يمكن استخدام أدوات PESTEL وSWOT بشكل فعال لتحليل وصياغة استراتيجيات لزيادة الوصول إلى مدارس التكوين المهني في المدن داخل البلاد. توفر هذه الأدوات فهمًا أفضل للعوامل التي تؤثر على توفر هذه المدارس وإمكانية الوصول إليها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الفرص والتحديات الخاصة بهذه المناطق.
استخدام تحليل PESTEL لتحسين الوصول إلى مدارس التكوين المهني في المناطق الداخلية
1. السياسة:
العوامل التي يجب تحليلها: الإرادة السياسية للحكومة المركزية والمحلية لتطوير التكوين المهني في المناطق النائية، وتحقيق اللامركزية في الخدمات العامة، وبرامج دعم التكوين في المناطق الريفية.
أداة للعمل: تعزيز السياسات التي تشجع على فتح مراكز التكوين في المدن الداخلية، مع تقديم حوافز ضريبية أو إعانات دعم للبنية التحتية التكوينية. على سبيل المثال، يمكن وضع سياسات محددة لدعم تمويل هذه المدارس في المناطق المحرومة.
2. اقتصادية:
العوامل التي يجب تحليلها: نقص الموارد المالية في المدن الداخلية، والاعتماد الاقتصادي لهذه المناطق على قطاعات معينة (الزراعة والتعدين وغيرها)، والأثر المحتمل لمراكز التكوين على التنمية الاقتصادية المحلية.
أداة للعمل: تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتمويل بناء المدارس وتجهيزها. ومن الممكن أن يُظهر التحليل الاقتصادي أيضًا كيف يمكن للتكوين المهني أن يخلق فرص عمل في القطاعات الرئيسية لهذه المناطق، وبالتالي يبرر زيادة الاستثمار.
3. الاجتماعية:
العوامل التي يجب تحليلها: تصور التكوين المهني في المجتمعات الريفية، وانخفاض معدل التكوين والمشاركة في التكوين الفني، والاحتياجات المحددة للشباب والكبار في هذه المناطق.
أداة للعمل: تكييف برامج التكوين مع الاحتياجات المحلية من خلال تسليط الضوء على المهن المطلوبة، مثل الزراعة أو الحرف اليدوية أو المهن الخدمية، وزيادة الوعي بين السكان بأهمية التكوين المهني للتنمية الإقليمية.
4. التكنولوجية:
العوامل التي يجب تحليلها: محدودية الوصول إلى التقنيات الجديدة والبنية التحتية التكوينية الحديثة في المناطق الريفية.
أداة للعمل: إنشاء منصات للتعلم عن بعد أو مراكز تكوين متنقلة باستخدام التقنيات الرقمية لخدمة المناطق النائية. ومن الممكن أن تعمل حلول مثل التعلم الإلكتروني على تسهيل الوصول إلى التكوين دون الحاجة إلى بنية تحتية مادية كبيرة في جميع المناطق.
5. البيئية:
العوامل التي يجب تحليلها: القيود الجغرافية والبيئية في مناطق معينة، مثل الوصول إلى وسائل النقل، أو المسافة من المراكز الحضرية، أو الظروف المناخية التي قد تجعل الوصول صعباً.
أداة للعمل: تشجيع استخدام الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) لجعل المدارس أكثر استقلالية وتحسين إمكانية الوصول إلى المناطق النائية بفضل البنية التحتية البيئية.
6. قانوني:
العوامل التي يجب تحليلها: القوانين واللوائح التي تحكم إنشاء المدارس المهنية، وكذلك حقوق الطلاب في المناطق النائية.
أداة للعمل : تكييف الأطر التشريعية لتشجيع إنشاء المدارس في المناطق الريفية، مع آليات تسهل الحصول على التراخيص وتبسيط الوصول إلى التمويل العام أو الخاص.
استخدام تحليل SWOT لتقييم التوسع في التكوين المهني في مدن داخل الدولة
1. نقاط القوة:
• الطلب القوي على المهن التقنية والعملية في المناطق الريفية.
• قرب مراكز التكوين من قطاعات النشاط المحلية (الفلاحة، الصناعة التقليدية، صيد الأسماك، إلخ)، مما يجعل من الممكن تكييف التكوين مع الاحتياجات الحقيقية لهذه القطاعات.
• التزام بعض المجتمعات المحلية والسلطات الإقليمية بتعزيز التكوين.
2. نقاط الضعف:
• نقص البنية التحتية التكوينية والمدربين المؤهلين في مدن الداخل.
• انخفاض جاذبية مراكز التكوين في هذه المناطق، خاصة بسبب الظروف المعيشية الصعبة أو نقص الموارد.
• ارتفاع تكاليف إنشاء مراكز التكوين في المناطق النائية، مع عائد على الاستثمار على المدى الطويل.
3. الفرص:
• ومن الممكن أن يساهم إنشاء مراكز التكوين في التنشيط الاقتصادي لهذه المدن من خلال تكوين القوى العاملة المحلية المختصة وتحفيز الصناعات الصغيرة.
• تطوير قطاعات اقتصادية جديدة، مثل الطاقة المتجددة أو الزراعة المستدامة، حيث يمكن للتكوين أن يلعب دوراً رئيسياً.
• فرصة إقامة شراكات مع المنظمات غير الحكومية والشركات المحلية والمنظمات الدولية لتمويل وإدارة مدارس التكوين المهني.
4. التهديدات:
• عدم اهتمام الشباب بالتكوين المهني إذا لم يُنظر إليه على أنه يوفر فرصًا وظيفية قابلة للحياة.
• الصعوبات اللوجستية المرتبطة بالنقل والبنية التحتية والوصول إلى الموارد الجيدة لمراكز التكوين الواقعة بعيداً عن المدن الكبرى.
• غياب المراقبة والتمويل المستمر من قبل السلطات المحلية والمركزية.
خاتمة
تعتبر تحليلات PESTEL وSWOT، التي تتكيف بشكل جيد مع الخصائص المحلية، أدوات قوية لتحديد الأدوات الاستراتيجية لزيادة الوصول إلى مدارس التكوين المهني في المدن الواقعة في المناطق الداخلية من موريتانيا. ومن خلال أخذ الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والقانونية في الاعتبار، يمكن للسلطات وأصحاب المصلحة تخطيط وتنفيذ حلول مصممة بشكل أفضل للتغلب على تحديات الوصول إلى التكوين في المناطق الريفية. تتيح هذه الأدوات أيضًا استكشاف نقاط القوة والفرص الخاصة بهذه المجالات مع توقع العقبات ونقاط الضعف المحتملة لضمان تنمية متناغمة ومستدامة للتكوين المهني في جميع أنحاء البلاد.
أحمدو سيدي محمد الكصري
مكون معلوماتية وقابلية التشغيل
خبير وطني في التوجيه المهني
منهجي في مجال هندسة التكوين