أكدت مصادر إعلامية اليوم أن المؤسسات التي أعلنت عن مقاطعتها لصندوق دعم الصحافة أصبحت تتسابق للاستفادة منه وأضافت المصادر ذاتها أن الحسين ولد محنض اتهم الهيبة بالمغالطة و أن ولد اليدالي قدم استقالته وولد صمب سي أودع طلبه للدعم عند اللجنة المختصة
و كما كان متوقعا؛ فقد تزاحمت عشرات المؤسسات الإعلامية التي أصدرت بيانا أعلنت من خلاله مقاطعة صندوق دعم الصحافة الخاصة لهذه السنة، عند سكرتيريا صندوق الدعم لتسليم ملفاتها المستجدية للدعم من باب “يتمنعن وهن راغبات”.
ومن بين المؤسسات الإعلامية التي ورد اسمها في الموقعين على البيان وأودعت فيما بعد ملفاتها على وجه الخصوص: “كوتيدين دي نواكشوط “(موسى صمب سي) و”القلم” (أحمد ولد الشيخ)، و”الإخباري” (أبو معتز الجيلاني) و”لفي ابدو” (سي مامودو)، و”أخبار نواكشوط” (محمد محمود ولد أبو المعالي)، و”أطلس إينفو”، و”شيلوح افشي” (عبد الله ولد اتفغ المختار)، و”الأمل الجديد” (الحسين ولد محنض)، و”لوتانتيك” (عمر مختار)، و”الصحراء”(احمدو ولد التليميدي)، و”الصحيفة” (عبد الرحمن ولد حرمة ولد ببانا)، و”بلادي” (موسى ولد حامد)، و”الأقصى” (عبد الفتاح ولد اعبيدنا)، و”زهرة شنقيط” (سيد احمد ولد باب)، و”ميادين” (يحي ولد الحمد)، “موري ويب” (جدنا ولد ديده)… إلخ
وما زال بقية الموقعين على بيان المقاطعة يزدحمون في طوابير أمام السكرتيريا للحصول على نصيب من مخصصات الدعم رافعين شعار “يويل امك يالوراني”.
واتهم المدير الناشر لصحيفة الأمل الجديد الحسين ولد محنض، في اتصال هاتفي صراحة المدير الناشر للأخبار انفو الهيبة ولد الشيخ سيداتي بالمغالطة، حيث قال إن ولد الشيخ سيداتي اتصل به طالبا منه التوقيع على بيان يتعلق بحرية الصحافة، دون أن يفصح له عن حقيقة البيان الذي اتضح فيما بعد أنه كان مجرد بيان كيدي يهدف للنيل من زملاء مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والاحترام.
وكتب ولد محنض في تدوينة له على الفيسبوك أنه لم ولن ينغمس في صراعات الصحافة وأنه تربطه علاقات جذورها ضاربة في العمق مع عالي محمد ولد أبنو مقرر لجنة دعم الصحافة.
كما أعلن محمد ولد اليدالي المدير الناشر ليومية صدى الأحداث عن استقالته مما يعرف بتجمع الصحافة الموريتانية الذي يقوده مدرس اللغة الفرنسية بثانوية تيارت والمتغيب دائما عن تلاميذه موسى صمب سي المتهم رفقة آخرين بتبييض الأموال والتآمر لزعزعة أمن البلد فيما يعرف بملف ولد بوعماتو والذي أصبح يوظف لصالحه اسم هذا التجمع المكون أساسا من مجموعة من الصحف الورقية المندثرة حيث كانت صحيفة صدى الأحداث هي اليومية الوحيدة المنتظمة الصدور فيه قبل أن تنسحب منه قبل يومين.
وكان بيان قد صدر باسم اثنين وأربعين موقعا وجريدة غالبيتها مغمورة أعلن مقاطعة تلك المؤسسات لصندوق دعم الصحافة هذه السنة، غير أن أغلب هذه المؤسسات سارع إلى نفي توقيعه على البيان وقدم ملفه للجنة الصندوق للحصول على الدعم.
ويأتي البيان الذي استغل طيبة وحسن نية بعض المواقع على خلفية تحركات كيدية يقوم بها الجناح الإعلامي الداعم لرجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو المتحالف مع الجناح الإعلامي لحزب تواصل من أجل التشويش على الساحة الإعلامية في البلد.
وحاول صحفيان قالا إنهما يمثلان المجموعة التي لوحت بالمقاطعة لقاء وزيرة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، غير أن الوزيرة رفضت لقاءهما، ليطرقا باب رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية؛ الذي أحالهما إلى رئيس لجنة الدعم، وقد صرح لهما الأخير بأنه غير مخول من طرف اللجنة للتفاوض باسمها مع أي كان ، وأن عليهما تنفيذ الاشتراطات المنصوص عليها من قبل اللجنة، وأكد أن اللجنة ستطبق القانون بمنتهى الصرامة ولن تتعامل مع أي كان خارج يافطة القانون الواضح والمحدد والذي لا يسمح لها بالتشاور إلا مع الهيئات المختصة وعندما قال احدهما وهو الهيبة ولد الشيخ سيداتي إنهما يمثلان “الصحافة الحقيقية” وأن البقية مجرد “بشمركة” أجابه : “الصحافة كلها محمد عند راصو” ونحن نحترمها جميعا لكننا لن نتساهل في تطبيق المعايير التي يحددها القانون.
وسارعت أكثر من مائة من المواقع والجرائد والمؤسسات إضافة إلى اثنتي عشرة هيئة من الاتحادات والنقابات والروابط والتجمعات والجمعيات الصحفية لإصدار بيان موحد أكدت فيه دعم لجنة تسيير الصندوق، وتأييدها لتفعيل اللجنة للقوانين المنظمة لعملها، والتي تعتبر آداب المهنة والالتزام بميثاق الشرف الصحفي شرطا رئيسا للاستفادة من الدعم. وفق ضوابط المصداقية والمهنية والمسؤولية التي لا تكتمل الحرية دونها.
وأعلنت المؤسسات التي تسيطر على المشهد الإعلامي في موريتانيا ترحيبها بالمعايير التي سنتها لجنة دعم الصحافة الخاصة، وتثمينها لفضاء الحرية الذي تنعم به المؤسسات الإعلامية في بلادنا، وتمسكها بأخلاقيات المهنة، وتشبثها بميثاق الشرف الصحفي.
وأكدت المؤسسات التي تربو على المائة ما بين موقع وجريدة، والتي تضم جل المواقع الموريتانية المتقدمة في التصنيف المحلي والدولي كمواقع الصفحات الأولى من “موريتانيا الآن” والصحف المنتظمة الصدور، والواسعة الانتشار؛ أنها لاحظت “الإشارات الايجابية التي قدمتها لجنة تسيير وتوزيع صندوق دعم الصحافة الخاصة التي تلمس فيها الجدية والإيمان بالمثل العليا التي يجب أن تكون دستورا للصحافة، من حيث هي مهنة تستهدف في المقام الأول ترشيد وتنوير المجتمع”.
المصدر /اخبار الوطن