لزمان أنفو – رحل عن عالمنا ا الفاني الوالد والزعيم الوطني محمد الحافظ محمد فال الملقب حابه رجل الدولة والسياسة والخير والأعمال
برحيل حابه ولد محمد فال تطوى صفحة بيضاء نظيفة من تاريخ البلاد الموريتانية ..صفحة تجمع تاريخ موريتانيا الحديث بكل ما تحمل الكلمة من مدلول، حيث كان ولد محمد فال مؤسس العمل التجاري والأعمال مع الايام الأولى لتأسيس الدولة الوطنية في هذا المنكب السائب ..كان حاب جاهزا ماليا ومعنويا لتذليل كل الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تفرضها اكرهات إنشاء دولة من عدم وهي إكراهات بعضها سياسي وبعضها اقتصادي وبعضها مناخي، وبعضها اجتماعي.. وضع ولد محمد فال جميع علاقاته الاجتماعية والسياسية والمالية تحت تصرف الدولة الناشئة وقتها فكان له الدور المعتبر في التحالف الموريتاني المغربي في حرب الصحراء دفاعا عن حوزة البلاد الترابية كان داعما أساسيا للذب عن هذه الحوزة والدفاع عن الوطن من خلال احتضان وايواء طيارين وطاقم طائرا ت الجاكوار الفرنسيين الذين ساهموا في إنقاذ الوضع وقتها ،في منازله وتكلف بمؤونتهم،ولديه قصة طريقة حول هذا الموضوع سنعود إليها ..في الاقتصاد كان متصدرا من استجلبوا السلع التجارية الضرورية لهذا المنكب.. ومن أكبر ممولي السوق الناشئة بالبضائع .
و في جفاف الستينيات أخبرني الوالد والزعيم حابه محمد فال أن الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله طلب منه – خلال الجفاف الذي ضرب البلاد في ذلك الوقت – ان يتولى تنفيذ خطة لإنقاذ ما استطاع من الأبقار الموريتانية التي كانت في طريقها إلى الإنقراض، فقمت – يقول حاب- بشراء كل ما تبقى في منطقة الترازه من الأبقار من أهلها بأثمان رخيصة وأعددت لها مكانا مهيأ من ناحية توفير العلف والماء عند الكلم 7 من روصو و ذهبت إلى كولخ وجمعت من مزارعاها حمولة لعشرات الشاحنات الكبيرة من نبتة الفستق بوصفها الأكثر ملاءمة لتغذية الأبقار في تلك الظروف وقد شحنت هذه الشاحنات بمساعدة من الشيح ابراهيم ايناس، الذي أمر جميع مريديه هناك بمساعدتي على شحن هذه الشاحنات التي ذهبت بها إلى المكان المخصص للأبقار المتأثرة من الجفاف وقضيت أسبوعا في إسعافها ،وتقدر بعشرات الآلاف، حيث كانت مهمتي المكلف بها من طرف الرئيس هي الحفاظ على أكبر عدد منها حتى يصل الأمريكيين الذين سيتولوا انعاشها والعمل على ان لاينقرض النوع البقري من موريتانيا ونجحت يقول حاب في المحافظة على حياة عدة آلاف فقط من عشرات الآلاف وكانت مهمة ناجحة حسب المخطط له والاهداف المرسومة .
حافظ الزعيم حاب ولد محمد فال رغم اكراهات الواقع السياسي والتجاري على قيم كثيرة تحسب له ويندر او يستحيل ان يحافظ عليها من هو في موقعه منها الإيمان بقيم الجمهورية المدنية الصدق اتخاذ المواقف الجريئة التضحية من أجل المبادئ حب الصالحين والتصوف والأفكار اليسارية الراديكالية والأصالة والاعتزاز بتاريخ الأجداد وقيمهم أمور يمكن القول انه لم يستطع التوفيق بينها سوى ولد محمد فال المتربي في بيئة محافظة
واسرة معروفة تاريخيا بالتصدر في القيادة الاجتماعية ورجاحة العقل والكرم والسخاء ٠وله في ذلك أمثلة ونماذج واقعية في أطار وروصو والسنغال حيث كان مأوى لكل الموريتانين هذه هي الشهادات التي اتفقت عليها موريتانيا بكل أطيافها وهي تتوافد بالآلاف للتعزية،في منزله المعروف وبيته الأصيل في انواكشوط،على مدى أيام التعزية بعلمائها ورجال اعمالها وبسطائها وقبائلها
بوزرائها ونوابها وقضاتها واطبائها وسياسييها وقادة رأيها ومعلميها واساتذتتها من جميع الفئات ، منذ حكومات ولد داداه الى اليوم كل هؤلاء أجمعوا على تشبث حاب ولد محمد فال بمبادئه ووفائه وعهده الى آخر لحظة ،وتصدره مبادرات وطنية استثنائية اقتصادية وخيرية وسياسية وعسكرية لم يسبقه لها أحد ولم يفعلها أحد بعده، اذا هو رجل ليس كالرجال رحمه الله وادخله فسيح جناته ووفق خلفه لانتهاج نهجه ولنا عودة إلى مقتطفات من مواقفه الطريفة والعظيمة في مراحل حياته المملوأة بالعبروالتضحية والعظمة خاصة منها قصص حكاها علينا هو نفسه .