
كم هو مؤسف ومخزي أن يتطاول نائب برلماني انتخبه الشعب للمشاركة في تنمية وطنه وحفظه وصون كرامة مواطنيه ، وكم هو غريب ومستغرب تصرف هؤلاء النواب وتخاملهم على أبناء جلدتهم لا لشيء سوى أن من يحكمون البلد يتغاضون عن إساءات هؤلاء المسيئين ، لكن إذا تصفحنا تاريخ ومسيرة نضال هذه المجموعة بقيادة زعيمهم ( بيرام الداه اعبيد لا نتفاجأ بما قالوا وما قاموا به ، فبيرام جند نفسه وخطابه ضد مكونة البيظان التي ينتمي إليها ، ووصفهم بأوصاف لا تليق بهم واحتقر علماءهم وحمل عليهم في مسألة كونية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، فكل أمة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، وإذا كان بيرام يدافع عن العبودية وملاك العبيد فهو تأخر في دفاعه عنهم فقد وصل إلى زمن لا مكان للعبودية فيه وأصبح الجميع سواسية أمام القانون ، إذن فمدرسة بيرام تعد قواعد مجتمعية على مقاسات خاصة ، فحب الوطن والمواطنة واحترام الآخرين هو منهج المستقيمين ، فعلى بيرام كزعيم لأنصاره أن يعلم أنه يقود والقيادة الرشيدة فن ، ومن دخل مجالها عليه أن يتحلى بالسلوك القويم ، وأن يوجه أنصاره لخدمة وطنه ومجتمعه وأن يسعى لإرساء السلم الاجتماعي بين جميع مكوناته وشرائحه إن كان مخلصا حقا ، لقد رأينا بأم أعيننا إساءة بيرام ورفاق دربه علينا كمجتمع يعيش في صحراء يتقاسم الجميع فيها حلو ومر الحياة ، ويعرف بيرام ومريم الشيخ دينگ وجالو وفامو عاشوراء أن مجتمع البيظان خير من كثير ممن يحملون ويجهزون عليهم بقوى خارجية تسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي وضربه كما فعلت بدول كثيرة دكتها وأذكت النعرات الطائفية بينها. ، لكن هيهات هيهات فموريتانيا عصية بفضل الله على مثل ذلك .
إننا كمواطنين نشد على يد السلطة ونطالبها بتحقيق العدالة بين أبناء الوطن الواحد ، فمن أساء للرموز والمواطنين عليه أن يتلقى نفس المعاملة فالنائب الموقر : محمد بويه ولد الشيخ محمد فاضل رفعت عنه الحصانة وسجن طويلا حتى مرض مرضا شديدا لذا يجب أن ترفع الحصانة عن مريم الشيخ وخاليدو جالو وفامو عاشوراء ، وكل من يسيء ويقلل من شأن أبناء جلدته ( البيظان )، فما حدث مع هؤلاء وتمتعهم بالحرية دليل على فرض ازدواجية المعايير ، وخوف واضح من بيرام وحركة افلام ، فلا مساومة في أن ينجرعوا من نفس الكأس التي شرب منها النائب محمد بويه ، وليعلم بيرام أن البيظان كمجتمع كبير وثقافة عالمة خير فيه وأكثر كرما من الغرب وحركة افلام وكل من لا يغلب لغة العقل على لغة مصالحه الشخصية
إن موريتانيا بلد مسامح وأهله أهل سماحة وسلم ،وهذا مايستغله أمثال هؤلاء الذين لايقيمون وزنا له ولمن يقوده ، فلا تتمادوا فمجتمع البيظان إن التفت علىكم يستطيع أن يطهر البلد من كل خوان أثيم فلا فرنسا والغرب يستطعيون تدميرنا بواسطتكم ، ثم إن جندنا لهم الغالبون فقد سبقوا أن طردوا الاستعمار وجحافله فكيف بثلة قليلة نواياياها أكثر سوادا وأوضح رئيا للعين
أيتها الحكومة المتغافلة عن سياسات بيرام الداه اعبيد ومريم الشيخ وخاليدو جالو وفامو عاشوراءاستقظوا من سباتكم ، واضربوا بيد من حديد على كل من يسعى لتدمير المجتمع وتفيك كيانه وطمس هويته ، فهذه الاميراطورية الفرنسية المستعمرة قد تحكمت في ثقافة البلد ورسمت اللغة ، الفرنسية في إدارته ، وجعلت القلة هم من يتحكمون في ثرواته وخيراته ياحكامنا البدار البدار فالخطر محدق فانقذوا ما تبقى واعدلوا بين الناس وصححوا كل الأخطاء وأنصفوا المظلومين وأقيموا الوزن بالقسط ، واعلموا أن العدل أساس الملك ؛،فما نشهده اليوم من جور الحكام وتحكم السفهاء وتطاولهم إنما سببه ظلم البسطاء ، وترك الأقوياء يعيثون فسادا
وفي الأخير أوجه النصح لكم فاجعلوا من الحكماء والعقلاء مستشارين وبوئوا الكفاءت مكانتهم يصلح بلدكم ، ولا تتركوا الغوغاء يتحكمون فينا فنهلك ويسقط ملكنا الذي بناه الأجداد العظام