أم عظيمة فقدها الموريتانيون أمس(تقرير مصور)

124

مريم ديالو: مناضلة من نوع خاص
فقد الموريتانيون يوم أمس أما عظيمة و مناضلة من نوع خاص، مناضلة لم تصدر بيانات و لم تتصدر قيادة أحزاب و لا حركات، و لم تنقل أنشطتها إذاعات و تلفزيونات، فقدنا المرأة الخيرة التي نذرت نفسها و أنفقت مالها لحضانة و حماية و تربية و كفالة أيتام هذا البلد منذ العام 1968، فكان بيتها في مدينة L مأوي للأطفال المتخلى عنهم و الأطفال الفقراء الذين لا يملكون معيلا و لا حاضنا أو لا تستطيع أسرهم تربيتهم و الإنفاق عليهم. كانت مريم ديالو الأم الحنون و المعلمة الأمينة و الكفيلة الحريصة على رسم الابتسامة على وجوه أطفالها، و على أن لا يشعروا بمرارة اليتم و عقدة و انحراف المتخلى عنهم، و على أن يكونوا في أحسن حال مقارنة مع الأطفال الآخرين.
رحم الله المناضلة التي لم تتعرض للكاميرات و لم تكتب بيانات التنديد و التحريض و التفريق، و حرصت على أن تخدم أطفال بلدها بود و تفان و تضحية بغض النظر عن أعراقهم و ألوانهم و لغاتهم، فكانت أما للأطفال و عنوانا للحرص على الوحدة و الانسجام بين أفراد مجتمعها و وطنها، كما كانت مثالا لفعل الخير و الحرص مرضاة لله ببذل كل شيء لكفالة الأطفال، و قد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ".

رحم الله فقيدة الأطفال و الوطن المرحومة بإذن الله مريم ديالو، و جعل كل تلك الأعمال الخيرة في ميزان حسناتها، و أحسن عزاء أسرتها الكريمة و كل الشعب الموريتاني.

باب سيداتي

أحد, 09/08/2015 - 02:09