ستكون هذه الانتخابات بإذن الله ، هي الأخيرة من جيلها..
كل المعطيات تؤكد أن الانتخابات القادمة ستشكل تحولا صادما لكل من يراهن على استمرار الفساد :
لقد أصبح الجميع و على رأسهم رئيس الجمهورية ، يدرك أن الفساد طال كل شيء في هذا البلد و لم يعد هناك وقت لغير استئصاله.
و الحرب على الفساد ، لا تقبل أنصاف الحلول و لا استثناء البعض و لا التراخي في بعض أوجهها و لا المغالطات المتذاكية المتذرعة بمسألة الوقت و ترتيب الأولويات و اختلاف التبريرات الواهية .
سيدي الرئيس ،
موريتانيا غارقة في الفساد الضارب في الأعماق و النفوس و الجذور ، لن يحل مشكلتها خطاب رئيس في حملة و لن يَحُلَّ مشكلة الرئيس ترتيب أولويات ، تحوِّلُ قضية الشباب إلى دليل على عقم الخيال الإبداعي في البلد ..
الاهتمام بالشباب خارج مقاعد الدراسة و التكوين و إنشاء الجامعات و المعاهد و تطوير المناهج و وسائل التثقيف و حل مشكلة نسبة النجاح في البكالوريا و مراجعة ميزانية التعليم ، هو تحويل مشكلته من عضوية قابلة للحل إلى بنيوية تتطلب العودة إلى مربعات البدايات البعيدة .
و لأن الفساد أخذ كل الصفات و الأسماء في هذا البلد ، لن يهم أن يسميها أي متهم بيضة أو دجاجة .. لن يهم أن يسميها "عزيز" أموال حملة أو مساعدات شيخ خليجي أو يسميها مقاول "جوال" حملة تشويه مركونة أو حاملة طائرات موجهة أو يسميها عميل مُتَغَشِّم اتهامات مختلقة أو نغمة زائدة الحمولة ..
إذا لم يقم الرئيس بإصلاحات في العمق و بأعلى درجات الجدية و الصرامة ، سيطور المفسدون أساليبهم و يمتصون حماس حملة الإصلاح بهدوء لتتحول مع الوقت إلى دعاية كاذبة . و هذا هو سبب إصرارنا على البدء بإبعاد المفسدين !!؟
و مع أنني أكثر من يفي لهذا النظام (لأسباب أتمسك بها لنفسي) ، لست ممن يتغنون بفوز غزواني و إنما بفوز موريتانيا و انتشالها من مخالب المخربين ، في معركة صعبة ، لاحظ الجميع فيها وجود أياد خفية بارعة المكر تعمل على تخريب كل ما يخدم الرئيس و ما يساهم في بؤس المواطنين و إنهاك البلد !!
و لست ممن يتراقصون على وقع مأمورية جديدة ، لا تعلن في الحقيقة غير بداية نهايتها ؛ و إنما على تَوَقُّع قدوم أخرى ، لن تستطيع أنامل النظام المرتعشة حياكتها من جلباب أي مأمورية مرقعة .
إن ما نراهن عليه اليوم ، هو وعي الرئيس غزواني بخطورة الوضع و بضرورة التغيير و بإمكانيته إذا وجد رجاله.
انتهينا الآن ، من إبعاد شبح الفوضى عن البلد بهزيمة كل فلول الخيانة و منظريهم و مخططي أجنداتهم الشيطانية ..
و علينا اليوم ، أن نبدأ حملتنا على الفساد و هي معركة يجب أن تتضح للجميع كل ملامح جديتها من خلال اختيار أعضاء الحكومة القادمة ، من دون محاولة إقناع الناس بتغيير آرائها في من يشهد الجميع على فسادهم و تشهد عليهم أنفسهم بما يملكون من وسائل لا يستطيعون تبرير أصولها !!
و الحكومة في بلدنا (و هو بُعدٌ آخر من أبعاد الفساد) ، لا تقال للوزراء دون السفراء و الأمناء العامين و المحاسبين و رجال الأعمال و الأصدقاء و النافذين (…)
ستكون هذه المأمورية امتحانا حقيقيا لحكمة و حنكة و فطنة و حضور ولد الغزواني ؛
إما بالتخلص السريع و الحاسم ، من المفسدين و تنفيذ وعده بـ"ضرب الفساد بيد من حديد" و إصلاح الإدارة و القضاء و تفعيل أجهزة الرقابة ، في توجه واضح ، لا يستثني مفسدا و لا يتجاوز أي بؤرة فساد و لا يتذرع بالأولويات و لا الضرورات الواهية .
