أقلام حرة أشترتها الحكومة بثمن رخيص

hamadi

شهد الإعلام الموريتاني تطورا كبيرا و شبه نهضة كبيرة, حيث أصبح لكل شخص موقع خاص به كما له بيت و أسرة و أهل و أقارب,و قد أنتشرت هذه الظاهرة كثيرا, حيث لم يعد القارئ يميز بين من هو الصادق و من هو الكاذب, هذا ينفي و هذا يؤكد و في الحالتين يضيع القارئ بين باحث عن الدعم و مالك المؤسسة و تنافس على الوظيفة.

كما أنتشرت ظاهرة تعدد المواقع الإخبارية انتشرت أيضا ظاهرة إنشاء محطة إذاعية,ففي الأمس القريب لم نكن نملك سوى محطة إذاعية واحدة, اما اليوم و مع تطور التكولونوجيا و شبه وعي لدى بعض الشباب الموريتاني و رجال الأعمال الذين يستثمرون أموالهم في هذه الظاهرة,أصبحنا نمتلك  9 محطات إذاعية أو أكثر,مع عدم الفائدة,فمعظم أو جميع هذه المحطات تقضي وقتها في لهو و الرقص و نشرة أخبار خاص و مفصلة بأحداث الحكومة بدل فتح الباب أمام المواطن الموريتاني لتعبير عن معاناته.

حيث وجد المبدئيين و المتطرفين على الصحافة من أقارب المدير و أهله و محيطه,فرصة لدخول عالم الصحافة و تقديم النشرات و البرامج التي يشرفون عليها ظنا منهم بإنها برامج توعوية و مفيدة و هي عكس ذلك تماما,فمن يشرفون عليها لم يلتقوا يوما خطوة في عالم الصحافة المليئ بالمخاطر و الذي يجب على داخله تخلي عن كل انتماءات و تركها جانبا,ولو أن هناك معهد لتكوين الصحافة و تدريس مهام الصحفي و ما يجب عليه و ما لا يجب عليه,لما حدثت كل هذه الفوضى في الإعلام,ولو أن السلطة العليا لصحافة و السمعيات البصرية"الهابا "لم تضع شروطا على الوسائل الإعلام و تحذيرات لظهرت الحقيقة كاملة, ولو أن نقابة الصحفيين الموريتانيين قامت بدورها و أعطت الفرصة لمهتمين بهذا المجال في تجريب حظهم لنهض الإعلام لكن من لا يدقن لغة المدح و قول الزور و الكذب و النفاق لا يعيش.

و مازالت أغلب محطاتنا الاذاعية الخاصة تعاني من مشكلة الفوضوية في انتقاء الاصوات و التي تتم دون رقيب وما زالت تعاني من عدم الدقة في التنسيق والبرمجة وهذا هو السبب الرئيسي في فوضوية الإعلام,فما يعتبر البعض إن هذه الظاهرة تبرهن على تطور الإعلام الموريتاني و بدأ فهم مفهومه,لغوي و المعنوي,و عدم العمل به و ذلك يرجع إلى الضغوط الممارسة على المحطة و عدم امتلاكها مهندسين و صحفيين قادرين على نقل الحدث دون وقوع في خطأ,فما يعول معظم الموريتانيين على هذه المحطات في نقل الصورة الحية دون تزييف أو كذب أو خدع, يجب تحري الصدق والموضوعية بدل النفاق والكذب’فالإعلام مهنة النبلاء و ليس"البشمركة".

تعاني الصحافة الموريتانية على مستويات متفاوتة منها:

1ـ ان اغلب صحفيينا لا يتلقون التكوين في البلاد.

2ـ لا توجد مؤسسات لتحسين الكادر البشري سواء علي مستوي الإذاعي والتليفزيوني أو المواقع.

3ـ الفوضوية في منح التصاريح العمل لكل من هب ودب.

4ـ اهمال الإخراج في الإعلام والتركيز على قدرة الاعلامي فهو الصحفي والمنتج والمسؤول عن مونتاج البرنامج و إخراجه وباالتالي الصحفي يقوم بمهمات لا دخل له فيها.

5 ـ التساهل مع المحطات في مص جهود بعض محبي المهنة من الشباب الهواة لولوج المهنة ومن ثم طردهم بدم بارد لا اكثر دون محاسبة أو معاقبة أو تنديد.

المال هو المحرك الرئيسي في بناء أي مؤسسات اعلامية قادرة على البقاء و المنافسة في عالم يعمه قانون الغابة كما يبدوا,وممؤسساتنا الاعلامية الحديثة النشأة تفتقده وهي التي تم تأسيسها فقط على دفتر الالتزامات الجهات الرسمية,الغرض منه هو بذرالمال العام في العيوب لتقدم نفسها في ثوب أن البلد يعيش تعددية ديمقراطية وتعدد الوجه الإعلامي حالة صحي في بلدان التطور الإعلامي.

و بين تلك و هذه يبقى المتعطشون للحرية و العدل و المساواة,ينتظرون ظهور الإعلامي القوي الصبور المؤمن الصادق الذي لا يخاف سوى الله و لا يرجوا سوى الله,و رحيل متطفل هيمن على الوظيفة بوساطة قرابته بالمدير أو صلة الرابطة بينهم,لتحقيق مطالبهم من عدالة و حرية و مساواة, و حفاظ على مقدسات الدولة الإسلامية و كف الأذى عن المواطنين و عدم تخوفهم و زرع الفتنة.


الكاتب:حمودي ولد حمادي

[email protected]

 

 

أربعاء, 12/03/2014 - 01:44