خضت تجربة انتخابية على لائحة النيابيات بأطار سنة ٢٠١٣ .تدخلت عدة عوامل و رأسها "أذرع الدولة" كالمعتاد ،و لم أجد من الاصوات ما يبلغنى الدور الثانى ،و استدعانى ابن عمى الذى وصل للدور الثانى مع ول محم ، الرجل الفاضل أحمد ول برو ، لكن التراجع شبه الصريح جاء من طرف ابن أخت أحمد ، محمد ول نويكظ، فخاننا جميعا مقابل مصالحه الخاصة الضيقة ، تحت ضغط الصهر الرئيس محمد ولد عبد العزيز،رأس النظام الاستبدادي الاستحواذي المتغلب القائم . كل هذه الخسائر المعنوية و المادية، بسبب عنادى و عدم استماعى النصيحة من خبير .فذات يوم من صباحات ٢٠٠٧ استدعانى الكاتب الخاص للسفير المغربي إلى مكتب السفير رحمه الله . لم أستغرب رغم أنى لم ألج باب السفارة المغربية يوما ، و ليست لى أية معرفة بهم إطلاقا ، إلا أن جدتى لأم سلمى بنت عبد الله السالم رحمها الله من قبيلة "أيتوس" من مدينة اسماره، من الأقاليم الجنوبية ،محل الجدل بين المغرب و بوليزاريو . و لا أظن ان هذا السفير المغربي وقتها مدرك، لتلك المعطيات الغابرة . و إن كنت شخصيا من جهة الأب و الأم، بين أهل اعبيدن و أهل الحسن، من أسرة الطيب "شيوخ اسماسيد أطار " . دخلت على السفير و انا عارف للسبب ، مقال قصير حول أهمية الوسطية و ضرورة التمسك بها، بين الطرفين المتنازعين حول الصحراء الغربية، و الإشارة إلى أن الانحياز الحاصل من طرف الحكام العسكر "السباعيين" وقتها للصحراويين، لا يخدم موريتانيا كدولة .و نصحت ببراءة و تجرد و وطنية و شجاعة ، كالمعتاد بضرورة البقاء بأمانة و حذر فى خط الوسط بين الطرفين الأخوين لنا جميعا . لكن مساج السفير المخضرم المتمرس كان صامتا فى موضوع الصحراء مطبن بالتهديد غير الأخلاقي و غير المقبول إطلاقا ، ضد مواطن صحفي على أديم أرضه ، بسبب التعبير عن رأيه فى وسيلة إعلام موريتانية حرة .أما "مساجه" الصريح الناطق، فكان حول موضوع الانتخابات الرئاسية الوشيكة حينها و أشياء أخرى حساسة ،سأعود إليها فى مقال آخر بإذن الله .و نصيحة السفير المغربي فى هذا الشأن الانتخابي ،ذى الصلة بعنوان المقال ،هي بيت القصيد و الاستشهاد هنا . قال لى أخى صاحب السعادة ، السفير المغربي يومها قبيل انطلاق حملة رئاسيات ٢٠٠٧،لائحة المرشحين طويلة وصلت ١٧ ،حتى صاحب شركة اترانزيت أفصح اليوم عن رغبته فى الترشح لمنصب الرئاسة ،و أنا "سباعي" و أبى أصوله من أكجوجت !. دعم ولد داداه أحمد يعنى دعم الزنوج .فى الانتخابات البرلمانية أيام الملك الراحل الحسن الثانى رحمه الله كانت توضع علامات حظر تجاوز، أمام أسماء مرشحين بعينهم .و مهما حصلوا من أصوات لا ينجحون فى النهاية، و بالتالى لا يدخلون البرلمان إطلاقا .أما عدد يومية الأقصى فاكتفى على وجه التهديد بوضعه فحسب ظاهرا، على سطح مكتبه .و وعد وعدا كاذبا باشتراك لصالح جريدة الأقصى ، المنهكة ماديا المصابرة معنويا . هذا جل ما دار فى ذلك اللقاء المثير بحق .كان أسلوبه أحيانا يعبر عن البلاهة و استغلال المفرط للنفوذ الدبلموسي .ترى أخى القارئ إن كان من "أولاد بسبباع" ما صلة هذا بموضوع الصحراء الغربية ، و قصة ميلاده فى أكجوجت أو العين الصفره .و ملخص القول ، إن الانتخابات فى أطار أو موريتانيا بكافة أطرافها أو أغلب بقاع الوطن العربي ،على وجه العموم ،و إن تحسنت نسبيا فى تونس بوجه خاص و المغرب نسبيا أيضا.إلا أن الحالة المعتادة الروتينية ،هي أن تضع أجهزة الدولة بصماتها عن قصد و عمد ،و دون فراهة غالبا ، للأسف البالغ. و عود على بدأ ، أقول لكم ،يا أهل أطار . المرشح النيابي أحمد ول برو، كفوء و يستمع بإصغاء و احترام ،و جدي الوعد ،إن اقتدر .لكنه مشغول أحيانا أكثر من الازم، بأمور عاطفية، لتخفيف ربما متاعب الحملة . فلا بأس بدعمه انتخابيا ،لتمثيل مقبول نسبيا، لمدينتكم فى البرلمان المورتاني ، هذا بشرط أن تتحفظوا و تحتاطوا جيدا من ابن أخته و داعمه الأول محمد ولد نويكظ ، حيث جربتوه من قبل فى الدور النيابي الثانى ٢٠١٣.بيع القصة برمتها و دون ثمن فى النهاية ، لا خاص و لا عام،كما أن هذا الشخص السيئ الصيت و السمعة للأسف ، يخفر عهد الصداقة و الرحم ، دون حساب أو تردد أو روية ،اغترارا بماله ،الذى جمعه من حله و حرامه ، دون صرفه فى الوجه الأمثل و الأسلوب الائق ،شرعا و عرفا .هداه الله و سدد خطاه . اللهم آمين .
بقلم/عبدالفتاح ولد أعبيدن