أكد..سعادة الشيخ المحفوظ بن بيّه، الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم، رئيس "لجنة الدين والمجتمع المدني للذكاء الاصطناعي" أن منتدى أبوظبي للسلم يتبنى مقاربة "أولي بقية" والتي تتقاطع مع نظرية "الأقلية المبدعة التي تصنع التاريخ" بحسب عبارة المؤرخ الأمريكي توينبي.
جاء ذلك في كلمة له بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحريات الدينية، الذي عقد في بالعاصمة التشيكية: تحت عنوان "البحث عن التفاهم في عصر الأزمات"، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والفكرية وصناع السلام عبر العالم.
وأضاف بن بيه ، ان المنتدى، انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات، أصبح اليومَ بشهادة الكثيرين من صناع القرار والمراقبين الدوليين هو الشريك الأبرز والأهم للفعاليات الكبرى العالمية في مجال الحريات الدينية وتعزيز السلم.
وفي نفس السياق استعرض سعادة الأمين العام الشبكة الواسعة للشراكات المتعددة التي تربط المنتدى بمختلف الجهات المعنية في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة وأوروبا والعالم الإسلامي، والتي من خلالها يهدف المنتدى إلى التأسيس لنوع جديد من الحوار التعارفي، يرتقي بالحوار الديني والحضاري إلى مستوى حوار المفاهيم وبناء التعارف حول المشتركات الإنسانية.
وبخصوص تنامي حركات الكراهية ومعاداة المسلمين ، أكد الشيخ المحفوظ بن بيه أن هذه الحركات هي الحليف الموضوعي والشريك الفعلي للحركات الدينية المتطرفة، حيث يغذّي كل واحد من الطرفين الطرف الآخر، ويقدّم له العناصر الضرورية لنموه ووجوده، ولذلك فعندما نكافح التطرّف فنحن نكافح المعاداة للإسلام ومشاعر الخوف من المسلمين، وبالمقابل عندما نواجه مشاعر العداء للمسلمين فنحن أيضا نقضي على البيئة المساعدة لنمو حركات التطرف واستغلال الخطاب الديني.
واستعرض سعادة الأمين العام الرؤية الإماراتية التي تقدم للعالم نموذجا حضاريا متجسدا على أرض الواقع للتعايش من خلال المراهنة على قيم السلام والأخوة والإنسانية والتضامن في مقابل قيم الكراهية والتنابذ التي يراهن عليها صناع الموت.
وفي هذا السياق استلهم الشيخ المحفوظ حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان معتبرا ان صناعة السلام ليست مجرد وظيفة اومهنة محددة تمتد من المهد إلى اللحد مضيفا ان هذا يحتّم على محبي السلام جميعا واجب الحفاظ على جذوة الأمل متّقدة ومشعل الرجاء مضيئا، مهما أظلمت الآفاق وتلاحقت الأحداث.
واستعرض بهذا الصدد الوثائق الإماراتية الكبرى كإعلان أبوظبي للسلام (2014) وإعلان مراكش (2016) ووثيقة الأخوة الإنسانية (2019) وميثاق حلف الفضول الجديد (2019)، وإعلان أبوظبي للمواطنة الشاملة (2021)، وغيرها من الوثائق والإعلانات التي تعتبر معالم ومنارات مشعة على طريق الاستئناف الحضاري، وميلاد إنسانية الأخوة والتضامن.
يذكر أن مؤتمر الحريات الدينية هو مبادرة دولية بالتعاون بين منظمة الحريات الدينية الدولية وعدد من الحكومات لنشر الوعي العالمي بقضايا الأقليات الدينية وما تتعرض له من اضطهاد وانتقاص لحقوقها، ولبناء مقاربات تشريعية واجتماعية لتعزيز نماذج المواطنة الشاملة والتفاهم الإنساني.