رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم (الثلاثاء) في مقر الإدارة العامة للأمن الوطني بنواكشوط ، على تدشين نظام الأمن والمراقبة العامة للعاصمة؛ حيث قام بقطع الشريط الرمزي وإزاحة اللوحة التذكارية إيذانا ببدء تشغيل هذا المشروع الهام، قبل أن يتجول داخل أجنحة المنشأة الامنية الجديدة، ويستمع لشروح مفصلة قدمها له القائمون عليها.
ويهدف هذا النظام الجديد إلى تحديث الأجهزة الأمنية وجعلها قادرة على ضمان السلام والأمن والنظام العام في مدينة نواكشوط؛ وسيعمل على الرفع من مستوى الحماية العمومية من خلال وضع بنية تحتية للمراقبة والتواصل المندمج في نواكشوط تحديدا، عبر نشر كاميرات مراقبة (بالفيديو) تمكن من المراقبة الآنية للأمن في المناطق الحسّاسة، مع القدرة على التدخل الفوري والفعّال، كلما تطلب الأمر ذلك، بفضل نظام اتصال بين مختلف مصالح الشرطة وأجهزة الأمن الأخرى.
ويتيح هذا البرنامج إمكانية معالجة المعطيات التي تشكل تهديدا للنظام العام، والتكفل بالطوارئ الأمنية، عبر التواصل والتدخل العاجل من قبل مصالح الشرطة، لاسيما في المناطق المعقدة مثل الأسواق الكبرى والمصارف وملتقيات الطرق الأساسية، ومداخل ومخارج النقاط الرئيسية في العاصمة.
ويتضمن نظام المراقبة الجديد، في تركيبته، جملة من الآليات والأدوات الفنية المتمثلة في، تجهيزات لمراقبة المناطق الحساسة؛ نظام اتصال من الجيل الرابع يضم، 1500 محطة متنقلة مع إمكانية الوصول إلى 3500 محطة؛ خمس سيارات للقيادة المتنقلة؛ 20 محطة أساسية، نظام مراقبة بالفيديو يشمل 316 كاميرا مراقبة مع إمكانية التوسع إلى 1000 نقطة مراقبة.
كما يشمل ثلاثة مراكز مناطقية في مباني الإدارات الجهوية للأمن، و34 محطة في مفوضيات الشرطة بكافة أنحاء العاصمة. مشروع “نظام الحماية والمراقبة العمومية لمدينة نواكشوط”، المدشن اليوم، تم تمويله من طرف الحكومة الصينية بغلاف مالي بلغ 6َ مليارات و 294 مليون أوقية قديمة.
وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين أوضح، في كلمة القاها بالمناسبة، أن هذا التدشين "يشكل حلقة ضمن تدشينات عديدة تواكب تخليد عيد الاستقلال المجيد، كما تؤكد حجم الإنجازات الكثيرة التي ما فتئت تتوالى منذ تولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مقاليد السلطة"؛ مبرزا أن "هذا المشروع يشكل ترجمة حية لما يوليه فخامة رئيس الجمهورية للأمن عموما، وللأمن الحضري خصوصا، من بالغ اهتمام".
وأكد وزير الداخلية أن "لا انتظام لحياة اجتماعية ولا إمكان لبناء أو نماء إلا في ظل أمن راسخ الأساس، يضمن سلامة الأفراد وممتلكاتهم وقدراتهم على مزاولة أنشطتهم اليومية، في حرية وطمأنينة".
وبين أن تحقيق الأمن في الوسط الحضري، أصبح أكثر صعوبة وتعقيدا، بحكم تسارع النمو الحضري واطراد انتشار الجريمة؛ موضحا أنه "وبتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية، حرص، في إطار خطة عمله الاستراتيجية 2020-2024، على دعم قدرة الأجهزة الأمنية، على التكيف مع التجدد المستمر لأشكال وأساليب الجريمة، مستعينا في ذلك، بتعزيز القدرات والمهارات المهنية لأفراد الشرطة الوطنية، وبمدهم بالتجهيزات التقنية المتطورة والملائمة".
وبخصوص المختبر الجنائي الذي تم تدشينه مساء اليوم كذلك من طرف رئيس الجمهورية، قال وزير الداخلية إن هذا المختبر "يتكون من وحدة للبيولوجيا، والكيمياء، تستخدم DNA في إطار فحص العينات البشرية في مسرح الجريمة، ودراسة البصمات، ووحدة لفحص المواد المخدرة، والمؤثرات العقلية، والسموم، وأخرى لمعالجة بقايا طلقات الأسلحة النارية، والذخائر، كما يعتمد المختبر على نظام آلي للبصمات".
وأضاف أن المديرية العامة للأمن الوطني، "باشرت اكتتاب طاقم متكامل، من ضباط شرطة، متخصصين في الكيمياء، والبيولوجيا، والطب، والمعلوماتية، مع تأطير وتكوين مجموعة من ضباط الصف متخصصة في ميدان مسرح الجريمة".
وأبرز أن هذين المشروعين سيكون لهما الأثر الإيجابي على عصرنة ومضاعفة فعالية أداء الجهاز الأمني في مكافحة الجريمة، وضبط الأمن العام، مبرزا أنهما يشكلان، لبنة جديدة، في الاستراتيجية الأمنية المندمجة، التي أرسى دعائمها رئيس الجمهورية وحدد مقاصدها.
وكان عمدة بلدية لكصر محمد السالك ولد عمار قد أبرز، في كلمة ترحيب باسم السكان، أن هذا البرنامج الأمني يأتي ضمن الخطط التنموية التي يجري تنفيذها، مشيرا إلى الترابط الوثيق بين الأمن والتنمية.
وقال إن خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني أبرز التدخلات الهامة التي قامت بها الحكومة لصالح المواطنين في مختلف مناطق البلاد، مشيدا بالإنجازات التي تحققت في البلاد والتي طالت مختلف المجالات.
من جانبه أبرز سفير جمهورية الصين الشعلية، المعتمد لدى موريتانيا، لي بي جين الأهمية القصوى لهذا المشروع الذي يشكل أولوية للحكومة الصينية في مسار علاقاتها التاريخية مع موريتانيا؛ بالظروف التي طبعت إنجاز المشروع الذي قال إنه يعتبر لبنة جديدة في مسار علاقات الصداقة الصينية الموريتانية.
وعبرعن سروره بكون "هذا التدشين يتزامن مع الذكرى الــ 62 للاستقلال الوطني للجمهورية الإسلامية الموريتانية، متمنيا لموريتانيا مزيدا من التقدم والازدهار في ظل الامن والاستقرار