارد عامل أستقرار ونمو لا عامل خراب وفتن.
 لا أحد منا يسره واقع البلاد وفي مقدمتنا الرئيس ومع ذلك علينا أن نشخص واقعنا  بموضوعية لان شرط النهايات تصحيح البدايات فلن يجدينا نفعا إنكار الحقيقة فالفقر ليس حالة دائمة وكل الدول عرفت الفقر ونحن قادرون على رفع التحدي وطموحنا مشروع بأن تصبح دولتنا في مصاف الدول المتقدمة الا ان علينا أن نعي جيدا أن تلك الدول تقدمت عندما أنتشر الوعي بين صفوف مواطنيها .
يميل بعضنا لمقارنة بلادنا بغيرها من الدول ليبرهن على فشل حكامنا الا أنه يتجاهل عمدا  أن يقارن مواطنينا بمواطني تلك الدول حتى تكون المقارنة منصفة .
يحرص المواطن في تلك الدول على أن ينال حقوقه كاملة ولكنه في المقابل يؤدي واجباته طواعية فماذا عنا أترك الاجابة مفتوحة …
لو قام كلنا بواجباته باخلاص وتخلصنا من تلك العقليات البائدة والانتماءات الضيقة ونبذنا الكسل وحكمنا شرع الله بيننا يقينا ستتحسن أوضاعنا وسيتجسد شعارنا على ارض الواقع شرف - إخاء - عدالة .
د سيدي محمد نحمد الشيخ

أحد, 20/03/2022 - 21:36