وزارة التربية والبحث عن الهوية الضائعة


إن المتابع لمسار وتسميات الوزراة يلاحظ التخبط والتعثر الذي مرت به حيث انتقلنا من وزارة واحدة تشمل الاساسي والثانوي والعالي الى فك الارتباط بين الاساسي والثانوي ، ثم اعيد الالتحام ، ثم غير الاسم واضيف له اصلاح نظام التعليم ، واخيرا ظهر اسم وزارة التربية .ان رحلة البحث هذه  عن الهوية الضائعة، تشي بأن ثمة توجها خجولا ، وبحثا على غير هدى للخروج من الوضعية البائسة التي يعيشها القطاع .
وليست عمليات اعادة النظر في  المناهج والبرامج المتلاحقة والتي يجب بعضها بعضا ، واعتماد اللغة الفرنسية ، ثم الازدواجية ،  ثم العربية ،  الا  تجلي لهذه الإرادة المهزوزة ،  التي تعاني صرعا من نوع " احجام  ، اقدام ". 
ان الامر لن ينصلح الا بالاستثمار الناجع في المصادر البشرية ، تأهيلا وتكوينا  وتشجيعا ، ثم  بالمعيارية الصارمة على كل المستويات : التحويلات ، الترقيات ، التعينات، التشجيعات ، الإكراميات.
ولا بد من الإشادة بعملية ادخال بعض المدرسين لنواكشوط التي اعتمدت معايير  واضحة وشفافية حددت الأقدمية بالسنوات  والأشهر بل وحتى بالأيام . والموضوعية تقتضي ذكر تحسن طرأ على بعض المرافق التعليم الحيوية    كإدارة التعليم الحر ، حيث شهدت إنسيابية في  أذونات التدريس  ، وسلاسة في  الاذونات المؤقتة لافتتاح المؤسسات الحرة ، والمراقبة المكثفة  للمؤسسات التي تقع تحت وصاية القطاع.  
ونرجو من الله العلي القدير ان تجد السيدة الوزيرة وامينها العام ، في  الهيكلة الجديدة المزمعة للوزارة الفرصة في انزال الناس منازلها ، حسب معايير موضوعية  عادلة تعيد رسم الوزارة من الاقسام مرورا بالمصالح والادرات المركزية  والجهوية  وحتى المستشارين والمكلفين بمهام
كما نرجو  تخصيص يوم في الأسبوع لمقابلة المدرسين ، يكون بمثابة ملاذ للمظلومين و المضطهدين من طرف مرؤسيهم ،  في هذا  القطاع الذي  لا يراعي بعض مسؤوليه إلا  ولا ذمة  في من يعمل تحت وصايته وكأنما قلوب هؤلاء  قدت من حجر .
 و  ننبه الوزيرة _ من وحي المعاينة والمشاهدة  _إلى انه بات من  اللازم  خضوع  من توكل لهم إدارة  المرافق  العامة  ، لأختبار  أخلاقي و نفسي عصابي  تشخيصي ،  فالمرضى وخاصة الساديون _ الذين يتللذذون من مآسي وآلام  الغير _ لا يصلحون لتدبير الهم  العام .
 فمكلف الأيام ضد طباعها
  متطلب في الماء جذوة نار.
فمن لا أخلاق له ولا يستشعر هموم وشجون الناس ، ولا يؤمن بالحد الادنى  من ثقافة   الاعتذار  ، لن ينجح في تدبير شأنه الشخصي ، ناهيك عن العمومي .

 

_ يتواصل _
سيد المختار عال ، روصو بتاريخ   18_ 10_  2024
 46773726

سبت, 19/10/2024 - 13:35

إعلانات