على بعد ثلاثة اشهر ستقام انتخابات رئاسية في جو يطبعه سكون سياسي رهيب سيشكل حالة شاذة حتى في الأحكام الأحادية أحرى في الأنظمة التعددية.
لا شيئ على مستوى السلطة يوحي أن النظام يتهيأ لخوض حدث مصيري لمستقبله ولمستقبل الأمة.
لا حملة سابقة لأوانها و لا مبادرات تزلفية تنافسية يظهر فيها الناخبون الكبار قدرتهم على الحشد ويعرضون فيها بضاعتهم الانتخابية من ناخبين صغار و لا رجال أعمال يتوددون إلى ذوي قربى كادوا ينسونهم خلال نصف العقد المنصرم ولا أسعار تخفض لتجميل صورة الحياة البشعة خلال سني المأمورية الواشكة على الانصراف .
على الضفة الأخرى من نهر الديمقراطية تعيش مضارب المعارضة صمتا ورهبا كالذي يعتري من يعودون من الانتهاء من مراسيم دفن زعيم روحي كان الكل يسبح بحمده .
اختفت الأنجم التي تعود الجميع على الاستنارة بأفكارها وانتقاداتها وصمودها الأسطوري وقدرتها على حشر مرشح النظام في زاوية التزوير و استغلال النفوذ وموارد الدولة خشية الوقوع في فخ الشوط الثاني الذي قد يؤدي بالمؤلفة قلوبهم وأصحاب المطامع إلى النكوص عن مرشح النظام وهو ما قد يحدث مفاجأة هدف اللحظة الأخيرة في مباريات السباق الرئاسي.
عجز الكل عن إيجاد المرشح المنافس، يقال إن النظام عرض على شخصيات وطنية الترشح لمنافسته لتكتسي الانتخابات الرئاسية القادمة شرعية بعدما عجز النظام عن خلق مشروعية تجعل الناخب يقتنع بإعادة انتخابه وفاء لانجازاته.
أما أطلال المعارضة فهي لا تزال تعيش تحت تأثير زلزال الانتخابات التشريعية السابقة والتي كانت نتائجها أقرب إلى أحداث الخيال العلمي منها إلى ثمار نضال أكثر من ثلاثة عقود من المواجهة مع أنظمة كانت أكثر شراسة و ديكتاتورية من النظام الحالي.
لا مهرجانات معارضة تعري مساوئ النظام وتكشف حجم الفساد.
وحدها أجنة ألاحزاب المعارضة نسمع لها صراخا على مستوى العالم الافتراضي خرجات إعلامية بيانات تنديد على الرغم من حرمانها من أكسجين الاعتراف الذي تتحكم وزارة الداخلية في قنيناته.
أهو السكون الذي يسبق العاصفة ؟
وأي عاصفة تنتظر المشهد السياسي ؟
الكل حيران والكل يرد حوض محمد ولا يريد انتزاع غرفات منه بل يريد شفاعته.
فهل استنفدت النسخة الموريتانية من الديمقراطية أغراضها وأصبح لزاما علينا البحث عن نموذج آخر للحكم ؟
البلد اليوم على شفى جرف هار :
جبهة داخلية مزقها الفساد والتهميش والإقصاء فر من فر إلى الخارج ولم يبق إلا المستضعفين من الرجال و النساء والولدان الذين لا يجدون حيلة.
قادة المعارضة رفعوا الراية البيضاء معلنين التقاعد السياسي.
أصبح الكل زاهدا في كرسي الرئاسة فأي فيروسات اجتاحته؟
المشهد كئيب كئيب وأمام مستقبل البلاد ألف سؤال وسؤال.
شيخنا محمد سلطان.