الإدارة الموريتانية إلى متى ؟ احمد سيدي محمد الكصري

 

 

الإدارة الموريتانية تعاني من مجموعة من المشاكل مهما كانت الإدارة ولتسليط الضوء على هذه المشكلة اخترت أن استعمل مؤسسات التكوين التقني والمهني كنموذج لأني موجود في هذا الميدان فالرؤية تكون أوضح

 

مشاكل التسيير والعدالة في مؤسسات التكوين التقني

في البلد وأثرها على جودة التكوين

تعاني مؤسسات التكوين التقني والمهني في موريتانيا من مشاكل كبيرة تؤثر على جودة التكوين ومستوى التعليم المقدم. من بين هذه المشاكل سوء التسيير وعدم العدالة بين الموظفين، بالإضافة إلى غياب الاجتماعات الدورية وعدم تفعيل الكفاءات المتوفرة، هذه القضايا تعيق تقدم النظام التكويني وتنعكس سلباً على سوق العمل واقتصاد البلد.

 

سوء التسيير في مؤسسات التكوين التقني في البلد

 

سوء التسيير في مؤسسات التكوين التقني في البلد يظهر في عدة جوانب :

1. غياب التخطيط الاستراتيجي: كثير من المؤسسات تفتقر إلى خطط واضحة لتحسين البرامج التكوينية وتطوير البنية التحتية.

2. نقص الموارد: سوء إدارة الموارد المالية والبشرية يؤدي إلى نقص في المعدات والتكنولوجيا اللازمة.

3. ضعف الكفاءات الإدارية: تعيين غير المؤهلين في المناصب الإدارية يضعف الأداء العام للمؤسسة.

4. غياب الاجتماعات الدورية: عدم عقد اجتماعات دورية لمناقشة التحديات ووضع الحلول يؤدي إلى غياب التواصل الفعّال بين مختلف الإدارات والأقسام.

5. عدم معرفة المديرين أو تجاهلهم في تقدير مؤهلات العمال : هذا يعكس عدم استخدام الكفاءات المتوفرة في الكثير من المهام بشكل فعّال، مما يؤدي إلى تضييق الاستفادة على عدد محدود من الأفراد.

6. فترة إدارة المديرين: عدم تغيير المديرين بشكل دوري (لا يتعدى خمس سنوات) يحرم المؤسسة من الاستفادة من خبرات مدراء آخرين ولا يتيح الفرصة للمديرين لتقديم خبراتهم لمؤسسات أخرى. في كثير من الأحيان، لا تكون هناك خبرة جيدة لدى المديرين الحاليين مما يزيد من مشاكل التسيير.

 

عدم العدالة بين الموظفين في مؤسسات التكوين التقني

 

عدم العدالة في التعامل مع الموظفين يتجلى في:

  1. التفاوت في الرواتب : عدم المساواة في الرواتب بين الموظفين الذين يحملون نفس المؤهلات ويقومون بنفس العمل يخلق جوًا من الاستياء.
  2. عدم الشفافية في الترقية : عدم وجود معايير واضحة وشفافة للترقيات يؤثر سلباً على تحفيز الموظفين.
  3. عدم تفعيل الكفاءات المتوفرة : عدم استثمار الكفاءات المتاحة وتجاهل القدرات التي تتمتع بها الفئات الأقل تقدما في الوظائف من الأكثر تقدماً في الوظائف، مما يؤدي إلى حصر الاستفادة على ذوي الوظائف الأكبر.

 

تأثير هذه المشاكل على جودة التكوين

 

تؤدي مشاكل التسيير وعدم العدالة إلى عدة نتائج سلبية:

  1. تدهور مستوى التكوين: انخفاض مستوى التكوين بسبب نقص الموارد والكفاءات يؤثر على جودة الخريجين.
  2. ارتفاع معدل التسرب: يفقد الطلاب الثقة في النظام التكويني مما يزيد من معدلات التسرب.
  3. عدم توافق المهارات مع سوق العمل: يخرج الطلاب بمهارات غير ملائمة لاحتياجات سوق العمل، مما يزيد من معدلات البطالة.

 

الحلول المقترحة لتحسين الوضع في البلد

 

لتحسين الوضع في مؤسسات التكوين التقني في موريتانيا، يجب اتخاذ عدة خطوات:

  1. تحسين الإدارة : تعزيز الكفاءات الإدارية من خلال التكوين المستمر واعتماد معايير واضحة وشفافة في التسيير.
  2. العدالة في التعامل مع الموظفين : ضمان المساواة في الرواتب والترقيات والتعامل العادل مع الكفاءات.
  3. توفير الموارد اللازمة : تأمين التمويل الكافي لتجهيز المؤسسات بأحدث المعدات والتكنولوجيا.
  4. عقد الاجتماعات الدورية : تنظيم اجتماعات دورية بين مختلف الإدارات والأقسام لمناقشة التحديات ووضع خطط التحسين.
  5. تفعيل الكفاءات المتوفرة : استثمار الكفاءات المتاحة وتوفير الفرص للموظفين الأكفاء لتولي المناصب القيادية وتقديم مساهماتهم بشكل فعال.
  6. تقدير مؤهلات العمال بشكل صحيح : تعزيز قدرة المديرين على تقييم مؤهلات الموظفين واستخدام الكفاءات بشكل فعال لتحقيق الأهداف المؤسسية.
  7. فترة إدارة المديرين : تحديد فترة إدارة المديرين بخمس سنوات كحد أقصى لضمان تجديد الدماء والاستفادة من خبرات جديدة، وكذلك إتاحة الفرصة للمديرين لنقل خبراتهم إلى مؤسسات أخرى.
  8. الشراكة مع القطاع الخاص : التعاون مع القطاع الخاص لتحديث المناهج وتقديم فرص تكوينية عملية للطلاب.

 

الخلاصة

 

تحسين التسيير وتعزيز العدالة بين الموظفين، وعقد الاجتماعات الدورية، وتفعيل الكفاءات المتوفرة، وتقدير مؤهلات العمال بشكل صحيح، وتحديد فترة إدارة المديرين في مؤسسات التكوين التقني في البلد يعتبر من الخطوات الأساسية لتحسين جودة التكوين وتلبية احتياجات سوق العمل، من خلال معالجة هذه المشاكل، يمكن لهذه المؤسسات أن تلعب دورًا أكبر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد.

 

 

وجهة نظري

والله الموفق

انواكشوط بتاريخ : 17 يوليو 2024

 

أحمدو سيد محمد الكصري

 

مكون معلوماتية وقابلية التشغيل

منهجي في مجال هندسة التكوين

خبير وطني في مجال التوجيه المهني

جمعة, 19/07/2024 - 15:13