( أيقظه من الذهول صراخ قوي غريب ، نهض غير متحمس لاستطلاع الأمر، فرأى قطا في عراك دام مع قطة وديعة لجارهم. هاله وحشية القط، وهاله أكثر استسلام القطة ومقاومَتها غير الجادة، والتي تحمل دعوة لمزيد من الاعتداء... لمح في عيني القط إصرارا على مواصلة الاعتداء، ومع كل ضربة يسددها كان يصدر صوتا ذكوريا أجش مخيفا ، ليبعث بمزيد من الخوف في نفس القطة، أو لعله كان يهيل لها عنفا لفظيا، وسبابا لغويا يتناسب مع هول ضرباته غير الرحيمة التي جرحتها في كل مكان.... وفجأة وبدون سابق إنذار هدأ كل شيء
وقفت القطة تلعق جراحها بكل سرور، وكأنها تستعيد متعتها، بينما وقف القط غير بعيد يتمطى، وقد انتصب جسده، وتعاظم كبرياؤه، ولمعت عيناه بالنشوى. )
إنه سادي، وهي مازوخية
السادي يتلذذ من آلام الآخرين، ولا بد له أن يرى تأثير الألم في عيني الضحية وعلى جسدها
السادية الجنسية انحراف لا تتحرك شهية صاحبه، ولا يستثار جنسيا، الا عبر عنف لفظي أو جنسي موجه للمرأة .أما المازوخية فهي انحراف نفسي وجنسي من خلاله تلتلذ الأنثى بعذاباتها من طرف الشريك، أي تستعذب تأليمه لها، سوى كان لفظيا او جسدياً، بل معظم المازوخيات لا يستثرن جنسيا إلا عن طريق الكلام الجارح او شبه الضرب. فكلمة صادمة قد تحرك كوامنها الجنسية، وتفتح شهيتها .
تلكم صور مرضية ترجع لأسباب نفسية دفينة في اللاشعور، مرتبطة بمراحل النمو النفسي الجنسي ،خبرات صادمة تعرض لها الطفل وتركت تشويها في تركيبه النفسي، وربطت الألم باللذة.
قطاع التعليم يتلذذ من عذابات طواقمه ، وطواقمه تتفق مواهبها و تجزل العطاء ، كلما امعنت الجهات الوصية في الدوس على ما تبقى من مكانة المدرس :
رواتب غير مجزية ، علاوات ضعيفة ، تحفيزات نظرية ، لوائح بالغياب تنشر لمن هم في الفصول ، وعلى رؤوس الاشهاد لتأكد حجم التلاعب و اللامبالاة ، تعينات وترقيات تنسج خيوطها تحت جنح ليل بهيم ، لا تراعى المعيارية ولا الكفاءة ولا الأقدمية .
ورد اسمي في لائحة الغياب وقد شاهدته فور انتهاء الحصة التي كنت اقدم لم اتفاجأ ، فالارتباك والتلعثم في تطبيق آليات انجاح المدرسة الجمهوية ، والحرص على إظهار جدية موهومة ، والنفاق السياسي المواكب لوهم الانجازات ، له ضحايا كثر ولعلنا منهم .
الكثير منا ينتظر وعودا بالترقية حسب المسطرة المعلنة اخيرا ، ولكن البعض يتوجس خيفة من صدور مذكرات فردية يتأبطها اصحابها خفية . يتواصل
سيد المختار عال بتاريخ 20_ 10_ 2023.
46773726 ** 20781920