بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
ليلة الأربعاء الموافق 16مايو 2018، حوالي الساعة الرابعة فجرا، حضر عناصر من الشرطة الإماراتية (التحريات) إلى منزل رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد كي الشمسدي الأوجفتي. وذلك بإمارة عجمان محل سكنه، 30 كلم من دبي مقر عمله ، و اقتادوه لجهة مجهولة .
و من الجدير بالذكر أن محمد لا يمارس السياسة إطلاقا، ولم يشتهر بالكتابة في الإعلام، و إنما يدير مؤسسته التجارية imaf، الإماراتية الموريتانية للشحن، فحسب، و هو رجل كريم...صموت مسالم ، سبق أن عمل سنوات في الشرطة الإماراتية ، قبل أن يلتحق بالقطاع التجاري .
ومن وجه ٱخر عرفت دولة الإمارات العربية المتحدة باحترام الجالية الموريتانية المسالمة. وبسبب هذه المعطيات لم يفهم اختطاف ولد كي بهذه الطريقة البدائية المنافية للأخلاق والقوانين الدولية.
فمن ببن أهله أختطف دون مذكرة اعتقال ودون إظهار التهمة لاحقا أو توضيح بعض ملابسات اعتقاله، مكانا أو مصيرا . فإلى متى.
كما أن الجهات الدبلوماسية الموريتانية لم تتكلف بعد عناء الاتصال بأسرته لطمأنتهم على مصير والدهم المختطف، دون شروط قانونية وأدبية لائقة. كما تجاهل الإعلام الموريتاني وضعية الأخ محمد، سوى قصاصتين خبريتين، كتبهما الزميل يحيى ولد الحمد، مدير موقع ميادين الأكتروني الشهير، دون تمكن من توضيح المصير، الذي يلفه هذا الغموض المربك، المثير للتساؤل والحيرة .
إنني أدعو من هذا المنبر رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز، وكل الجهات المعنية في الداخل و الخارج للسعي لكشف مصير المواطن ورجل الأعمال الموريتاني محمد ولد كي و الإفراج الفوري عنه بإذن الله.
لقد عرفت الإمارات منذ نشأتها بالمسالمة تجاه الجميع والعرب والمسلمين والموريتانيين بوجه أخص. فما الأفضل من الحرص الدائم على هذا الأسلوب الدبلوماسي الرفيع وعدم الانفكاك عنه.
إن وضعية محمد ولد كي هذه وطريقة اعتقاله وعدم تبيين ملابسات التحفظ عليه وغموض مصيره، يثير أقصى حالات الاحتقان والاحتجاج والاشمئزاز والتقزز، ويدفع للتساؤل المشفق. هل تبدلت الإمارات أرضا غير الأرض وأهلا غير الأهل، وا أسفاه، لا قدر الله، إن ذلك لو حصل لا قدر الله، فانه بالتأكيد مضر بمكانتها عربيا و إسلاميا و عالميا.
أما لو بينت تهمة حقيقية علنية ضد ولد كي، لكان ذلك محل بحث حضاري معتاد، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته... والله خير حفظا .