و سيجد الشعب الموريتاني كريما ، نبيلا ، متسامحا و مستعدا لنسيان كل الماضي ( ما عدا ما يرتبط منه باللئيمين الخائنين : عزيز و بيرام) ..
و إما أن تحمله موجة المفسدين و تقنعه بأن لا حل إلا بالهروب إلى الأمام و مواصلة الفساد و تبني سياسة إنتاج مزيد من المفسدين و مزيد من الأغبياء و مزيد من تجار التزوير و مزيد من رجال أعمال الاحتيال ، باسم "مأمورية شباب و محاربة فساد" ، لا تمنح الأول إنشاء جامعات أفضل و لا معاهد أرقى و لا تمنح الثاني إلا لائحة شباب منتقَى ، أكثر استعدادا للانخراط في موضة الفساد و التزلف المكشوف ..
لقد أدرك غزواني قطعا (و هذا أهم ما يحتاجه في مأموريته الثانية) ، أن من حوله عصابة منظمة و نافذه و ماكرة ، تعمل على إبعاد كل من يستطيع أن يسدي له النصح أو ينبهه على أخطاء فادحة أو يأتيه بأفكار بناءة أو يُفصِّلَ له أسباب مغاضبة كل من أوفوا له و حوَّل هؤلاء علاقة ودهم إلى عداوة دفينة بلا تفسير !!
سنتابع برنامج إصلاح فخامة رئيس الجمهورية ، انطلاقا مما جاء في إعلان ترشحه ، حتى لا نعطي غوغاء التزلف أي حجة في قول أننا نظلمه ، لأننا ندرك جيدا أن المفسدين يعملون بمهارات عالية على إقناع الرئيس بأن كل عدو لهم هو عدو له ..
# سنرى و نفهم حتما ، من يسميهم غزواني بالمفسدين ..
# سنقف على ما يعتبرها بؤر الفساد الأهم..
# سنهتم بتحديد زاوية اقتحامه للفساد و هل يواجهه حقا بذخيرة حية أو هي مجرد ذخيرة الدعاية الميتة التي لم تقتل قط غير آمال شعبنا المنهك !!
و لأنه واجبنا المقدس و دين لنا على غزواني ، بعد ما جاء في إعلان ترشحه ، سنتابع لحظة بلحظة ، خطوة بخطوة ، فاصلة بفاصلة ، خلفية كل تعيين و تناغم كل قرار مع روح أجندة الإصلاح ..
# سنساير بتعقل ، كل الصعوبات ..
# سنتفهم ترتيب الأولويات و قهر الإكراهات ..
# سنترفع عن الصغائر ملء ما تحتاجه البدايات ..
# سنُعطي الوقت كل ما يحتاج من وقت ؛
آملين أن نتعلم من غزواني كيف نعتذر للأصدقاء ،
كيف نبعد الأقارب ،
كيف نحدد الأعداء ،
كيف نهيئُ الأرضية لمفاهيم زمن آخر (…)!!
مصير ولد الغزواني يعود إليه اليوم من جديد ، في فرصة أخيرة ، يستطيع تحويلها إلى فرصة خلود ، إذا قام بثورة إصلاحات تجعل الجمهور الواعي جدا و العنيد جدا ، يطالب باستمرار برنامجه ؛ و لن يجد لحظة أكثر أمانا للدوران بأي اتجاه ، أكثر من هذه !!
و لا شك أن الرئيس غزواني يفهم جيدا معنى أهمية حضوره في زمن ما بعده و إن كنت أشك في أنه يدرك بما فيه الكفاية ، أن الزمن يتغير بسرعة مذهلة !!
بالحكمة و الحنكة ، يستطيع الرئيس غزواني (بثورة إصلاح حقيقية) ، أن يصبح أهم من الجميع في مشهد ما بعد مأموريته الثانية إذا تخلص من هذه البطانة المشؤومة التي يستحيل أن يقنع المجتمع بصدق أي توجه تحتل واجهته ..!