الى الاستشاري ومكون الادارة: محمد فاضل السيد امصبوع الملقب فُضّل
حفِظٓكٓ الله من الإرباك والارتباك يا "مفضّٓل ".
ما كان لي أن أخوض فى حديث يُفهٓمُ منه أنني أرد على من هو فى مقام والدي، ومن يتسمّى بالفضل و يتلقّب به.
وقد ضربتُ صفحا عن الرد قبل أشهُر،إلا أن إصرار "المفضّل الفاضل" على جرّي إلى الحديث أرغمني على كتابة هذه السطور احتراما لمن يبدو انه- حفظه الله من كل مكروه- يعيش حالة ارتباك حيال " العلاقة التي تربطني بالعقيد اعلي ولد محمد فال"، والتي ولّدتْ لديه (دُزٓيْنٓة) من الأسئلة " نثرها" قبل صلاة الجمعة فى أحد مواقع انواكشوط الإخبارية.
أقول، وبالله التوفيق وهو على ما أقول شهيد:
علاقتي بالرئيس الأسبق اعلي ولد محمد فال هي علاقة احترام وتقدير لرئيسٍ تعرّفتُ عليه خلال المرحلة الإنتقالية التي قادها ما بين عاميْ ٢٠٠٥ و ٢٠٠٧، ولم تكن لي به قبلها سابق معرفة ولا صِلة.
لقد عرفتُ فى الرئيس اعلي ولد محمد فال خصائص تميزه عن بعض من جالسْتُهم من الرؤساء والساسة:، يُحسِنُ الاستماع، يُنزِلُ الناس منازلهم، عارفٌ كيّس بالتركيبة الاجتماعية للشعب الموريتاني، رجل دولة، وهو - فى المحصلة - بشر يخطئ ويصيب.
اما الجوانب الاخرى من شخصية الرئيس اعلي ولد محمد فال وأنواع العلاقات معه " سرا وعلانية" فأنت يا "فاضل يا مفضل" أدرى مني بها ، ولست لك بها بمنبئ ولا لجراحها بناكئ أبداً.
ولم أكن أظن "استشاريا ومكونا فى الإدارة" مثلك لا يزال يرتبك وهو فى هذه السن وبهذه التجربة السياسية المُراوحة بين أحضان التيار الإسلامي ( بلحية كثة وعمامة ظواهرية) ، والتيار الليبرالي اليوم ( بلحية صارت مراتع أهل المقص والشفرة).
وكنتُ أظنك ايها "الفاضل المفضل" قد حططتٓ عصا الترحال والارتباك، لكنك -والاعتراف سيد الأدلة- أقررتٓ بأنك لا تزال مرتبكا- حفظك الله مرة اخرى من كل مكروه.
أنا- يا فاضل يا مفضل- لا أشن حملة على الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولا على غيره، ولا أضبط عقارب ساعتي على توقيت ساعة الرئيس اعلي ولد محمد فال ولا تواقيت ساعات غيره.
ان مواقفي معروفة، حتى عندما كانت وظيفتي تفرض علي التحفظ. و فى سبيل تلك المواقف، وبسبب الجرأة احيانا فى طرحها على رؤسائي دفعتُ أثمانا من التحامل والتعريض والتجريح والتآمر ليس هذا مقام تفصيلها، لكن محصلتها النهائية معروفة.
أنا- يا فاضل ويا مفضل- لا امارس الكتابة للغير، ولا أتلقى الأوامر إلا من ضميري وحبي للوطن الذي لم أعرف وطنا آخر قبله ولا أريد أن أعرف وطنا آخر بعده.
واؤكد لك انني لا ألقي الكلام على عواهنه، وكل مواقفي وكتاباتي يعضدها واقع الحال والحجة الدامغة والشهود العدول.
لقد أعدْتٓ كلاما مُعاداً عن طرد الرئيس عزيز للصهائنة من انواكشوط ومن مالابو ،ومن حقد اسرائيل على الرئيس عزيزة وعلى إيران وعلى الشيعة، ومن قتْل الصهائنة للقذافي،،ومن أن بعض رجال الأعمال غير راضين عن نظام الرئيس عزيز.
مواقفي من كل هذه الامور معروفة بالعربي الفصيح ومرقونة بيميني وموسومة باسمي الكامل،،ويمكنك العودة إليها، فهي لم تتغير قيد أنملة،وقد رحبتُ فيها بما هو أهل للترحيب، واعترضتُ على ما هو مدعاة للاعتراض.
واذا كنتٓ -يا فاضل يا مفضل- تعني برجال الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي أزعجك وقوفي إلى جانبه، فيسعدني ان اؤكد لك أنني لم ازدد الا دعما له ووقوفا فى صفه واقتناعا بأنه مستهدٓفٌ ومظلوم.
وان كنتٓ نصحتٓني يوما بالعدول عن هذا الموقف، وها انت اليوم تتساءل حولي، فاسمح لي ان امحضك النصح واطرح عليك سؤالا وحيدا.
اما النصيحة فهي مراجعة البنيان اللغوي لما يصدر عنك لأن العرب تنصب المثني بالياء فتقول: " ما الذي يجمع الرجليـْن؟"، والعرب تجزم الافعال الخمسة بحذف النون فتقول: " أم أنهما لم يُزوّدا بها إلا الآن".
هذا تنبيه من اخ أصغر ليس استشاريا ولا مكون ادارة.
واما السؤال الوحيد مني لك فهو: ما الذي يزعجك فى كتاباتي ولا يزعجك فى " المسار الحانوتي"، وفى ال"بلعمشيات"، وفى "تحقيقات صناديق اكرا"، و" ملف المخدرات"،،،،،،ووووووووو؟
اكيد ان الرئيس اعلي ولد محمد فال ان لم يكن قد اسدى اليك خيرا ذات يوم فهو -قطعا- لم يظلمك.
واكيد ان الرئيس اعلي ولد محمد فال والرئيس محمد ولد عبد العزيز اقرب اليك مني، لكن لا تدخل بينهما فالمكان ضيق، والرجُلان أدرى بما بينهما.
مع التحية.
باباه سيد عبد الله