لقدعاد الزمن الى بداياته حيث الغابات الكثيفة الغنية بمعاشات كافة الساكنة من مخلوقات رائعة الخلق والتكوين ، ويحكمها ويتحكم فيها اعتى السباع الضارية المستبدة واكثرها فتكا بالمحكومين ،وهنا يستحضرنى كتاب الجاحظ حول النظام القانوني لحيوانات تلك الغابات ،وكونهم اجتمعوا ذات يوم بدعوة من الاسد الاقوى لكبرى الغابات وفى غابته السعيدة وخطب فيهم قائلاسامنحكم دستورا من مادة واحدة مفادها اننى،، لااسال عما افعل وانتم تسالون،،فاشارو ا اليه جميعا بالموافقة مع ابداء الغبطة والسروروهكذا كانت مادة دستوره الوحيدة قابلة للتاويل ضده وهومافات عليه وان كانت اطلقت له العنان فى البطش والتنكيل واستغلال الرعية الشيئ الذى ملانفوس زعامات الغابات الصغرى من السباع الاقل قوة غضبا وتمردا فاجتمعواوقرروا التخلص منه وتقديمه لمحاكمة شكلوها برئاسة ثعلب ذكي ومستشارين تم اختيارهم من سادة الفيله وسادة الطيوروغيرهم من الساكنة وشخصية مرموقة من صغار السباع قدمت الاتهام على لسان ثوار طبقة السباع المظلومة ،فالتفت مقدم الاتهام الى سيد الاسودالمطاح به قائلاله نحن نمنحك حق الاستعانة بمدافعين عنك ،وهذا الحق نمنحه نحن ايضا لساكنة الغابة الذين عانوا من ظلمك وسندفع نحن عنهم الفاتورة،فاستدعى وهو فى قفص الاتهام مجموعة من الباباغاوات لمساعدته وذكرهم بالمادة الدستوريةمحذرا اياهم من الاحتجاج بغيرها،كما انتدبت حيوانات الغابة مجموعة اخرى من الباباغاوات وامروهم بتكرارما يقوله مقدم الاتهام،فاصدرالثعلب حكمامفاده انه احتار فيما سيحكم به لان معاونى المتهم ركزوا على مادة الدستور الوحيدة ،ولان معاونى سكان الغابة ردوا عليهم بان الافعال المقصودة فى المادة هى الافعال داخل الغابة الكبرى وليست الافعال التى ترتكب خارجها فى الغابات الصغيرة وهكذاظل الغموض سيدالموقف وظلت العدالة غائبة لان الحيوانات ليست صاحبة ابتكاراصلاوهكذا عالمنااليوم على كوكبنا الارضي
ذ/محمدكوف الشيخ المصطف العربي
محام لدى المحاكم الموريتانية
دكتورفى القانون الدولي اختصاص المحكمة الجنائية الدولية
