تمكن الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع من وأد طموح حركة (فلام) العنصرية، وتمكن بقوة شخصيته وحزمه تجاه دول الجوار (السنغال) ودول التأثير (فرنسا) من القضاء على مصدر الحماية لهذه الحركة .. فعلا كان لهذه الحركة الدور الأبرز في الازمة السنغالية الموريتانية 1989 وكانت تعيش على مصاريف اللجوء الفرنسي وتعمل على تمزيق موريتانيا والقضاء على لحمتها .. وصحيح أنها متهمة بالوقوف وراء محاولة انقلاب 1987 (حسب وثائق مختلفة المصدر).. ورغم ذلك منيت الحركة بهزيمة نكراء من نظام ولد الطايع لدرجة اضطرت معها تلك الدول الى التخلي عن رعايتها او على الاقل فرضت عليها الصمت و لجمت طموحها السيء.
حاولت الحركة بعد ذلك أن تتسرب من خلال أطروحات ومواقف ( ضمير ومقاومة) ولكنها فشلت لقصر الطريق .. واختلاف الرؤية، حيث كانت (افلام) تريد إزاحة الكيان الموريتاني برمته، فيما كانت (ضمير ومقاومة) لا تريد أكثر من إزاحة نظام تعتبره مسؤولا عن وضع البلد .
اليوم تعود هذه الحركة من خلال حركات حقوقية وطنية، فلم تعد (فلام) موجودة كما كانت ولكنها مبثوثة في (ايرا) و ( لا تلمس جنسيتي) وحزبها الذي لا يخفي رئيسه (تيام صمبا) الدعوة لمنح حكم ذاتي لجزء من البلاد، اعتمادا على المعيار العرقي فقط .
على الحركات الحقوقية الوطنية أن تدرك أن قضيتها المشروعة، تم اختطافها من طرف جماعة لا تريد حرية لعبد و لا لزنجي .. ان همها هو المتاجرة بالقضية وتمزيق موريتانيا .. وهي تدرك أن أي حل للقضايا الاجتماعية في موريتانيا يعني توقف نافورة المال الغربي وهو الامر الذي لن تقبل حدوثه.
شخصيا : أعتقد أن قادة ( ايرا) بحاجة لمراجعة المسار .. وهي خطوة نبيلة تقوم بها كل الحركات الجماهيرية .. فمراجعة المسار كفيلة بقراءة واقع الحركة ومآل رسالتها .. والتخلص من المقتاتين على نضالها ورصيدها .
أتمنى ذلك ..
الشيخ سيدي عبدالله