الجزء الثاني : اعتقال نائب رئيس حركة إيرا آمدو تجان جوب وعبد الله معطل و جمال صمب و موسي بيرام في 30 يونيو 2016
جزء الثاني : اعتقال نائب رئيس حركة إيرا آمدو تجان جوب وعبد الله معطل و جمال صمب و موسي بيرام في 30 يونيو 2016
في صبيحة هذا اليوم علمت من مصادر شخصية أن آمدو تجان جوب تم اعتقاله من طرف الأجهزة الأمنية اعتبرت الأمر في البداية علي خلفية بعض الأمور المهنية خصوصا أن الرجل يعمل في المجال المصرفي معرض كغيره من الموظفين في هذا القطاع لتوقيف بحكم حساسية العمل، ونتيجة معرفتي الدقيقة للرجل و علاقاتي به و المستوي الأخلاقي الرفيع و الفكري الذي يتمتع به لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتورط أيضا في فضيحة مالية و لا يمكن أن تكون له علاقة بالمتورطين في ملفات مماثلة، ولازلت أطرح العديد من نقاط الاستفهام حول أسباب توقيف الرجل خصوصا أن أسرته و المقربين منه و الحركة يجهلون مثلي أسباب التوقيف و حتى مكان التوقيف فكل ما هو متوفر من المعلومات أن وحدة من الشرطة مقنعة اقتحمت منزل الرجل فجرا و أخذته دون النقاش مع أحد و جميع هواتف الرجل مغلقة حتى اللحظة.
ماهي إلا ساعات وتصل معلومات تفيد باعتقال عبد الله ولد معط الله وجمال صمب وهما شابان قياديان في الحركة و من أهم مناضليها و أكثرهم سلمية في النضال مع أن جميع المناضلين في حركة إيرا الإنعتاقية و هذا للأمانة التاريخية تحثهم القيادة علي توخي الحذر و عدم الاحتكاك بالرجال الأمن و الابتعاد عن مناطق الشغب، في مساء نفس اليوم موسي بيرام في قفص التوقيف، عندها أدركت أن هناك شيئا ما و استهداف واضح لحركة إيرا خصوصا لمن يوصفون بأنهم الجناح الزنجي .
في المساء عدت للمنزل بعد يوم متعب حاولت فيه التوفيق بين الالتزامات المهنية و بعض المهام الحركية خصوصا أن الحركة أصبحت مستهدفة في أمر لم تتضح معالمه حتى اللحظة , أجريت العديد من الاتصالات بقياديين في الحركة وكان العنوان الأبرز هو الاستفهام لأنه لا أحد يفهم حتى اللحظة هذه الاعتقالات ولازلنا نتظر ظهور رسمي يشرح خلفيات الاعتقال سواء من طرف سلطة إدارية و هذا منافي للقانون، أو من طرف وكيل جمهورية، خلال البحث عن المعلومة و بداخل المنزل لجأت لتلفزيون الموريتاني في نشرة الثامنة فإذا بوالي ولاية أنواكشوط الغربية في خرجت إعلامية جديدة يقول فيها " لقد استطاعت قوات أمننا الباسلة إلقاء القبض علي العصابة المتورطة في أحداث كزرة بوعماتو و هم متلبسين بالجريمة و ينتمون لحركة إيرا و هم علي التوالي " آمدو تجان جوب، عبد الله ولد معط الله وجمال صمب و موسي بيرام و بلا توري " - و إن كان بلا توري حينها لايزال طليقا مما يدل علي أن هناك شيئا ما يدار خلف الكواليس - , يوجدون لدي المصالح الأمنية وريثما ينتهي التحقيق سوف يحالون للقضاء" , في تلك لحظات حاولنا التواصل و عقد اجتماع طارئ لدراسة الوضع و تقرر فيه تنظيم وقفة أمام وزارة العدل للمطالبة بالإفراج الفوري عن الموقوفين و كان بلا توري حاضرا للاجتماع الذي من المفروض ان يكون في زنزانته حسب الوالي .
حاولت ترتيب تدوينه حول الاعتقالات هي كل ما أملك في تلك اللحظة تحت عنوان "فبركة" وهي عبارة عن نداء موجه للشعب لحراطين العظيم من أجل الخروج لتحرر من الظلم و التبعية و القهر الذي يتعرضون له خصوصا أني أستحضر تلك الصور البشعة من الدمار الشامل الذي شاهدته للأكواخ و الاعرشه فما بالك بالتنكيل بالنساء و الأطفال و الموقوفين لدي الشرطة و الجميع من شريحة العبيد و الأرقاء السابقين ثق أنهم لن يفترشون الورود و الياسمين و أن أجود ما سيجدونه هو فضلات وبول اللصوص الذي يوزع مجانا داخل أروقة مفوضياتنا الفتية علي كل مظلوم موقوف لأنه يرفض الهوان الممارس ضده،.
ثم أن استهداف قيادي حركة إيرا في هذه الظرفية بالضبط له مبررات عديدة منها أنه في نفس اليوم 29 يونيو 2016 يعانق الرئيس بيرام الداه أعبيدي و نائبه إبراهيم بلال رمضان جائزة مقدمة من طرف وزارة الخارجية الآمريكية حول جهود الحركة في ميدان مناهضة العبودية و التفهم المحلي و الخارجي لخطاب ايرا.
وهو ما يفسر جهود أجهزة الأمن و محاولة النظام البائسة الزج بالحركة في فضائح من أجل تلطيخ صورتها في وجه الرأي العام الوطني و الدولي و أن المصادرة و الملاحقة هو جزء من منهجية النظام ضد الحركة و فكرها و أن الزج بالقياديين مجرد بداية لحراك قد لا ينتهي قريبا لكن حركة إيرا سوف تنتصر.
نشرت التدوينة في ساعة متأخرة من مساء 30 يونيو 2016 من داخل منزلي في عرفات و توجهت نحو فراشي لأبدأ رحلة مع النوم في انتظار غد جديد،
يتواصل ..............................
مع
الجزء الثالث : اعتقال بلا توري في 01 يوليو 2016