رحل شابا تقاذفته الشوارع وعاش في وسط اجتماعي فقير جدا في حي من أحياء مقاطعة الميناء بالعاصمة انواكشوط، تميزت سنوات طفولته الأولي بنوع من العفوية فبحكم امتزاجه مع المكونات العرقية المشكلة للنسيج الاجتماعي بالمبني علي اختلاف اللغات و الحضارات أستطاع الشاب الاندماج السريع في تلك المكونات حتى أن العارفين به يصنفونه بكلمة محلية معروفة لدي الزنوج وهي (بوينار) وتعني اندماج البيظاني في العنصر الزنجي وتحكمه الكبير في اللغة الولفية و البولارية اللتان يتحدث بهما بطلاقة ، طفولة الشاب ما فتئت أن انتهت بحكم مستوي معيشته الأسرية حيث ينحدر من ابوين فقرين ربوه تربية عادية ودرس دراسة عادية فألتحق بسلك الجيش الوطني تلك التجربة التي لم تعمر طويلا فبحكم تربية الشاب العفوية و ديمقراطية فكره ودقة وتنظيم المؤسسة العسكرية لم يستطع التأقلم مع الأوضاع فتم تسريحه من الخدمة، فتفرغ بعد خروجه لرقص تلك الموهبة التي برزت خلال الطفولة لكنها لم تجد من يفجرها، فبدأ (جانكوا) خطواته الأولي في عالم الرقص في كل الحفلات الرسمية وحتى الشعبية التي تقام في العاصمة، وقد رافق العديد من الفنانين في حفلاتهم وكان يتجول في أحياء العاصمة المنكوبة من أجل تقسيم الابتسامة علي الأطفال الذين يلجئون له من أجل إتحافهم برقصات لا تخلوا من الكوميدية، (جانكوا) عاش في صمت ومات في صمت وبطريقة عادية جدا فقد عاش عاديا ومات عاديا ودفن بصفة عادية و أقيمة عليه صلاة عادية وتلقت أسرته التعازي بصفة عادية، كما وقع للعديد من الفنانين الكبار أمثال ياسين ولد النانة و المداح أبرور والكوميدي الفنان عمار باء حيث قدم كل موقعه وحسب مستواه لموريتانيا ما لم يقدمه العديدين الذين يتشدقون ببناء موريتانيا، لو أن الميت خنثوي أو عاهرة من عاهرات البلاط أو أي شخص آخر نهب موريتانيا وأكل من دماء أبنائها لظهر علينا التلفزيون الرسمي (العمومي) أو الإذاعة الوطنية ( العمومية) وبجلته وذكرت محاسنه وبطولاته وصنفته ضمن قائمة الشهداء، لكن عندما يتعلق الأمر بمواطن مسكين كادح صارع البقاء وقدم ماعجزت عبقرية المنافقين عن تقديمه فإن ذالك يمر مرور الكرام وكأن شاة ماتت في أحد شوارع العاصمة، إن رحيل الشاب (جانكوا) الذي بدأ يعرف بموريتانيا عالميا من خلال مشاركته في العديد من الأفلام الفنية العالمية كراقص وخصوصا في أكليبات سنغالية خصوصا في أكليب (كمب باولو سك) الأخير يعتبر خسارة للفن الموريتاني ولعشاق النغمة الحلوة ومحبي الفنان وزملائه، و إن كان هذا الشاب قد ودع الدنيا فقد أستطاع الزواج وللمرة الأولي قبل وفاته بأربعة أشهر من فتاة موريتانيا تشير بعض المصادر إلا أنها حامل في أشهرها الأولي، و علي كل من عاصروا المرحوم وشهيد الرقص الموريتاني و سلطات البلد ووزارة الثقافة و الفنانين الذين أتحفهم الراحل برقصاته أن يتحفوا أسرته وزوجته بالوفاء لروحه الطيبة و أن يصلوا من أجله و أن يتوسلون إلي الله أن يقبله في جناته مع الصادقين و الطاهرين.المشاهد