أطردوا السفير الفرنسي لتحترمكم فرنسا*

فرنسا دويلة استعمارية حاقدة ، على حافة نهاية هيمنتها ، تتوالى هزائمها في كل بقاع القارة الإفريقية ، تأبى أن تتخلى و هي على عتبة إجماع العالم على جنون قيادتها مفضوحة السخافة ، عن التدخل في شؤون الدول الأفريقية ، في عجزها عن فهم أو قبول أن العالم تغيَّر و أن فرنسا أصبحت في مؤخرته (كما تستحق) و أن الدول الإفريقية ستنتقل في وقت قريب (بتحريض منا حصريا) ، من مرحلة المطالبة بخروج فرنسا من القارة إلى مرحلة المطالبة بالتعويض عن ما نهبت و خرَّبت و سرقت من خيرات شعوبها و ما ارتكبت فيها من جرائم مشهودة و ما سببت فيها من ويلات و إبادات عن طريقة الحروب البينية و الأهلية و الاغتيالات السياسية و الانقلابات العسكرية و صناعة و حماية أعتى الدكتاتوريات فيها .

فليلتق السفير الفرنسي في نواكشوط ببيرام ، بتيام صامبا ، بكل عصابات البلد ، بكل عنصري مثله ، بكل عدو لنهوض القارة مثله ، لكل سخيف تجاوزه الزمن و لفظه التاريخ مثله..

لا جديد تحت الشمس أن يُعبِّر سفير فرنسي ، يعلن العداء للعروبة و الإسلام ، عن عدائه و احتقاره لبلدنا ، لكن الجديد القديم غير المقبول ، الخارج عن السياق الزمني ، المَدعاة إلى الشفقة على نظامنا ، هو أن يقبل بعد اليوم ، أي مسؤول “مسؤول” في بلدنا ، أن يلتقي بالسفير الفرنسي في نواكشوط ، قبل اعتذار فرنسا بالرجاء و الدموع ، عن احتقارها لشعبنا و دأبها على دق إسفين الفتنة بين مكوناته .

لست ممن يطالبون فرنسا بالتخلي عن عدائها لبلدنا ، لأنني أدرك جيدا بأنها مسألة وجود أو لا وجود بالنسبة لهم ، لكنه من واجبنا أن نفرض عليها أن تعادينا باحترام أو نعاديها باحتقار ، كما تريد و تستحق ..

من سخافة فرنسا و فشلها ، بسبب حقدها الأعمى ، أنها لم تستطع لا حتى اكتشاف تخبط بيرام المكشوف على خارطة الارتزاق !؟

لقد ظل المرتزق بيرام يُحظى بالدعم السخي لذراع فاغنير الإعلامي في المنطقة المتمثل في الثنائي العنصري ، الداعي للتمرد على فرنسا في القارة ، (البنيني – الفرنسي) سَمِي كِيبا (صاحب الحملة العالمية لمقاطعة البضائع الموريتانية بسبب سجن بيرام سنة 2018) و (السويسرية -الكاميرونية) ناتالي يامب (الممنوعة من دخول فرنسا و دول الأنظمة الإفريقية المحتمية بغطرستها) ، بالإضافة إلى الأفعى السامة ، تانوم لايل (صاحبة آغانيشا (TV) و هي سويسرية تَدَّعي أنها من أصول موريتانية على طريقة صار إبراهيما، تخصص كل خرجاتها المعادية لموريتانيا للنفخ في نضال بيرام بعد قناعة الاثنين أن هزيمة “عرب” موريتانيا تحتاج اتحاد كل السود عربا و زنوجا ، مُتخبِّطة بجهل مخجل في إشكالية الانتماء الحضاري العربي و الانتماء العرقي البربري ..

