العلامة د.محمد المختار ولد اباه عميد الدراسات العربية والإسلامية في موريتانيا

 

 لا يمكن للكلمات أن تختصر مشاعر عارمة من الحزن والأسى انتابتني فور علمي بفقدان الأمة علما من كبار اعلامها وفارسا من ابرز فرسان النضال الوطني من أجل الهوية الحضارية العمربية الإسلامية الإفريقية لبلادنا
وبطلا من أبطال التنمية البشرية الوطنية أسس مدارس التكوين التربوي الأساسي والثانوي.
و رائدا للدراسات  الإسلامية  والأدبية والإنسانية الحديثة في هذه البلاد.
عالما موسوعيا منهجيا خلف رحمه الله عشرات الكتب المرجعية عن بلاد شنقيط في مختلف مجالات المعرفة
وكانت له اسهاماته المشهودة في مختلف الأكاديميات والمحافل والمنظمات العربية والإسلامية والإفربقية والعالمية.
ولا شك أن اي دارس للأدب الموريتاني يدين لهذا العلامة بما قدمه في حقل الدراسات الأدبية الموريتانية من خلال اطروحته الرائدة عن الشعر في بلاد شنقيط التي ناقشها بامتياز في نهاية الستينات من القرن الماضي، وكذلك اعماله اللاحقة.
كان لي الشرف الكبير ان طلب إلي أستاذنا وقدوتنا العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه عام 2011 أن أشاركه تأليف كتاب عن الشعر الموريتاني المعاصر  وقد وافقت على الفور    نظرا لما يحمله هذا العرض من أخلاق العلم والعلماء النادرة هذه الأيام فقد ءاثر هذا الباحث الرائد أن يشرك معه في التأليف عن الشعر الموريتاني المعاصر باحثا من جيل أصغر من النقاد الموريتانيين، وقد كان في غنى عن لذلك لمكانته النقدية والادبية المعروفة ولكنه - كما اخبرني-  ءاثر أن يختار  واحدا من الباحثين الموريتانيين المتخصصين في دراسة الشعر الموريتاني المعاصر  معتذرا في تواضع جم بانشغاله لفترة طويلة بالتاسيس لدراسة الشعر الشنقيطي القديم والدراسات العربية الإسلامية المختلفة.
وقد اتفقنا على تسمية الكتاب ( منتخبات من الشعر الموريتاني الحديث)
وبعد فترة من العمل المشترك في تأليف الكتاب انضم إلينا الأخ الفاضل د.احمد بن امبيريك حفظه الله حيث أكمل معنا تأليف الكتاب .
كانت تجربة رائعة اتفقنا فيها بتوجيه منه رحمه الله على ان يكون ما نكتبه عن الأعمال الشعرية الموريتانية وسطا بين المستوى الأكاديمي وبين الكتابة المباشرة بغرض التبسيط والشرح، كان يقصد السهل الممتنع وذلك ما نجح فيه نجاحا باهرا في الكتاب وكذلك زميلي وأخي أحمد بن امبيريك، واتمنى بدوري ان اكون قد وفقت في ذلك أو قريبا منه. ولعل اكبر دليل على ذلك النجاح - في نظري   وبتاكيدات القراء الفضلاء - هو الانسجام الأسلوبي والمنهجي للكتاب وعدم وجود تفاوت واضح أو تباعد بين اللغة النقدية في تعليقاتنا على قصائد الشعراء في مختلف تراجم الكتاب، ولاشك أن الدور الابرز في ذلك يرجع للعميد المرحوم محمد المختار ولد اباه وخبرته وتوجيهاته في الجلسات التمهيديةالتي سبقت الشروع في تاليف الكتاب .
لقد حقق استاذنا وعميدنا ماكان يصبو اليه من حرص على أن لايغفل في مساره النقدي العلمي دراسة الشعر المعاصر في موريتانيا والمساهمة في نقده وتعميق دراسته، وقد حقق الكتاب نجاحا كبيرا بين الشعراء والإعلاميين والقراء حيث صدر ضمن منشورات جامعة شنقيط العصرية عام 2013 التي اسسها د. محمد المختار وتولى رآستها شخصيا 
رحمه الله.
 كان الدكتور  محمد المختار ولد اباه قمة في الأخلاق وتواضع العظماء  صبورا على نشر العلم والتأليف طيلة حياته الحافلة بالعطاء والخير والصلاح.
 رحمه الله وتقبله في أعلى درجات الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
من صفحة الأستاذ الدكتور محمد الحسن ولد محمد المصطفى

اثنين, 23/01/2023 - 13:25