على النظام الموريتاني اليوم ، أن يدرك ما تحمله اللحظة و يفهم ما تتيحه و يستغل ما تأتي به : كل مشاكل موريتانيا العرقية ، كانت (منذ الاستقلال) ، من تخطيط و تأطير و تكوين و حماية و رعاية و تمويل فرنسا ؛ فكيف نُفهمُ نظامنا اليوم أننا أمام لحظة إركاع فرنسا ذليلة حقيرة !؟
أمام لحظة إخضاعها المَوْتورة عجزا و خجلا ..
أمام لحظة إملاء شروطنا بكل تبجح على أنفها المُمَرَّغ اليوم في كل بقعة إفريقية باحتقار و إذلال !؟

على النظام الموريتاني أن يطرد هذا السفير الفرنسي .. أن يقول لفرنسا بالواضح المتحدي ، إما أن تطردي إيرا و افلام من أرضك بعد تجريم إجرامهما في حق موريتانيا برعايتك و تحريضك و إما أن لا تنتظري منا غير ما يرد على عدائك لبلدنا ..

هذا الموقف سيجعل فرنسا تحترمكم أكثر و ليس العكس ، كما يعتقد البعض : هذا هو منطق السياسة ..
هذا ما يمليه فن القبض على اللحظة ..
هذا أول ما يجب أن تطرحه موريتانيا على طاولة شروط تحديد موقفها من هذا الصراع الكوني الذي حولها بموقعها الجيو-ستراتيجي ، إلى أهم بلد في المنطقة ؛ ألا يكون من الغباء أن نفسد اليوم (حتى) ما أصلحه الزمن !؟

يجب إخراج هذا السفير من أرضنا بعد لقائه الأحمق مع أعداء بلدنا ، على أرض بلدنا و استمرار تدخله السافر في شؤوننا الداخلية ..

– يجب أن تفهم فرنسا أن كل شيء تغير :
– من كانوا يعتبرون فرنسا بلدا ديمقراطيا فهموا اليوم أنها أكثر من يحتقر الديمقراطية و أكذب من يتشدق بها ..
– من كانوا يعتبرون مواجهة فرنسا في القارة أمرا مستحيلا ، أدركوا اليوم أنها أهون من بيت العنكبوت..
– من كانوا يعتقدون أن لا خيار لنا في التعايش مع إجرام فرنسا في حقنا ، أدركوا بما لا يدع مجالا للشك ، أن عظمة فرنسا كذبة تأبى الأوهام احتضانها ..

إن أي عمل اليوم ، دون طرد هذا السفير و إعلان عدم الرغبة في تواجده على أديم أرضنا ، هو عمل ناقص ، لا يحمل روح رسالتنا إلى فرنسا ، المصرة (في صداقتها الكاذبة مع بلدنا)، على احتفاظها الكامل بأجندة العداء له ..

لتفهم الصديقة الوفية فرنسا العظمى ، أنه لو تم تخييرنا اليوم بين أن تكون الفرنسية أو العبرية لغتنا الرسمية ، سنختار العبرية ، لأن صراعنا المرير مع أعداء الإنسانية علمنا أن العدو المكشر عن أنيابه أفضل من الصديق اللدود.

لتفهم فرنسا العظمى ، أن تحت كل فكرة عداء لبلدنا في أجندتها ، خط أحمر في كناش ذاكرتنا ؛ بأسبابه و أبعاده و تفاصيل الالتفاف على حقيقة إزعاجه للخبث الفرنسي الدفين ..

أطردوا هذا السفير الفرنسي إذا كنتم تريدون أن تحترمكم فرنسا .. إذا كنتم تريدون أن تغير فرنسا نظرة الدونية إليكم .. إذا كنتم تريدون أن تكون لكم دولة يحترمها العالم في صداقاتها و عداواتها و مواقفها و التزاماتها ..

كل سفير فرنسي في إفريقيا اليوم ، مطالب بإرسال تقارير ، عن عمله بما يخدم البقاء الفرنسي في بلد انتدابه ؛ فبماذا تفسرون أن تأتي تقارير سفيرها في نواكشوط عن لقاءاته مع بيرام و تيام صامبا ؟؟

ليتكم تعقلون ..
ألا ليتكم تعقلون ..

 

* سيدي علي بلعمش

أحد, 24/09/2023 - 21:05

إعلانات